أعلنت وزارة دفاع جمهورية الصين الشعبية رسمياً بدء العمل لإنشاء حاملة طائرات «ثانية». وقالت وزارة الدفاع الصينية فى بيان، صدر فى آخر أيام عام 2015، إن العمل سيستمر لبناء حاملة الطائرات الثانية، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات الأولى التى تحوزها القوات البحرية الصينية هى «لياونينج». وتم الكشف فى صحيفة الشعب اليومية أونلاين عن صور سفينة حربية كبيرة صينية الصنع على الانترنت فى الاسبوع الأول من شهر يناير 2016، حيث تجرى أعمال رفع أجزائها. وقد أكدت وزارة الدفاع الصينية قبل أيام أن الصين بصدد بناء ثانى حاملة طائرات، تطورها بشكل مستقل تماما. ويصل حجم كسح المياه للحاملة الثانية إلى 50 ألف طن، ويتم تزويدها بوحدة الطاقة التقليدية. ويمكنها تحمل طائرات جيان-15 ونماذج أخرى من الطائرات المقاتلة. ويعتقد بعض الخبراء الصينيين أن بلادهم فى حاجة إلى 3 حاملات طائرات على الأقل انطلاقا من احتياجات الدفاع الوطنى وأمن الدولة لبناء قدرة قتال نظامية. وقد ظهر بوسائل الإعلام الصينية سؤال طرحه أحد الصحفيين، بقوله «تشير بعض التقارير إلى نية الصين صناعة حاملة طائرات ثالثة، فهل تؤكدون ذلك الآن؟»، وردا على هذا السؤال قال مدير مكتب الشئون الإخبارية بوزارة الدفاع والمتحدث الإعلامى باسم وزارة الدفاع الصينية، يانج يوى جين، إن حاملة الطائرات الثانية لا تزال فى مرحلة البحث والتصنيع، وأن الأعمال اللاحقة سيتم تحديدها وفقا لأوضاع التصميم والتصنيع. لماذا حاملة طائرات؟ وقد دخلت أول حاملة طائرات صينية الخدمة فى بحرية جيش التحرير الشعبى الصينى عام 2012 لتنضم البلاد بصفتها أكبر دولة نامية فى العالم وهو اللقب الذى يحرص الصينيون على تذكير العالم به إلى صف الدول التى تمتلك حاملات طائرات ، ما يمكنها من تطوير التعاون البحرى الدولى ومواجهة التهديد غير التقليدى للأمن بصورة أحسن. ويرى الخبراء الصينيون أن صناعة الصين لحاملة طائرات ثانية تعود لجملة من العناصر. أولا، تمتلك الصين شريطا ساحليا بطول 18 ألف كم، وقرابة 3 ملايين كيلومتر مربع، وتحتاج إلى امتلاك قدرات مواجهة بحرية فعالة وشاملة ونظامية. كما تعد فى حاجة إلى مواجهة مختلف الاستفزازات والخلافات وصراع المصالح، ولذلك من الضرورى بالنسبة للصين امتلاك سفن حربية ضخمة بما فى ذلك حاملات الطائرات لتكون قوة الدعم الرئيسية، وتحقيق تناسب فعال مع بقية القوي. ومع دفع استراتيجية «الحزام والطريق»، وخاصة طريق الحرير البحرى للقرن ال 21، أصبحت الصين فى حاجة إلى الخروج إلى البحار البعيدة، كما أصبحت الصين تواجه مهام ومسئوليات أكثر فأكثر ثقلا، وتزداد المخاطر التقليدية وغير التقليدية بشكل مستمر. وفى الوقت الذى تجد نفسها مطالبة بإتمام المهام الأمنية الوطنية، عليها ان تشارك فى الجهود الدولية من أجل الإنقاذ والإغاثة ومقاومة الإرهاب ومقاومة القرصنة، لذا يمكن القول إن حاملة الطائرات تعد دعامة كبيرة لتحول الصين من دولة كبيرة إلى دولة قوية. لذا تعتبر تنمية حاملات الطائرات خيارا معقولا لحماية مصالحها الوطنية فى المحيط. كما جاء الاهتمام بحاملات الطائرات فى وقت تتبنى فيه بكين موقفاً أكثر قوة فى النزاعات السيادية بشأن الجزر مع جيرانها فى بحرى الصين الجنوبى والشرقي. مشروع الحاملة الثانية وكان مشروع إنتاج الصين لحاملة طائرات ثانية قد ظهر فى وسائل الإعلام الصينية الرسمية التى أعلنت عام 2012 . تطلع الدوائر المختلفة فى الصين لحاملة الطائرات الثانية بعد تسلم حاملة الطائرات الأولى الصينية إلى القوات البحرية الصينية.و ذكرت الصحف هناك أن حاملة الطائرات الثانية صناعة صينية بالكامل قيد الإنشاء فى جزيرة تشانج سينج فى مدينة شانغهاى ،ومن المتوقع أن تدخل التجارب البحرية فى نهاية عام 2012 .وقال الخبراء إن حاملة الطائرات الصينية الصنع قد تشبه حاملة الطائرات «لياونينج» ، ولكن من المؤكد أن تكون أكثر تقدما، لأن «لياونينج» من تصميم سوفيتى استخدمت فيها تقنيات قديمة، الأمر الذى جعلها بعيدة كثيرا عن حاملة الطائرات الأمريكية التى تعمل بالطاقة النووية وتعتبر النموذج المفضل لحاملة الطائرات الصينية الجديدة. ومن المعروف أن حاملة الطائرات الصينية الأولى التى تحمل اسم «لياونينج» صُنعت على أساس الطراد السوفيتى «فارياج» الذى اشترته الصين من أوكرانيا فى عام 1998. وانضمت «لياونينج» بعد تحديثها إلى الأسطول الصينى فى عام 2012. فقد بنيت سفينة لياونينج، اول حاملة طائرات صينية، على أساس هيكل من صنع الاتحاد السوفيتى السابق. وبلغت حمولتها المصممة نحو 57 ألف طن والإزاحة الكاملة 67 ألف طن, حيث تستطيع أن تقل نحو 50 طائرة مصممة لتشغيلها على متن الحاملة.وتستخدم حاملة الطائرات لإجراء بحوث علمية وتدريبات عسكرية حيث تسهم فى تنفيذ استراتيجية التنمية السلمية فى البلاد التى تعد ثانى أكبر اقتصاد وأكبر دولة نامية فى العالم فى آن واحد.قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يانج يو جون فى تصريحات لوسائل الإعلام الصينية منذ عام 2012 إن الصين تخطط لتطوير حاملات طائرات بطريقة شاملة، وتعد لياونينج علامة مميزة فى مسيرة تحديث القوات المسلحة والدفاع الوطنى فى الصين التى تلت الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وايطاليا واسبانيا وروسيا والهند وتايلاند والبرازيل وهى الدول التى يمتلك كل منها حاملات طائرات خاصة بها.ويقول باحث فى الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية دو ون لونج، لوسائل الإعلام الصينية إنه ووفقا للقواعد العادية، يجب امتلاك 3 حاملات لتشكيل دورة وسلسلة كاملة قادرة على خوض الحروب، حاملة فى التدريب، حاملة فى الصيانة، وحاملة فى العمل الإضافى، وإلا قد يحدث «فراغ» فى القدرات.