تسعى مصر للحصول على نصيب أكبر من سوق السياحة الصينية، التى تصدر للعالم سنويا ما يزيد على 100 مليون سائح، خاصة فى ظل تنامى العلاقات بين البلدين بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الأولى للصين فى ديسمبر 2014، وعلى الرغم من أن الأرقام تؤكد زيادة الحركة فى 2015، إلا أنها لم ترق بعد إلى طموح الدولتين. فقد بلغ عدد السائحين الصينيين الذين زاروا مصر خلال العام الماضى 2015 حوالى 120 ألف، بزيادة 88% عن العام السابق 2014، حسب تصريحات خاصة ل"الأهرام" من محمد عبدالجبار، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة رئيس قطاع السياحة الدولية، ورغم هذه الزيادة فى أعداد السائحين الصينيين إلى مصر عام 2015، فإن السياحة الصينية تمثل سوقا واعدة تحتاج إلى المزيد من العمل والجهد من عدة جهات. وقد أشار عبدالجبار إلى أن هناك حملات تنشيطية مكثفة سيتم إطلاقها فى السوق الصينية خلال الفترة المقبلة لزيادة أعداد السائحين، موضحا أن النقل الجوى أحد أهم المجالات التى يجب أن يتم التركيز عليها وتطويرها لتساعد فى هذا المجال، حيث لا يمكن زيادة أعداد السائحين الصينيين فى ظل الرحلات المتاحة حاليا للخطوط التجارية أو الطيران العارض. ويعتبر عدد السياح الصينيين لمصر ضئيلا، مقارنة بما كان يأملة الرئيس السيسى خلال لقائه مع رئيس مصلحة السياحة الوطنية الصينية فى ديسمبر 2014، حيث طالب الرئيس قطاع السياحة بالقضاء على جميع المعوقات من أجل الحصول على نسبة 1.2 مليون سائح، ولكن تأخر القضاء على هذه المعوقات، مثل قرار سرعة منح التأشيرات، ومنحها فى المطارات للأفواج السياحية، الذى صدر الأسبوع الماضى فقط قرار بتيسيرها للصينيين. ومن المعوقات أيضا ساعات السفر التى أدت إلى تراجع تدشين خطوط طيران جديدة باستثناء ما تم الاتفاق علية فى فبراير 2014، حيث جرى تسيير طيران مباشر بين مدن شنغهاى- شاندو- شينجن إلى أسوان، بالإضافة إلى رحلات الطيران المنتظم القائمة بالفعل بين بكينوالقاهرة (3 رحلات أسبوعيا)، وجوانجو/ القاهرة (5 رحلات أسبوعيا). وقد تم إطلاق برامج سياحية للسائحين الصينينن القادمين عبر خطوط الطيران الجديدة التى تم تدشينها، وتتضمن رحلات نيلية من أسوان إلى الأقصر، ثم برا إلى الغردقة، ثم جوا إلى القاهرة والعودة من القاهرة إلى الصين. ويؤكد خبراء السياحة أن هذه الرحلات غير كافية بالمرة، إذا كانت مصر جادة فى توجهها نحو هذه السوق، وعليها أن تسارع بزيادة عدد الرحلات لتحقق الأرقام التى تسعى إليها، وطالبوا بأن تقوم وزارة السياحة بتكثيف حملات تنشيطية وترويجية داخل السوق الصينية، من خلال إقامة المؤتمرات والمعارض السياحية للتعريف بالمنتج السياحى المصرى، بالإضافة إلى ضرورة إطلاق حملات إعلانية وإعلامية على قنوات التليفزيون الشعبية، والصحف الأوسع انتشارا، ليتعرف المواطن الصينى على مقومات السياحة المصرية. وتعود أهمية زيادة أعداد السائحين الصينيين لمصر إلى أن السائح الصينى يعتبر الأكثر إنفاقا، مقارنة بجنسيات أخرى، فقد أكدت التقارير الصادرة من منظمة السياحة العالمية أنه ينفق أكثر من 100 دولار فى الليلة الواحدة، كما أنة يتميز بطول فترة إقامتة، التى تمتد غالبا إلى إسبوعين، بالإضافة إلى عشقة للسياحة الثقافية، وهذا ما يفسر سبب إقبال الصينيين على الرحلات المتجهة إلى الأقصروأسوان. وهذا ما دفع محافظ الأقصر محمد بدر لاستقبال وفد من جمهورية الصين الشعبية لمناقشة سبل زيادة السياحة الصينية إلى الأقصر، حيث قال بدر إن الوفد الصينى أكد له شغف الشباب الصينى بالحضارة الفرعونية، وطالبوا بإقامة فعاليات ثقافية تتحدث عن الحضارة الصينية. وصرح مصدر بمحافظة الأقصر بأنه من المقرر أن يزور الرئيس الصينى شى جين بينج الأقصر خلال زيارته لمصر، وسيرافقه عدد من رؤساء كبريات شركات السياحة الصينية، لتوقيع بروتوكولات تعاون مع الشركات المصرية.