تترقب بعثة فريق الكرة بالأهلي المحاصرة في مالي منذ ثلاثة أيام نتائج المفاوضات التي تجريها السفارة المصرية بباماكو بقيادة القائم بالأعمال شادي الشرقاوي مع القوات الجوية المالية وذلك للحصول علي تصريح بتأمين مدرج هبوط لطائرة النقل العسكري من طراز سي130 لإجلاء بعثة الأهلي وإعادتها للقاهرة.. وكانت الطائرة قد حلقت صباح أمس في طريقها إلي أبيدجان عاصمة كوت ديفوار التي لايفصلها عن مالي سوي ساعة واحدة فقط. وكانت الأمور قد ازدادت تعقيدا بعد التصريحات التي صدرت مساء أمس عن مسئولين في مالي, وحسب مراسل إحدي الصحف الإنجليزية بأن المطار لن يتم فتحه أمام حركة الطيران قبل يوم الاثنين المقبل, وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة علي بعثة الأهلي التي لازالت تتمسك بالأمل في العودة للوطن في أقرب وقت ممكن.. وبالرغم من ذك فإن الاتصالات لم تتوقف طوال يوم أمس بين وزارة الخارجية المصرية والمسئولين في مالي لإيجاد مخرج لهذه الأزمة التي لم تكن في حسبان أحد, ويتابع مجس إدارة الأهلي من خلال قنوات الاتصال مع المجلس العسكري الذي يبذل قصاري جهده من أجل تجاوز المحنة. في المقابل يدرس مجس إدارة الأهلي تشكيل لجنة لإعداد ملف شامل بتفاصيل محنة الفريق في مالي وذلك لتقديمه للاتحاد الإفريقي لحفظ حقوق النادي الأدبية والمادية وتحميل الكاف كل التكاليف التي تكبدتها بعثة الأهلي طوال مدة بقائها في مالي رغما عن إرادتها. وكان اجتماع مجلس الإدارة قد تطرق لهذه الأزمة وناقشها تحت بند ما يستجد من أعمال, وأبدي المجلس تخوفه الشديد من أن تطول فترة الحصار أكثر من ذلك أو أن تتعرض البعثة وأفرادها لأي مكروه بسبب ما يجري حولها في باماكو. أما علي صعيد دفتر أحوال بعثة الأهلي في مالي, عقد مانويل جوزيه المدير الفني للفريق اجتماعا مع لاعبيه حثهم فيه علي الصبر وعدم الانفعال والهدوء مع التأكيد هو أمر خارج عن إرادة الجميع, وأكد جوزيه للاعبيه بأنه علي مدار مشواره التدريبي الطويل لم يتعرض لمثل هذه المواقف التي سيستفيد منها كثيرا, وطالب جوزيه لاعبيه بالتعامل مع الموقف كما هو لأنهم رجال وقدوة للملايين من الشباب, مسيرا إلي ضرورة التماسك وعدم اليأس أو التعرض للاحباط والتمسك بالأمل للنهاية. وقال جوزيه: طعلينا أن نؤدي دورنا ونعمل حتي جنبا إلي جنب حتي نتجاوز هذه الأزمة. واتفق المدير الفني مع لاعبيه علي أداء التدريبات بالساحة الداخلية للفندق والحديقة, وهو ما تم بالفعل حيث قام اللاعبون بالجري في المكان المخصص للسيارات, ثم قام اللاعبون بأداء تدريبات الإطالة مع الحرص علي عدم أية تدريبات عنيفة يمكن أن تؤذي اللاعبين خاصة وأن أرضية المكان الذي أدوا التدريبات عليه مغطاة بالأسفلت.. وقام الجهاز الفني بتقسيم اللاعبين لمجموعات واستغرقت عملية الإحماء نحو نصف ساعة, في حين قام عدد من اللاعبين بأداء تدريبات داخل صالة الجمنازيوم الملحقة بالفندق, غير أن هناك عددا آخر فضل أداء جانب من التدريبات بحمام السباحة, وكان علي رأس هذه المجموعة محمد شوقي وعبد الله السعيد اللذان قاما بأداء تدريبات تقوية لعضلات الساقين في المياه. والطريف أن الفريق حاول الانتقال بالتدريبات لمستوي آخر عندما قامت البعثة بمحاولة شراء كرات لأداء التدريبات بها, غير أن عامل الفندق الذي تم تكليفه بشراء الكرات طاف بعدد من شوارع باماكو وعاد حاملا كرة واحدة فقط هي التي استطاع شراءها من المتاجر التي تجرأت وفتحت أبوابها في هذه الظروف.. وقد التقط اللاعبون الكرة وبدأوا يتقاذفونها فيما بينهم في الممرات المؤدية لغرفهم في سعادة كبيرة. من ناحية أخري, فشلت جميع المحاولات التي قامت بها بعثة الأهلي لاستعادة متعلقاتها التي تم ارسالها للمطار عقب انتهاء المباراة يوم الأحد الماضي, حيث عاد العاملون الذين تم تكليفهم بهذه المأمورية دون أن يتمكنوا من الاقتراب من المطار الذي تم إغلاق الطرق المؤدية إليه علي اعتبار أنه منشأة حيوية من وجهة نظر طرفي الصراع في البلاد. وكان خالد الدرندلي رئيس البعثة قد رفض عرضا من إدارة الفندق لتوفير ملعب ليؤدي الفري تدريباته عليه, غير أن الدرندلي رفض العرض جملة وتفصيلا علي الرغم من أن الملعب يقع بالقرب من الفندق وذلك حرصا علي سلامة اللاعبين وأفراد البعثة والتزاما بتعليمات السفارة المصرية التي شددت علي ضرورة البقاء داخل الفندق طوال الوقت حتي تنتهي الأزمة. كما رفض الدرندلي اقتراحا من جانب عدد من الماليين بأن تتوجه بعثة الأهلي برا إلي كوت ديفوار, وعلي الرغم من أن الاقتراح يبدو في ظاهره معقولا إلي حد بعيد, إلا أن رفضه كان هو المصير المحتوم نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها, خاصة وأن ما حدث لمنتخب توجو وتعرضه لاطلاق نار كثيف أثناء تحركه بالسيارة خلال مشاركته بكأس الأم الإفريقية بأنجولا2010 وهو الحادث الذي أسفر عن وقوع حالات وفاة بالبعثة التوجولية وأدت لانسحاب منتخبها من البطولة. وكانت البعثة قد عاشت الليلة قبل الماضية ساعات من الرعب والفزع بعدما فوجئ الجميع باقتراب أصوات طلقات الرصاص والاشتباكات المسلحة من الفندق بشكل مخيف وهو ما أطار النوم من أعين الجميع.