تصدرت الصين الاقتصادات الرئيسية فى العالم من حيث خطوات النمو فى عام 2015، وحظيت بتقدير عال من أنحاء العالم بفضل مساهماتها البارزة فى الشئون المحلية والدولية، غير أنها شهدت أيضا عدة حوادث وكوارث خطيرة خلفت حزنا عميقا فى قلوب أفراد الشعب الصيني. واختار شى جين بينج، بصفته رئيس الدولة والأمين العام للحزب الحاكم، أربعا من تلك الكوارث والحوادث المريعة كمثال للتحديات الخطيرة التى واجهتها البلاد، خلال كلمته لاستقبال العام الجديد فى اليوم الأخير من العام الماضى. قال الرئيس: "لقد شهدنا فى هذا العام البهجة والسعادة، وذقنا أيضا الحزن والألم .. وتشعر قلوبنا ببالغ الأسى حيال كارثة انقلاب سفينة (نجمة الشرق)، والانفجارات والحرائق الهائلة فى ميناء تيانجين، والانهيار الأرضى فى مدينة شنتشن، والتى أسفرت عن فقدان عدد غير قليل من أهالينا، وفوق ذلك، قٌتل بعض من أبنائنا على أيدى الإرهابيين بشكل وحشى وهمجي." واستعرض الرئيس هذه الحوادث والكوارث الحزينة فى كلمته التى ألقاها بمكتبه فى مقر الحكومة المركزية الصينية بمناسبة استقبال سنة جديدة سعيدة، مستعرضا أمام جميع المواطنين الصينيين والعالم بأسره حزم الصين وعزمها القوى حكومة وحزبا فى حماية سلامة حياة وممتلكات أفراد الشعب الصينى وضمان تحسين مستوى معيشتهم والحفاظ على صحة المواطنين. فما هى هذه الأربع الحوادث المذكورة؟، وما الأساليب التى اتبعها الصينيون فى مواجهتها ومعالجتها والتغلب عليها، فى الوقت الذى يقومون فيه بأعمال مركزة على استراتيجيات متميزة بحكم القانون وبناء مجتمع يتمتع بحياة كريمة وتعميق عملية قضية الإصلاح بشكل كامل تحت قيادة الحزب الشيوعى الصينى الذى أصبح يشدد إدارته ورقابته الذاتية؟. - «تنظيم الدولة" يقتل رهينة صينيا».. جماعة المرابطون" تقتل 3 صينيين.. والجماعات الإرهابية تحفر قبره. فى سبتمبر الماضي، قال تنظيم الدولة "داعش" إنه يحتجز شخصين كرهينتين أحدهما صينى والثانى نرويجي. ثم أكدت وزارة الخارجية الصينية فى يوم 19 نوفمبر أن المنظمة الإرهابية قامت بقتل الرهينة الصيني. وفى اليوم التالي، شنت جماعة "المرابطون الجهادية" هجوما إرهابيا وحشيا على فندق راديسون بلو فى باماكو عاصمة مالى، وقتلت 3 صينيين و24 آخرين. وكان الضحايا الصينيون الثلاثة من كبار مديرى شركة بناء سكك الحديد الصينية، وكانوا فى باماكو لمناقشة مشروعات مع وزارة النقل فى مالي. بالنسبة إلى "تنظيم الدولة"، أفاد رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى فى يوم 21 ديسمبر أن دولته قد اشترت طائرات بدون طيار وغيرها من المعدات العسكرية من الصين، مؤكدا على الجهود المشتركة للمجتمع الدولى لإزالة "داعش" من الأراضى العراقية. أما مشروع سكك الحديد المشترك الصينى - المالي، فتوصلت الشركة التى كان الضحايا الثلاثة الصينيون يخدمون فيها توصلت مع وزارة النقل فى مالى إلى اتفاقية إطارية لتجديد خط سكة حديد رئيسى يربط بين باماكو ودكار فى يوم 28 ديسمبر، وبلغت قيمة الاتفاقية أكثر من 1.46 مليار دولار أمريكي. كما قال تشن يي، وزير الخارجية الصينى الأسبق وأحد المارشالات من مؤسسى جمهورية الصين الشعبية، قال إن "الخير يُقابل بالخير.. والشر يُقابل بالشر. لا يعنى هذا أن ما حصل سيمر دون حساب، ولكن الوقت لم يحن بعد، عندما يحين الوقت؛ ستُسدد الفاتورة كاملة". - انقلاب سفينة "نجمة الشرق".. وإنشاء نظام صارم لضمان سلامة الإبحار فى الأنهار انقلبت سفينة الركاب السياحية "دونغفانغتشيشينغ" (والتى تعنى "نجمة الشرق") فى نهر اليانجتسى فى الساعة 21:32 أول يونيو عام 2015، وهى فى طريقها من مدينة نانجينج، عاصمة مقاطعة جيانغسو شرقى الصين، إلى بلدية تشونغتشينغ جنوب غربى البلاد، بسبب العواصف المطرية الشديدة، ما أدى إلى مصرع 442 شخصا. وبعد ستة أشهر من التحقيقات، أعلن فريق التحقيق فى الكارثة عن النتائج الرسمية فى يوم 30 ديسمبر الماضى، وقدم 7 مقترحات لإنشاء نظام صارم لضمان سلامة الإبحار فى الأنهار الصينية . وفى اليوم الأخير من العام الماضي، أصدرت وزارة المواصلات إجراءات صارمة لإنشاء نظام المسؤولية الأبدية لنتائج فحص كل سفن الركاب فى الأنهار الصينية مع تنفيذ المقاييس الصارمة لدخول سوق نقل الركاب على الأنهار على وجه عام، وإنشاء آلية متخصصة وموحدة لرصد الأجواء والكوارث الطبيعية وآلية موحدة للإغاثة على طول المجرى الرئيسى لنهر اليانجتسى على وجه خاص. - حريق وانفجارات مخزن ميناء تيانجين.. وأول قائمة سوداء وطنية للمؤسسات ذات السجلات السيئة اندلع حريق فى مستودع للمواد الخطيرة لشركة رويهاى فى منطقة مركز اللوجيستيات الدولى بميناء تيانجين فى حوالى الساعة 22:50 يوم 12 أغسطس عام 2015، وفى نحو الساعة23:30 ، وقع فى موقع الحريق انفجاران شديدان، وبلغت مساحة مركز الانفجارين الرئيسيين نحو 0.1 كيلومتر مربع، وتعرضت المبانى التى تبعد عن المركز بأقل من كيلومترين لأضرار شديدة. وحتى يوم 27 سبتمبر العام الماضي، أسفر الحادث عن مصرع 165 شخصا وبقى 8 أشخاص فى عداد المفقودين، وظل 5 آخرون فى حالة حرجة فى المستشفى. لم تكتمل أعمال التحقيق فى الحادث بعد ، لكن التحقيقات الأولية كشفت أن وراء الحادث ممارسات فساد فى الهيئات الحكومية المعنية، وتصرفات مخالفة للقانون من قبل الشركات ذات الصلة. ففى يوم 24 ديسمبر، أعلنت مصلحة الدولة لسلامة العمل، أول قائمة سوداء وطنية للمؤسسات ذات السجلات السيئة من حيث سلامة العمل، واحتلت شركة رويهاى المركز الأول فى القائمة. وستواجه هذه الشركات الموجودة فى القائمة عقوبات صارمة. أما بالنسبة إلى ممارسات الفساد للهيئات الحكومية المعنية، فتنتظر الجماهير سماع نتائج التحقيقات النهائية، التى أكد رئيس مجلس الدولة لى كه تشيانج فى يوم 22 سبتمبر أنها سوف تقدم إجابة مرضية لعائلات الضحايا من رجال الإطفاء والمدنيين وللمجتمع كله. وفى عموم البلاد، بدأ إنشاء نظام مسئولية جديد لسلامة العمل يتسم بخصائص جديدة كتحميل المسئولين الحزبيين والحكوميين نفس المسؤولية لسلامة العمل، وتحميل كل مسئول حكومى مسؤولية مكافحة الفساد، وستنزل البلاد عقابا شديدا على تصرفات الإهمال والتقصير فى أداء الواجب فى هذا المجال. - انهيار أرضى فى شنتشن.. الرصاصة المنطلقة فى طريقها إلى الهدف ضرب انهيار مخزنا لتراب مخلفات البناء فى حى "قوانغمينغ" الجديد بمدينة شنتشن فى مقاطعة جواندونج جنوبىالصين، فى يوم 20 ديسمبر عام 2015 ، حيث دفن 33 مبنى ولقى 12 شخصا مصرعهم وفقد 62 آخرون حتى يوم 31 ديسمبر. وفى يوم 25 ديسمبر، أكد فريق تحقيق بعثه مجلس الدولة الصينى أن الانهيار الأرضى كان حادثا أسبابه بشرية وليس كارثة جيولوجية، وغطى مساحة 380 ألف متر مربع بركام من الطمى ارتفاعه عشرة أمتار. فى ليل يوم 27 ديسمبر، توفى مسئول سابق بحى قوانغمينغ الجديد بالمدينة جراء سقوطه من مبنى، بعد أن تعهد يانغ هوان نينغ، رئيس مصلحة الدولة لسلامة العمل، بإجراء تحقيق شامل حول الحادث وفرض عقوبات صارمة على المسئولين عنه. وفى اليوم الأخير من العام الماضي، ألقت الشرطة القبض على 11 شخصا لدورهم فى الحادث. وأعلنت النيابة العامة الاعتقال بعد ثلاثة أيام من اتخاذ الشرطة "إجراءات قسرية" على 12 شخصا، موضحة أن المتهمين وجهت لهم تهمة الإهمال المؤدى للحادث. وحثت الشرطة على ضبط المشتبه بهم الهاربين بأسرع ما يمكن.