لا يعرف الكثيرون الذين ركزوا على مشهد الإنجاز الرياضى فى مراثيهم للكابتن حمادة أمام أحد أساطير الكرة المصرية، أنه كان مسئولا عن الصحافة فى المخابرات الحربية لفترة من الوقت. ولقد تعلمت (طفلا) أن أكون زملكاويا من مراقبتى لموهبة حمادة إمام الكروية، وكذلك من محبة أبى لذلك النجم الفذ الذى كان بطلا للكثير من رسومه الكاريكاتورية حين تتناول حدثا رياضيا. ولكننى عرفت جانبه الآخر كرجل مخابرات مسئول عن الصحافة، فى أثناء عملى فى لندن نهاية التسعينيات، حين كان يتردد على العاصمة البريطانية للقيام بالتعليق على بعض المباريات الدولية وتحليلها فى الاستوديو الرئيسى لإحدى الفضائيات العربية، وتعود الكابتن حمادة أن يزورني- ليلا- فى مكتبة جريدة «الأهرام» بإدجوار رود، فنجلس معا أمام المكتبة، ونتبادل حديثا دافقا عن أحوال الوطن، وفى أحد الأحاديث أخبرنى حمادة إمام بحكاية عمله مسئولا عن الصحافة فى المخابرات، عندما استلفتت نظرى قدرته العجيبة على ربط الأخبار المختلفة ببعضها، ورفضه للعلاقة التبادلية التفصيلية بينها، وسألته عن تلك القدرة فأخبرنى بحكاية المخابرات والصحافة. حمادة إمام كادر وطنى رفيع مدرسته هى القوات المسلحة، وهو صاحب خلق مثالى وطباع دمثه كانت مثلا أعلى فى الملاعب المصرية يتحاكى بها اللاعبون والجمهور.. وقد كان حمادة رمانة الميزان فى هجوم نادى الزمالك وشكل ثنائيات أرعبت الفرق المنافسة مع نبيل نصير وعمر النور، وإشتهر بلقب (الثعلب) من فرط دهاء الملعب الذى اتسم به. ربطتنى بحمادة إمام خيوط كثيرة على رأسها السيدة الفاضلة زوجته وزميلتى الدكتورة ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام السابقة، وكذلك إعجابى الكبير بابنه حازم إمام (الثعلب الصغير) الذى أحيا ظاهرة (اللاعب المفكر) فى ساحات كرة القدم المصرية، والذى يواصل ممارسة أدوار أبيه معلقا تليفزيونيا وإداريا فى نادى الزمالك العتيد. حمادة إمام كان حالة (إجماع) كروية، تتوافق حول اسمه جماهير الكرة المصرية بكل تلاوينها وانتماءاتها، وقد كان بطل هتاف: «بص شوف حمادة بيعمل إيه»..وفى يقيني- أيضا- أنه كان أحد أهم أسباب الهتاف التاريخي: «يازمالك يا مدرسة..لعب وفن وهندسة». لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع