لا أرى سببا منطقيا لهذا التوتروانعدام الثقة السائد حاليا بين الجماعة الصحفية والحكومة بسبب مشروع التشريعات الخاصة بالصحافة والإعلام .. ولا أدرى لماذا لا تتواصل حكومة المهندس شريف إسماعيل مع المسئولين فى نقابة الصحفيين للاتفاق على الصيغة التى سيتم التقدم بها لمجلس النواب لإقرارمشروع القانون؟! ولا أعرف من هو صاحب المصلحة فى الترويج لمشاريع قوانين أخرى غير التى تم التوافق عليها فى أواخر عهد رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب دون علم أصحاب الحق والمصلحة المعنيين ؟!! إن مثل هذه الأجواء السلبية توجد حالة من التوتر والبلبلة لدى الرأى العام وداخل مؤسسات الدولة .. وقد تؤدى إلى صراعات وصدامات نحن فى غنى عنها لتحقيق نهضة الأمة التى ينادى بها رئيس الدولة وننشدها جميعا . نعم هناك شعورحقيقى وهواجس مبررة تنتاب الجماعة الصحفية بأن ثمة مشاريع أخرى للصحافة والإعلام تعد بليل بعيداعن أعين أصحاب القضية الذين بذلوا جهودا مضنية، وأمضوا شهورا طويلة ,وعقدوا لقاءات عديدة لإعداد مشروع القانون الذى تريد بعض جهات فى الدولة الالتفاف عليه الآن لتشويه نصوصه وإفراغ مضمونه .. ولذلك سارع ممثلو مجلس النقابة برئاسة نقيب الصحفيين يحيى قلاش بلقاء الدكتورعلى عبد العال رئيس مجلس النواب السبت الماضى ,ونقلوا إليه هواجسهم وقلقهم على مدى ساعتين كاملتين، مؤكدين له حقيقة أن مجلس النواب الحالى هو مجلس استثنائى يترجم مواد الدستور إلى تشريعات، وأن مشروع قانون الصحافة الذى تم التوافق عليه ما هو إلا ترجمة أمينة لمواد فى الدستور. وإذا كان رئيس البرلمان قد أكد مشكورا - أنه «لن يخرج من البرلمان إلا قانون يترجم مواد وروح الدستور والمكتسبات التى جاء بها بتوافق من الجماعة الصحفية والإعلامية».. فإن المطلوب من حكومة المهندس شريف إسماعيل الآن هو قدر أكبر من التعاون والشفافية مع أعضاء نقابة الصحفيين .. حتى يخرج القانون فى أبهى صوره ,يعبر عن إرادة ثورتى يناير ويونيو ,ونتفاخر به أمام قوانين تنظيم الصحافة والإعلام فى شتى بقاع العالم . لمزيد من مقالات مسعود الحناوي