ماذا كانت تنتظر حكومة إيران بعد حرق سفارة وقنصلية السعودية فوق أراضيها وبتحريض منها ؟! لقد بعث وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف رسالتين منفصلتين إلى بان كى مون أمين عام الأممالمتحدة وإياد مدنى أمين منظمة التعاون الإسلامى يظهر فيهما «تراجعا تكتيكيا» لبلاده حيث زعم أن إيران لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين ،وأضاف «علينا جميعا أن نكون موحدين فى وجه التهديدات التى يشكلها المتطرفون على الجميع»!! ولا أعلم كيف أن ظريف إيران يرغب فى تخفيف التوتر القائم بين بلاده والرياض ثم يتهم السعودية فى نفس السياق بأنها تريد وأد الاتفاق النووى التاريخى الذى أبرمته إيران مع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا فى يوليو الماضى.. ثم ما هى العلاقة بين الاعتداء على سفارة وقنصلية المملكة والاتفاق النووى الإيرانى؟!! ولم يكتف ظريف بذلك ولكنه زعم أيضا أن السعودية «تدعم إرهابيين متطرفين فى سوريا, وأنها تسىء معاملة الحجاج الإيرانيين فوق أراضيها, وأنها تشن حملة جوية شعواء على السكان فى اليمن» المشكلة أن ظريف يريد أن يقنعنا بعد كل هذه الافتراءات والاتهامات أن بلاده «لا تريد تأجيج التوترات بينها وبين الرياض وعواصم الدول الخليجية».. ولا أعلم ما الذى كان يمكن أن يضيفه إلى كل هذه التهم حتى يزيد من إشعال الموقف وحدة التوتر أكثر مما هو عليه الآن ؟! لست من أنصار فرقة وانقسام الدول الإسلامية الواقع حاليا .. ولا من هواة سكب الزيت على نيران الغضب المستعرة بين طهران والعديد من العواصم العربية .. بل على العكس إننى من أشد المتألمين لهذه الأوضاع ,ومن دعاة ضرورة وجود رؤية مشتركة واستراتيجية موحدة تجمع الأقطار الإسلامية الكبرى وخاصة مصر وتركيا وإيران والسعودية حتى لا نحقق للدول الغربية أهدافها بسهولة وننفذ للقوى الاستعمارية مخططاتها بأيدينا .. ولكننى فقط استفزتنى تصريحات ظريف إيران لما لمسته فيها من تناقض وإجحاف واستخفاف !! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي