رغم تعاقب 5 محافظين ومرور أكثر من 5 أعوام علي إنشاء مركز الحرف اليدوية بالفيوم فإنه لا يزال سكنا للأشباح ويجسد مظهرا لإهدار المال العام فقد تم اُفتتاح المركز في شهر مايو 2010 بمنطقة عين السيليين بتكلفة نحو 3٫4 مليون جنيه، بهدف إحياء الحرف التقليدية المميزة لحضارة الفيوم، والتدريب علي هذه الحرف للحفاظ عليها من الاندثار والمساهمة في تنمية السياحة البيئية والترويج لهذه المنتجات وإتاحة الفرصة للحرفيين لممارسة إبداعاتهم وتطويرها، إلا أن هذا المركز لا يزال خاوياً علي عروشه وتحول الي سكن للاشباح . يضم المركز 14 ورشة للحرف اليدوية ويقع ضمن المنطقة السياحية بمنطقة «عين السيليين» الممتدة علي مساحة 8 أفدنة وتضم 24 شاليهاً وحمام سباحة وشلالا وطاحونة وقاعة للمؤتمرات وأخري للأفراح، إضافة إلي قاعة البانوراما. وقد أعلنت المحافظة منذ 5 سنوات وبالتحديد في شهر ديسمبر 2011 تخصيص مبلغ 10 ملايين جنيه من هيئة التنمية السياحية لإحياء منطقة عين السيليين وتطوير منشآتها السياحية ، لكن هذه التصريحات الوردية لم تجد لها مكاناً علي أرض الواقع ومازالت المنطقة تعاني الإهمال. ويرجع الاهتمام بإقامة المركز الي وجود عدد من الصناعات اليدوية والحرفية ومنتجات النخيل في قري الفيوم مثل صناعة السلال والبرانيط من سباط النخيل، والكرينة من السعف الأخضر، والحبال من الليف الأحمر بقريتي الإعلام وجرفس، كما يوجد مصنع لتجفيف البلح بقرية بيهمو، وتزدهر أعمال التطريز والأشغال اليدوية وتضم أشغال الإبرة وصناعة الخرز بقريتي فيديمين وطبهار، والمناديل والطرح بمركز أبشواي وقري سنهور والحادقة وهوارة المقطع وزاوية الكرادسة والعزب والغرق، أما قرية السنباط فتشتهر بصناعة الطواقي، وتشتهر قريتا دسيا وفيديمين بصناعة السجاد الحرير والجوبلان، أما صناعة السجاد والكليم فاشتهرت بها قري فيديمين وقصر رشوان وقصر الباسل ونقاليفة، بينما تميزت قرية النزلة بصناعة الفخار، واشتهرت قرية «تونس» الواقعة علي ساحل بحيرة قارون بالفخار المزجج، وتحرص المحافظة علي تنظيم مهرجان سنوي بهذه القرية للفخار والخزف والحرف اليدوية يشارك فيه العديد من السياح الأجانب والوافدين من مختلف محافظات الجمهورية. ويبقي السؤال: إلي متي يتجاهل المسئولون مركز الحرف اليدوية بالسيليين الذي تكلف ملايين الجنيهات للحفاظ علي الصناعات التراثية الفيومية من الاندثار دون الاستفادة منه ؟