مع اقتراب الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير لا يمكن ان ننسى الرجل الوطنى العظيم الذى استطاع ان يحمى مصر وان يمر بها الى بر الامان رغم جميع المؤامرات التى كانت تستهدف الدولة وتماسكها ووحدتها، والاهم من كل ذلك جيشها العظيم. المشير محمد حسين طنطاوى ذلك الرجل المعجون بالوطنية وحب مصر الى اخر مدى وصاحب التاريخ المشرف فى العسكرية المصرية، والذى قدم الكثير للقوات المسلحة المصرية، وجعلها بجانب قدراتها العسكرية العالية، تتمتع بالاكتفاء الذاتى من المأكل والمشرب، وأدارها بشكل اقتصادى يدر الربح لتلك المؤسسة حتى لا ترهق ميزانية الدولة، ذلك الرجل الذى طور وحدث السلاح المصري، وجعل القوات المسلحة تنفتح على مدارس عسكرية مختلفة ، وتنوع مصادر السلاح فى الجيش المصرى حتى لا نقع فريسسة فى يد من يمنحنا السلاح. المشير طنطاوى هو أول من لبى نداء شعب مصر بالوقوف بجانبه فى ثورة 25 يناير ورفض أن ينحاز الى النظام منذ الدقيقة الاولى مؤكدا ان ولاء الجيش الاول والاخير للشعب، فسانده ووقف بجانبه وحمى ثورته من الفشل. المشير طنطاوى ذلك الرجل الحكيم الذى خرج بالجيش المصرى كتلة واحدة بعد العديد من المؤامرات ومحاولات جره للصدام مع الشعب للوصول الى نتيجة ليبيا وسوريا واليمن، فكان حصيفا رزينا يرى الامور بشكل اوسع واعمق من الجميع، وكان يعلم ما هو المخطط لتدمير مصر وجيشها، وتحمل هو والقوات المسلحة الكثير فى سيل العبور بالبلاد الى بر الامان. المشير طنطاوى لم يكن طالبا لسلطة أو جاه فقد كان بإمكانه ان يتولى مقاليد الحكم فى مصر لسنوات الا انه رفض ذلك، ووضع نصب عينيه الدولة المصرية ومصلحتها العليا، حتى انه رفض ان تثار الازمات داخل الدولة رغم قدرته- وقت ان اتخذ الارهابى محمد مرسى قرارا باقالته، وهذا اكبر دليل على حبه وعشقه للوطن . ان المشير طنطاوى نموذج للوطنية بكل ما تحمله الكلمة من معان وسيظل التاريخ المصرى شاهدا على الدور الوطنى الذى لعبه فتحية من قلب كل مصرى وطنى لهذا الرجل الذى حافظ على الامانة وكان مثالا للعسكرية المصرية. لمزيد من مقالات جميل عفيفى