البر الغربى للأقصر أرض أجداده، يستمد منها ماضيه وحاضره، يصول ويجول بين جنباتها الممتدة ليحفظ كل حجر ونقش عن ظهر قلب.. عّم أحمد عبد الفتاح صاحب لقب الفرعون، الذى أطلقه عليه محبوه من كل الجنسيات، يتقن فنون "الريليف" أو الحفر على الحجر. هي مهنته التى يمارسها بمهارة وحرفية من خلال خبرة طويلة بعدد سنوات عمره، يقوم بكل الجهد يدويًا، يبدأ بتقطيع الكتل الحجرية الى ألواح رفيعة بالمنشار اليدوي، ثم يجلس إلى طاولته الخشبية، مستعينا بأدواته العتيقة، ليبدع فى صبر ودأب. كل خط يرسمه بالحفر له عمق وزاوية وتكنيك معين يؤديه باحتراف ودقة متناهية، وكل قطعة تخرج من بين يديه طبق الأصل للوحات النقوش داخل المقابر والمعابد الفرعونية، مثقف بالفطرة فى عالم المصريات كغالبية أهل الاقصر، فهو موسوعة حية للتاريخ الفرعونى القديم. نظرة واحدة على الغرفة الصغيرة التى تقف على استحياء وسط أطلال مقابر البر الغربى المهيبة، هذا المكان المفعم بطاقة روحانية غامضة، تكفى لتدرك القوة الملهمة التى تحرك عّم أحمد "الفرعون"، على الرغم من تحديات الركود المستمرة لسنوات، ويظل همه الأكبر هو التساؤل القلق عمن سيكمل مسيرته بعده، وإن كان صوته الرخيم يحمل يقينا بقيمة فنه الأصيل وقدرته على المقاومة والاستمرار.