تنتظر طائرة النقل العسكري من طراز سي130 الحصول علي تصريح دخول أجواء العاصمة المالية باماكو لنقل بعثة فريق الكرة الأول بالنادي الأهلي المحتجزة في أحد الفنادق علي خلفية الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي ليلة أول أمس . وحال دون عودة البعثة للقاهرة بعد أدائه مباراة الذهاب أمام فريق الملعب التي خسرها بطل مصر بنتيجة صفر.1 ودارت خلال الساعات الماضية سيناريوهات متعددة حول كيفية إعادة الأهلي من مالي, أولها إصدار الأمر للطائرة بالإقلاع من مطار الماظة باتجاه العاصمة الإيفوارية ابديجان لتنتظر فيها حتي تنقشع غيوم الانقلاب العسكري ومن ثم تتوجه لباماكو قاطعة زمن الرحلة بين العاصمتين في ساعة واحدة فقط حتي تلتقط بعثة الأهلي وربما عدد من أبناء الجالية المصرية- وتعود بهم لمصر سالمين غانمين. تحركات عسكرية خارج فندق البعثة - تصوير أسامة عبد النبى أما السناريو الثاني هو انطلاق الطائرة من الماظة باتجاه باماكو مباشرة غير أن هناك صعوبات عديدة تحيط بتنفيذ هذا السيناريو بسبب عدم القدرة علي الاتصال بالحكومة المالية التي أسقطها الانقلاب وبالتالي صعوبة التوصل لجهة تملك القدرة علي اتخاذ القرار بفتح المجال الجوي من عدمه. كما لم يتم غلق الباب أمام سيناريو اللجوء للوسائل الدبلوماسية عبر الاتصال بالسفارة الفرنسية بباماكو التي تملك العديد من العلاقات المتشعبة مع الماليين ومن المؤكد أن تقوم السفارة الفرنسية بالعمل علي إخراج رعاياها من باماكو في أسرع وقت ممكن, وهو ما يفتح باب الأمل للأهلي بالخروج مع من سيغادرون باماكو باتجاه باريس, لكن في حقيقة الأمر فإن أفراد بعثة الأهلي يأملون في العودة للقاهرة مباشرة علي الطائرة المصرية. من جانبها أجرت إدارة الأهلي اتصالات مكثفة مع المجلس العسكري ووزارة الخارجية لإنقاذ الموقف وإعادة بعثة الفريق لمصر في أسرع وقت ممكن, ونظرا لأن أزمة مالي وما يحدث فيها هي أزمة سياسية بالدرجة الأولي فقد اضطر الأهلي لإرسال خطاب رسمي لوزارة الخارجية يطلب فيه العمل علي إعادة الفريق لمصر نظرا لأن مالي تشهد انقلابا عسكريا الأمر الذي يشكل خطورة علي بعثة الأهلي, وطالب الأهلي في خطابه الجهات المسئولة في الدولة بالعمل علي انقاذ الفريق, وبناء علي خطاب الأهلي قام المجلس العسكري بالتصديق علي إرسال طائرة عسكرية لنقل الفريق لمصر. وكانت بعثة الأهلي قد قضت في باماكو ساعات رهيبة خيم فيها القلق والرعب والخوف علي الجميع علي الرغم من التزام الجميع بتعليمات السفارة المصرية بعدم الخروج من الفندق لأي سبب من الأسباب.. وانتابت البعثة حالة من التوتر وأخذوا يندبون حظهم, وكأن لسان حالهم يقول: ماذا يحدث لنا؟, فمن مجزرة بورسعيد والهروب من الموت إلي الاحتجاز كرهائن بمالي في انتظار الفرج. وكان الشغل الشاغل للاعبي الأهلي هو طمأنة أسرهم عبر أجهزة الهاتف المحمول علي الرغم من صعوبة الاتصالات من وإلي مالي بسبب الأحداث الجارية, وللتغلب علي صعوبة الاتصالات الهاتفية لجأ العديد من اللاعبين لأجهزة الكمبيوتر المحمول لاب توب للتوصل عبر البريد الالكتروني مع ذويهم أو عبر وسائل الاتصال الهاتفية عبر الانترنت. في المقابل بدا المهندس خالد الدرندلي رئيس البعثة متماسكا وواثقا من انفراج الأزمة خوفا من إصابة اللاعبين باليأس والإحباط, حيث لم تختف الابتسامة من علي وجهه علي الرغم من حالة القلق الشديدة التي تكمن داخله, كما فتح الدرندلي خط اتصال مباشر مع حسن حمدي رئيس النادي الذي كان يتابع مع تطورات الوضع لحظة بلحظة. وصرح خالد الدرندلي بأنه تلقي اتصالا هاتفيا من الدكتور عماد البناني رئيس المجلس القومي للرياضة للاطمئنان علي البعثة والتأكيد علي أن الجهات المسئولة في الدولة لن تتخلي عن الأهلي في أزمته الراهنة, وقال الدرندلي أن المسئولين في اتحاد الكرة المالي وإدارة فريق الملعب المالي لم يقوموا بالاتصال ببعثة الأهلي وتجاهلوها تماما علي الرغم من أنه من المفترض أن يكون الأهلي ضيفا عليهم في بلدهم. أما البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق فكان موقفه جيدا للغاية, حيث حرص علي الوقوف وسط لاعبيه مبتسما واثقا من نفسه, وقد فسر المحيطون به بأن جوزيه يشعر بقدر كبير من الغضب بسبب الموقف الذي وجد نفسه فيه لكنه كتم غضبه حتي يبث الطمأنينة في نفوس لاعبيه علي أن يكون لكل حادث حديث فيما بعد.. وطاف بجوزيه شريط ذكريات المواقف الصعبة التي مر بها مع الأهلي التي اختلطت فيها الدموع بالابتسامات, بدءا من احتجاز الفريق في الاسماعيلية لمدة سبع ساعات, ثم واقعة طائرة جوهانسبرج بعدما تدخل القدر في انقاذ طائرة الفريق من الاصطدام بطائرة أخري, وأخيرا مجزرة بورسعيد.. وكل هذه المواقف تعد ضغوطا نفسية وعصبية علي جوزيه ربما تدفعه نحو عدم التعجل في اتخاذ قرار تجديد ارتباطه بالأهلي لموسم آخر. وكان سوء الأحوال الجوية عقب المباراة مباشرة قد تسبب في تأجيل سفر الأهلي لعدة ساعات انتظارا لتحسن الأحوال الجوية وعودة حركة الطيران لطبيعتها, وكان القرار بالعودة للفندق والانتظار حتي صباح اليوم التالي ثم السفر للقاهرة, وعندما جاء الصباح فوجئت البعثة بعدم تحسن الأحول الجوية فتم تأجيل السفر حتي المساء لكن القدر شاء أن تكون بعثة الأهلي شاهدة علي الانقلاب العسكري بالبلاد وكأنهم كانوا كلمة السر في هذا الانقلاب!!. الحل في السباحة والبلاي ستيشن طلب مانويل جوزيه من اللاعبين ممارسة السباحة لعدم وجود ملعب للتدريب عليه أو حتي صالة ألعاب رياضية جيم.. ويهدف جوزيه من هذا الطلب إلي الحفاظ علي لياقة لاعبيه البدنية قدر الإمكان وفي الوقت نفسه إخراج اللاعبين من حالة التوتر وعدم تركهم فريسة للقلق والانشغال في الأحداث الجارية. حث المدير الفني جميع لاعبيه علي اللجوء للألعاب الترفيهية مثل البلياردو والبلاي ستيشن لقتل الوقت وتجاوز المحنة التي يمر بها الفريق ويعود للقاهرة. تأجيل لقاء العودة وارد أصبح من الوارد جدا أن تقوم إدارة الأهلي بالتقدم بطلب للاتحاد الإفريقي لكرة القدم لتأجيل مباراة العودة المقرر إقامتها يوم12 مايو باستاد الكلية الحربية وذلك في حالة عدم عودة بعثة الفريق في غضون الساعات القليلة المقبلة وتأخرها في باماكو أكثر من ذلك, خاصة أن احتمال تأخر عملية فتح المجال الجوي لمالي سيكون لمدة أسبوع كامل. وتحرص إدارة الأهلي علي توفير أكبر مساحة زمنية ممكنة لفريقها حتي يحصل علي الراحة المناسبة قبل العودة للمنافسات الرسمية, كما تعمل إدارة الأهلي علي عدم ترك أي شئ للصدفة وتضع نصب عينيها ترتيب كل شئ تحسبا لأي تطورات في المستقبل.