مع بداية الموسم الشتوى لدار الأوبرا المصرية ومع بداية العام الجديد كانت فرقة اسبانيول الإسبانية تعرض فنونها على خشبة دار الأوبرا لتقدم هذا الفن الذى يقدم البهجة وايضا القوة والفرحة للمشاهد المتلقي. الفرقة تقدم عرضها تحت اسم أو عنوان “كافيه اسبانيول” وهو بالضبط ما شاهدناه على خشبة المسرح.. فالديكور يقدم لنا واحدة من أقدم مقاهى أو كافيهات اسبانيا لتزين بعض صور كبار من ارتادوا هذا المقهى الحائط الرئيسي، ثم نجد الفرقة الموسيقية مقسمة.. جزء منها إلى اليمين والآخر على اليسار وهو نفس ما تحفل به بعض كافيهات اسبانيا، حيث الموسيقى وأحيانا الرقص لرواد هذا الكافيه وبالطبع مع الموسيقى الحية يشعر المتفرج بأن ثمة واقع متبقى أمامه فالموسيقى الحية يمكن أن نقول إنها روح العرض المسرحي. الفرقة عددها قليل لا يزيد عن ست راقصات وراقصين اثنين، مع عدد من المغنيين الذين يقدمون الأغانى الإسبانية وهى أقرب الموسيقى إلى الأذن الشرقية، وبالطبع كان ثمة جمهور أحيانا يتجاوب مع الفنانين على المسرح إما بالتصفيق أو الغناء . المهم أن دار الأوبرا المصرية بدأت موسم العام الجديد بفرقة اسبانية.. وهنا لابد أن نؤكد أنها المكان الوحيد الذى يعد نافذة للمتلقى المتفرج على فنون العالم حولنا.. ولذلك أجد أنها فى حاجة إلى استحضار العديد من الفرق الأجنبية إلى فنونها الرفيعة والتى هى أيضا متفردة فيها وهى الأوركسترا السيمفونى والباليه والغناء الأوبرالي. ربما زحفت بعض الفنون المصرية إلى خشبة دار الأوبرا وإن كان هذا من حق جمهورها.. لكن مثل الفنون العربية وخاصة الغنائية التى تقدمها الأوبرا يمكن لأى مسرح آخر أن يقدمها لذلك أرى الاهتمام باستقدام الفرق الاجنبية لامتاع المشاهد المصرى بالفنون التى ربما لا يستطيع أن يشاهدها من خلال سفره للخارج، مع اعترافنا بأن الفرقة الاسبانية كانت مبهجة لكن الفن الإسبانى وبالذات الرقص مرتبط لدينا بالأحذية ذات الكعوب الحديدية التى من خلالها يقدم الراقص أو الراقصة الإيقاع مع حركته على خشبة المسرح. لا أعتقد أن كل الفرق الإسبانية تمتلك هذه القدرة التى تحتاج إلى تدريب خاص ولكن الفرق التى افتتحت العام الجديد لم تقدم لنا هذا النوع من الفن مع الاعتراف بأن ما قدمته كان ممتعا ومبهجا للجمهور.