فى حضوره المفاجئ احتفالات الأخوة الأقباط أمس الأول بالكاتدرائية أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية القومية فى دعم المواطنة بين عنصرى الأمة من مسلمين وأقباط، باعتبارهم أمة وأخوة وشركاء وطن، ووجب علينا استمرار حبنا واحترامنا لبناء مستقبل هذا الوطن، لذلك لن يستطيع أحد أن يفرقنا، فسنن الله فى الوجود هى التنوع والاختلاف فقد خلق الناس مختلفين فى الدين والشكل والعادات والتقاليد واللغات، ومن هذا التنوع استطاعت مصر أن تقيم حضارة كبيرة، وأن مصر تحيا وتنهض بأبنائها وتماسكهم، وأن مصر لن تنسى الموقف الوطنى والمشرف للأخوة المسيحيين. من جانبه علق الدكتور القس أندريه ذكى رئيس الطائفة الإنجيلية أن كلمة الرئيس السيسى تدعم وتربط بين مواطنى هذا البلد الأمين، وهى تدعم ببساطة أساسيات المواطنة التى تجمع تحت جناحيها التنوع واختلاف الثقافات، والتعاون المشترك والمخلص من أجل هذا البلد، وهو بذلك يرسى مفهوم قبول الآخر واحترامه فكرا وثقافة، وأن هذه التعددية أرست حضارتنا على مر التاريخ، ويكفى حالة الحفاوة التى تلقاها الرئيس على المستويات الكنسية والشعبية فى حفل القداس المجيد، فكانت كلمته تاريخية بمعنى الكلمة فاقت أى احتفاء بأخوته الأقباط من أى رئيس سابق، وأن هذا يؤكد أن أصحاب الفتاوى ممن يبذلون جهدا لتفرقتنا فشلوا بالفعل، لأنهم لم يقرأوا التاريخ الطويل الذى يجمع أبناء مصر فى السراء والضراء، ويكفى اختلاط دماء المسيحى بدماء شقيقه المسلم فى الحروب ومحاربة الإرهاب، لذلك فنحن شعب آمن بوجود قيادات وطنية مخلصة مثل الرئيس السيسى وجيش مصر الوطنى الحر، كما أن وحدة المصريين هى خط الدفاع الأول للإنتصار على العقبات الاقتصادية والسياسية، وأساس التحرك لبناء الدولة الحديثة، وفوق كل ذلك فإن أعداء الوطن لا يدركون أن شعب مصر له طبيعة الوحدة والاستقرار وهو شعب ودود. وأضاف الدكتور رفيق الدياسطى أستاذ التنمية البشرية بجامعة حلوان أن خطاب السيسى أبهج كل المصريين لأنه بث فيهم روح الاستقرار المواطنة والآمال والوحدة التى هى أساس أى تقدم، لذلك اكتسبت المواطنة على يديه بعدا كبيرا، وهى من الخصائص التى تجعل الإنسان قادرا على تحمل المسئولية والمشاركة والاعتماد المتبادل بين عنصرى الأمة، لتكون هناك روح الحب المتبادل والتعاون والاستعداد للاستشهاد والتطوع من أجل مصر التاريخ والوطنية، ومما كشف الثقة فى القيادة السياسية، لدعم المواطنة والانتماء والولاء لهذا البلد ومع ذلك فالانتماء والوطنية يتحققان أيضا بتوفير فرص العمل للشباب والاحتياجات الضرورية للحياة وإعطاء الفرصة لممارسة الديمقراطية، وأن تكون المواطنة نابعة من عقل ووجدان الفرد نتيجة للفكر والثقافة الوطنية، وهى المكونات الأساسية لقضية الانتماء للشباب ويعد نجاح أى دولة بنسبة انتماء شبابها لوطنهم وتوفير كل هذه العوامل دون الأخرى على سبيل المثال وجود محاولات جادة لتفعيل هذه العوامل مجتمعة منها توفير فرص العمل للشباب، بالإضافة إلى طرح الآلاف من المشاريع القومية التى يعمل فيها الشباب بالعدالة والاستفادة منها بممارسة الديمقراطية بين عنصرى الأمة فهناك مشاركات سياسية للشباب ومؤتمرات لتأهيلهم ومشاركتهم فى الحياة السياسية لأنهم مستقبل البلد، وحتى المصريون فى الخارج لديهم الانتماء للوطن بشكل ملحوظ من خلال محاولاتهم المستمرة فى خدمة البلد والنهوض باقتصادها بالمشاريع والاستثمارات. ولابد أن تكون هناك أيضا توعية أسرية ومجتمعية للمواطنين للاستفادة من إمكاناتهم واستغلال قدراتهم وفتح أبواب الحوار الدائم معهم للوصول إلى حلول على أرض الوطن ولمصلحته. وقال: إن المواطنة فى الأساس ترتبط بانتماء أبناء للوطن والأرض وللشعب بكل فئاته ومعتقداته، وتظهر بالتضحية من أجله ، ولعل ما يحدث فى سيناء من تضحيات شهدناها بين المسلمين والأقباط بالروح والدم دليل على المواطنة الحقيقية فى هذا الوطن تضحية نابعة من الشعور بحب الوطن وشعبه. كما يجب أن تترجم فى التركيز على قضية المواطنة والانتماء فى المناهج الدراسية التى ترتبط بالدراسات الاجتماعية والوطنية ، وأن نحشد الجيل الجديد للمستقبل من أجل الوطن.