في رد فوري علي دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمصالحة, أعلنت حركة طالبان الأفغانية أمس مسئوليتها عن الهجوم الانتحاري الذي وقع أمام نزل ضيافة في العاصمة الأفغانية وأسفر عن مقتل سبعة أشخاص علي الأقل بعد ساعات قليلة من انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي المفاجئة للبلاد حيث أكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان أن التفجيرات تحمل رسالة مفادها أن أوباما غير مرحب به, مؤكدا أن الأفغان لا يحبون الغزاة ويجب عليهم مغادرة بلادنا. وشدد ذبيح الله علي أن الهجوم لم يكن انتقاما لمصرع أسامة بن لادن, الذي وافق الأمس الذكري الأولي لمقتله علي يد عناصر البحرية الأمريكية سيلز العام الماضي. وأوضح- في تصريحات عبر الهاتف من مكان مجهول- إنه فور معرفة مجاهدينا أن الرئيس الأمريكي يزور أفغانستان,خططنا لشن هجوم انتقامي. إخواننا نفذوا الهجوم بنجاح هذا الصباح لدي مغادرة أوباما. وأوضح أن أحد المجاهدين فجر سيارته أمام قاعدة عسكرية, وأن مجاهدين آخرين انخرطوا في قتال داخل القاعدة العسكرية. وفي الوقت ذاته, سعي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صادق صديقي للتقليل من شأن التفجيرات, مؤكدا سيطرة أجهزة الأمن علي الأوضاع في كابول عقب هجمات الأمس, وأضاف ان مقتل بن لادن كان من أهم الأحداث خلال في العام الماضي وأدي إلي فقدان عناصر التنظيم لزعيمهم الروحي, معتبرا أنها ضربة قاصمة للتنظيم الذي تحاول عناصره خلق مشاكل أمنية, مشيرا إلي أن القوات الأفغانية تصدت لتلك المحاولات وتمكنت من قتل جميع المسلحين في غضون ساعتين. وهو الأمر الذي أكدته قيادة قوات حلف الأطلنطي في أفغانستان. ووجه صديقي أصابع الاتهام إلي باكستان وقال إنها تقف وراء استمرار العنف في المنطقة بسبب توفيرها الملاذ الآمن لفلول القاعدة وحركة طالبان. ومن ناحيته, أعلن متحدث باسم التنظيم الأفغاني- عرف نفسه بالفاروق- إطلاق هجمات الربيع اليوم في جميع أنحاء أفغانستان علي أن تكون أهدافهم المبدئية الغزاة الأجانب ومستشاريهم والعاملين معهم.. وتأتي هذه الأحداث المتلاحقة بعد زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الأمريكي قبل يومين لأفغانستان وأكد خلالها- في خطاب ألقاه من قاعدة باجرام الجوية- أن الولاياتالمتحدة قضت علي معظم قيادات القاعدة وتخلصت بالفعل من20 من إجمالي30 من كبار قادتها. وقال: قبل عام وانطلاقا من قاعدة هنا في أفغانستان شنت قواتنا عملية قتل أسامة بن لادن.. والهدف الذي حددته هو هزيمة القاعدة وحرمانها من فرصة إعادة بناء نفسها, وهذا أصبح اليوم في متناول أيدينا. كما أطلق الرئيس أوباما دعوة لطالبان للمصالحة, مؤكدا أن طريق السلام ممهد أمام التنظيم ليكون جزءا من المستقبل. وتعهد أوباما في خطابه بمواصلة سحب الجنود الأمريكيين من أفغانستان بشكل منتظم, وأعلن أنه سيتم سحب23 ألف جندي أمريكي مع نهاية الصيف, والتمسك بموعد سحب كافة القوات الدولية من أفغانستان في عام2014 وتسليم جميع المسئوليات الأمنية إلي القوات الأفغانية, موضحا أن أكثر من نصف مليون جندي أمريكي شاركوا بالتناوب في حرب أفغانستان. وأكد أن بلاده لن تقيم قواعد عسكرية دائمة في أفغانستان ولن تقوم بدوريات في مدنها وجبالها, لأن ذلك سيكون مهمة الشعب الأفغاني. كما أشار الرئيس الامريكي إلي أنه وقع اتفاقية استراتيجية مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تحدد العلاقات بين البلدين بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلني المنتشرة هناك بنهاية عام.2014 واختتم أوباما بأن هذا هو الوقت الذي بدأت فيه الحرب في أفغانستان, وهذا هو الوقت الذي ستنتهي فيه, في رد علي انتقادات من منافسه الجمهوري المحتمل ميت رومني بأن الرئيس الأمريكي يستغل الذكري السنوية الأولي لقتل بن لادن في باكستان. والطريف أن رومني أشاد بزيارة أوباما لأفغانستان, مؤكدا أن نجاح مهمة القوات الأمريكية هناك ضروري للحفاظ علي أمن الولاياتالمتحدة.