لا يمكن ان نواجه قضية سد النهضة مع أثيوبيا بعيداً عن موقف موحد بين مصر والسودان خاصة ان البديهيات تقول ان الدولتين هما دولتا المصب وما يصيب مصر من الأضرار لابد ان يلحق بالسودان وان اى مخاطر يحملها السد سوف تؤثر على الدولتين معا من هنا فإن التنسيق فى المواقف ضرورة خاصة ان هناك مصالح مشتركة بين أثيوبيا والسودان ربما تفيد أكثر فى المفاوضات .. ان مياه النيل تمثل حياة الشعبين فى مصر والسودان وقد تكون أكثر ضرورة لمصر لعدم وجود أمطار ولابد ان يشعر المفاوض الأثيوبى ان السودان لن يقبل ابدا الإضرار بمصالح مصر .. هناك خلافات قديمة بين السودان ومصر وأبرزها قضية حلايب وشلاتين ولكن حتى هذه القضايا سوف تبقى داخل البيت المصرى السودانى ولن تخرج منه .. ولهذا فأن تبادل الزيارات بين المسئولين فى القاهرة والخرطوم يمكن ان يؤدى إلى توحيد المواقف تجاه قضية سد النهضة ..ان هذه اللقاءات حملت رسائل إلى أثيوبيا ان العلاقات بين مصر والسودان علاقات أزلية ومصير مشترك وان مياه النيل ينبغى ان تكون مصدر حياة للجميع كما كانت عبر آلاف السنين وان السودان لا يمكن ان يتخلى عن مصر فى قضية تخص حياة المصريين .. على جانب آخر فإن السودان حريص على مصالح اثيوبيا ولكن بما لا يضر مصر بأى حال من الأحوال.. هناك أيضا وفود شعبية ورسمية بين مصر والسودان سوف تزور موقع سد النهضة لترى على الطبيعة كيف تجرى الأحداث هناك وهذه هى المرة الأولى التى تسمح فيها السلطات الأثيوبية بزيارات للسد .. وفى كل الأحوال فأن التنسيق مع السودان يمثل ضرورة ملحة لأن ما بين الشعبين اكبر من كل الخلافات .. لقد كنا دائما نطالب بأن يضع القرار المصرى السودان فى مقدمة أولوياته على كل المستويات وفى تجربة سد النهضة ربما اكتشف الطرفان مصر والسودان انهما معا يمثلان قوة يحسب لها ألف حساب وإنهما يخسران كثيرا حين تتعارض المواقف والأهداف والمصالح لمزيد من مقالات فاروق جويدة