تحرك جديد.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 21 مايو قبل اجتماع البنك المركزي    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    المجلس التصديري للملابس الجاهزة: نستهدف 6 مليارات دولار خلال عامين    جهاز تنمية القاهرة الجديدة يؤكد متابعة منظومة النقل الداخلي للحد من التكدس    مصطفى أبوزيد: المؤسسات الدولية أشادت بقدرة الاقتصاد المصري على الصمود وقت كورونا    نشأت الديهي: قرار الجنائية الدولية بالقبض على نتنياهو سابقة تاريخية    جونسون: الكونجرس على استعداد لاتخاذ إجراءات ضد الجنائية الدولية    «بطائرتين مسيرتين».. المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف هدفًا حيويًا في إيلات    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 21-5-2024 والقنوات الناقلة    دونجا: سعيد باللقب الأول لي مع الزمالك.. وقمت بتوجيه رسالة شكر ل ياسين لبحيري    حسين لبيب: أطالب جماهير الزمالك بالصبر وانتظروا بشرى سارة عن إيقاف القيد    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    ضحية جديدة لأحد سائقي النقل الذكي.. ماذا حدث في الهرم؟    عاجل.. إخلاء سبيل أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه    حقيقة ما تم تداوله على "الفيس بوك" بتعدي شخص على آخر وسرقة هاتفه المحمول بالقاهرة    رصد الهلال وتحديد موعد عيد الأضحى 2024 في مصر    مشيرة خطاب تشارك مهرجان إيزيس في رصد تجارب المبدعات تحت القصف    وزير الصحة يطمئن أطقم المنشآت الطبية بشأن القانون الجديد: «لن يضار أحد»    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    صلاح يرد على جدل رحيله عن ليفربول: "مشجعونا يستحقوا أن نقاتل مثل الجحيم"    رئيس الحكومة البولندية يشن هجوما عنيفا على رئيس بلاده بسبب الرئيس الإيراني الراحل    وزير الصحة: القطاع الخاص قادر على إدارة المنشآت الصحية بشكل أكثر كفاءة    بحضور 20 وزارة .. ورش عمل وحلقات نقاشية تكشف أبرز مخاطر الأمن السيبراني خلال «كايزك 2024»    على باب الوزير    الكشف عن روبوت دردشة يستخدم التعبيرات البشرية    المتهمون 4 بينهم جاره.. شقيق موظف شبين القناطر يروي تفاصيل مقتله بسبب منزل    "وقعت عليهم الشوربة".. وفاة طفل وإصابة شقيقته بحروق داخل شقة حلوان    متى تنتهي الموجة الحارة؟ الأرصاد الجوية تُجيب وتكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء    ياسر حمد: ارتديت قميص الزمالك طوال الليل احتفالا بالكونفدرالية.. ووسام أبو علي لاعب رائع    أونانا: سنقاتل بكل قوة من أجل التتويج بالكأس ورد الجميل للجماهير    شارك صحافة من وإلى المواطن    غادة عبدالرازق أرملة وموظفة في بنك.. كواليس وقصة وموعد عرض فيلم تاني تاني    حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الجدي الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    طبيب الزمالك: إصابة حمدي مقلقة.. وهذا موقف شيكابالا وشحاتة    رودري يكشف سر هيمنة مانشستر سيتي على عرش الدوري الإنجليزي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    "عبد الغفار": 69 مليون مواطن تحت مظلة منظومة التأمين الصحي    بشرى سارة.. وظائف خالية بهيئة مواني البحر الأحمر    أزمة الطلاب المصريين في قرغيزستان.. وزيرة الهجرة توضح التطورات وآخر المستجدات    نقيب المهندسين يشارك بمعرض تخرج طلاب الهندسة بفرع جامعة كوفنتري بالعاصمة الإدارية    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    رياضة النواب تطالب بحل إشكالية عدم إشهار 22 ناديا شعبيا بالإسكندرية    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    وزير الرى: اتخاذ إجراءات أحادية عند إدارة المياه المشتركة يؤدي للتوترات الإقليمية    ليفربول يعلن رسميًا تعيين آرني سلوت لخلافة يورجن كلوب    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    الشرطة الصينية: مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين إثر حادث طعن بمدرسة جنوبى البلاد    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. الإفتاء توضح    المالديف تدعو دول العالم للانضمام إلى قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يطلب عودة التحويلات البنكية ومزيدا من الصفقات
«اللحوم السودانية» .. من دبلوماسية «الاربعين »إلى قسطل أشكيت
نشر في الأهرام اليومي يوم 08 - 01 - 2016

البداية 800 ألف رأس ماشية.. والسودان تمتلك ثروة حيوانية قادرة على سد الإحتياجات المصرية
عاجل .. مطلوب مجازر مشتركة بين مستثمرى البلدين للمنافسة فى الاسواق الدولية
بعد نجاح أكبر صفقة لحوم بين الخرطوم القاهرة متى يتم إحياء طريق درب الاربعين؟
أعادت صفقة اللحوم التى أبرمتها مصر مع السودان مؤخرا لاستيراد 800 ألف رأس ماشية بسعر 1.3 مليار جنيه على مدار السنوات الثلاث القادمة الى الاذهان امكانية احياء «درب الاربعين» الطريق البرى الذى كان يربط بين اقليم غرب السودان (دارفور) بجنوب مصر فى الصحراء الغربية والذى كان يستخدم للتجارة مع بدايات القرن ال19- لاسيما تجارة الابل بين الدولتين وحسب ما وصف خالد المقبول رئيس شعبة مصدرى اللحوم بالغرف التجارية السودانية تستطيع السودان بثرواتها ان تحفظ أمن مصر الغذائى من اللحوم سواء الحية أو المجهزة وان تستفيد بهذا الطريق البرى الغربى لاستيراد ما تشاء بتكلفة اقل إذ لن يكون هناك داع لعبور النيل.
لقد وضعت هذه الصفقة مدى جدية وزارة النقل عزمها إعادة إحياء مشروع درب الأربعين فى الصحراء الغربية ، لخدمة التجارة بين مصر وليبيا والسودان وتشاد على المحك ، فكلنا يعرف وحسب الخبراء أن مصر خسرت كثيرًا حينما ابتعدت عن الظهير الإفريقى والعودة مجددًا لهذا الظهير سيكون لها آثار إيجابية على مصر واقتصادها.خاصة أن المنتجات والسلع المصرية تصدر إلى أوروبا بصعوبة بالغة، بينما نفس المنتجات سيكون من السهل تصديرها إلى دول إفريقيا ، فمعروف أن مشكلة النقل تعد من اكبر المعوقات لحركة التجارة المصرية مع دول إفريقيا ، ومصر لديها سلع كثيرة يمكنها تصديرها إلى هذه الدول مثل البطاطس والأرز والبصل يمكن ان تصدرها ، وليس خافيا أن المصدرين والمستثمرين واجهوا مشاكل عدة بسبب غياب مثل هذه الطرق بين مصر ودول افريقيا فى مقدمتها السودان .
لفت نظرى انه إذا كانت الوحدة بين مصر والسودان انتهت بعد استفتاء تقرير المصير فى السودان وأسفر عن استقلال السودان كدولة منفصلة عن مصرعام 54 إلا ان درب الأربعين .. ظل هو سر التواصل الممتد حتى اللحظة يمثل دبلوماسية من نوع خاص بين الشقيقتين العربيتين.. أو كما يقول الشاعر الخالد امير الشعراء احمد شوقي.. فمصر الرياض وسودانها .. عيون الرياض وخلجانها وماهو ماء ولكنه .. وريد الحياة وشريانها» وطريق درب الاربعين كان ذلك الشريان ..
تكتل اقتصادى مطلوب
لااغالى إذا قلت إن هناك احاسيس من القلق وشيئا من الخوف ينتابنى بأن تظل خطوات سريان وعودة تشغيل هذا الطريق وانتعاش حالة تجارة اللحوم بين مصر والسودان محلك سر رغم انه لا ينقصها شيء لكى تكتمل وتزيد وتستمر سوى توفر الارادة والعزيمة لدى الدولة وإقدامها على تشجيع عدد من رجال الاعمال المصريين والعرب على الاستثمار فى هذا المجال والسعى لانشاء المجازر المؤهلة دوليا لكى ندخل فعلا فى مرحلة مايمكن ان يسمى بالامن الغذائى السودانى -المصرى الموحد الذى هو بطبيعة الحال يمثل الامن القومى للبلدين ، وهذا مالم يتحقق حتى اللحظة بشكل جاد على ارض الواقع فلم يبارح عن كونه كلاما فى كلام ..
لكن سيتعجب البعض أنه بمجرد أن ألتقى مسئولا وافتح مناقشة فى هذا الملف و تفاصيله وأسراره أجد حماسا لايماثله حماس فى الحديث والامانى فى انجازه وتحقيقه بسرعة ،
فمنذ ثلاثة اسابيع تقريبا كنت فى زيارة الى محافظة البحر الاحمر وهناك التقيت المحافظ اللواء احمد عبد الله وسألته عن مدى الجدية فى استثمارات اللحوم السودانية -المصرية فى المناطق الحدودية بين البلدين فى حلايب وشلاتين ، ففاجئنى الرجل وبحسم قائلا : بعد دراسة وجدنا ان هناك 350 مليون رأس ماشية سودانية مما يوفر فرص استثمار متاحة لاقامة مجمع مجازر وتصنيع لحوم مؤهلة دوليا فى منطقة حلايب وهو أمر ضرورى وملح، حيث يتم ذبح الآلاف من رءوس هذه الماشية فى اليوم الواحد وذلك سيوفر فرص عمل عديدة.
فى هذا السياق ومن خلال دعوة تلقيتها قبل يومين من مكتب اتحاد المستثمرات العرب بالقاهرة علمت أنه فى يوم 12 يناير الجارى اى يوم الثلاثاء المقبل سيتم الاعلان عن مبادرة عربية افريقية و من خلالها سيعلن فى الخرطوم يوم 22 من ذات الشهر عن تاسيس تكتل اقتصادى مصرى سودانى ، وحسبما فهمت من المكتب الاعلامى لاصحاب الدعوة ، انه قد يتم تنظيم اول مؤتمر اقتصادى هناك يناقش دور القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى توطيد تلك العلاقات الاقتصادية والاستثمارية وبحث مشروعات عربية ومصرية- سودانية مشتركة خاصة فى المجال الزراعى والانتاج الحيوانى بين البلدين ذلك على مسئولية كل من محمد عطا المستشار الاقتصادى لإحدى الشركات المصرية العملاقة والشريك الاساسى فى اطلاق هذه المبادرة وتأسيس التكتل المشار إليه، وسيدة الاعمال الدكتورة هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرين العرب وعبد الفتاح الديدى الامين العام لنقابة المستثمرين الصناعيين بالسويس وخط القناة .. وهذا مانرجوه أن يتحقق فعلا وليس مجرد حالة احتفالية وملتقى للدردشات الصحفية والشو الاعلامى ..إذا كنا جادين فعلا فى تكون صفقة ال800 ألف راس ماشية بداية جيدة للتعاون.
ونعود الى المقبول، رئيس شعبة مصدرى اللحوم بالغرفة التجارية السودانية الذى اشار الى عقد استيراد اللحوم الاخير -تصفه مصر بأنه من اكبر الصفقات- والذى ابرم مع شركة واحدة و هى شركة الاتجاهات السودانية بأنه يعتبر «ذرة فى بحر» و اذا كان السودان قادرا على توفير 300 الف رأس من الابل لمصر فمن المؤكد ان يكون قادرا على مدها بما تحتاجه من رءوس الابقار.
وفقا للاحصاءات الرسمية السودانية فهى تمتلك نحو 105 ملايين رأس من الماشية تضم حوالى 65 مليون رأس من الابقار والضأن و6 ملايين رأس من الابل تعيش على المراعى الطبيعية و يتركز معظمها فى ولايات دارفور بالرغم من هذه الثروة الحيوانية الهائلة الا ان وضع السودان على خريطة العالم التجارية فيما يتعلق باللحوم يقتصر على الدول المجاورة لها وبشكل خاص السعودية التى تصل وارداتها من الماشية من الخرطوم الى 5 ملايين رأس تقريبا، الا ان العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة على السودان منذ 1997 باعتبارها من الدول الراعية للارهاب قد ترك اثره على صادراتها الى دول اوروبا الامر الذى تستفيد منه الدول الاخرى التى تشتهر بتجارة الماشية مثل استراليا، نيوزيلندا والبرازيل.
«مصر لها طبيعة خاصة» هكذا قال المقبول، مشددا على العلاقات التاريخية القديمة بين الدولتين فى قطاع صادرات اللحوم، حتى من الخمسينيات قبل استقلال السودان عن طريق قطارات الماشية من وادى حلفا، والتى تضع مصر فى مكانة خاصة سواء من ناحية الاستيراد بأسعار مخفضة او بفتح باب السودان للمستثمرين المصريين الراغبين فى إنعاش قطاع تصنيع و تصدير اللحوم من خلال تكوين شراكات مع الجانب السودانى فى بناء و تطوير المجازر والمراعى والخدمات البيطرية هناك والتى قد تتعظم معها استفادة الطرفين وزيادة ربحيتهما.
وقال المقبول إنه آن الاوان ان يعود هذا التدفق الكبير من السودان لشقيقتها مصر والتى تتميز بسوقها الكبيرة واستهلاكها الضخم من اللحوم خاصة مع موجات غلاء الاسعار التى تضرب السوق حاليا.
وتعد اللحوم من اكثر السلع المبالغ فى اسعارها فى مصر خاصة بين اسر الطبقات العاملة حيث ارتفع متوسط أسعار اللحوم الحمراء المحلية %298.2 فى السنوات ال 13 الماضية، من 17 جنيها للكيلو الواحد فى عام 2000 إلى 67.7 جنيه فى عام 2013، وفقا لجهاز الاحصاء. فى عام 2015، ارتفع سعر الكيلو إلي85.11 جنيه للكيلو فى المتوسط فى حين ان متوسط الدخل الاسبوعى للعاملين بالدولة. وبما ان نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء فى مصر وفقا لاحصاءات الحكومة تصل الى 75% حتى عام 2013 فإن مصر تعوض الفجوة بالاستيراد وفى الوقت الذى فقد فيه الجنيه حوالى 30% من قيمته امام الدولار- اضحت المنتجات المستوردة اعلى تكلفة، الامر الذى يجب ان تتعامل معه الحكومة بشكل يضمن لمصر توفير احتياجاتها من اللحوم دون زيادة اعباء الموازنة العامة.
و فى هذا السياق ينصح المقبول الحكومة المصرية بأن توجه مستثمريها للاراضى السودانية بينما عدَل الرئيس السودانى عمر البشير قوانين الاستثمار بما يكفل سهولة تملك الاراضى وتيسير إجراءات الاستثمار للمصريين ونادى المقبول الحكومة المصرية باسترجاع جميع التحويلات المالية والبنكية بين الدولتين، حيث ان القيود الحالية التى تضعها مصر تسهم بشكل مباشر فى ازمة توفر العملة الاجنبية فى الخرطوم.
مجازر للمنافسة الدولية
ووفقا لوزير الثروة الحيوانية السودانى موسى تبن فإن السودان تمتلك حاليا 9 مجازر منها ثلاثة فقط تقوم بتصدير اللحوم المجهزة لحصولها على الشهادات الصحية المعتمدة دوليا من هذه المجازر الثلاثة هناك واحد فقط باستثمارات مصرية -سودانية يقع على حدود ولايتى الجزيرة و الخرطوم، و اوضح عماد ابورجيله رئيس شعبة صناعة اللحوم باتحاد الصناعات السودانى ان الاستثمارات المطلوبة لإنشاء مجزر معتمد حوالى 15 مليون دولار ولكن ارباحه مضمونة لأن اسعار تصدير منتجات اللحوم اعلى من الصادرات الحية لإعتبار القيمة المضافة، وبالتالى اذا ضخ رجال الاعمال المصريون استثماراتهم فى هذا القطاع سيفتح لهم باب التصدير الى مصر و العالم العربى بأسعار تنخفض عن مثيل هذه المنتجات الاوروبية لاسيما وان جودة اللحوم السودانية الاكثر تفضيلا عند العرب يلحظ ذلك فى اوقات عيد الاضحى اذ يتركز الطلب على الضأن السوداني.
و من ناحيته اكد المقبول ان الفرصة الآن مواتية للمستثمرين المصريين للسيطرة على استثمارات هذا القطاع لأن السودان فى طريقها لحل مشكلاتها الدولية مع الولايات المتحدة الامريكية بما يضع احتماليات فتح الاسواق الدولية للثروة الحيوانية السودانية - الامر الذى سيرتفع معه الطلب عليها وبالتالى زيادة اسعارها وتوجه الكثير من الشركات الاجنبية للسودان للاستفادة من ثرواتها، مضيفا انه حتى فى حالة وجود بعض التوترات المؤقتة التى تحدث بين مصر والسودان فإن الود و الحب المترسخ بين الشعبين دائما ما يدفع الحكومتين الى تجاوز نقاط الخلاف، وأوضح ان زيادة الاستثمارات المصرية فى السودان ستقوم بدورها بالضغط على الحكومة السودانية لتقليل حجم جباياتها المفروضة على المستثمرين سواء منتجين او مصنعين الامر الذى يؤرق مناخ الاستثمار فى السودان.
ويذكر ان حجم التبادل التجارى بين مصر والسودان ارتفع إلى 6 مليارات جنيه (حوالى 765 مليون دولار) وقد أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط فى تصريحات للواء جمال حجازى رئيس هيئة الموانى البرية، أن ذلك الارتفاع يرجع إلى الانفتاح الذى تشهده العلاقة بين البلدين من حراك تجاري، خاصة بعد فتح الطريق البرى الحدودى «قسطل-أشكيت» الذى يربط بين مصر والسودان، مشيرا إلى أن افتتاح طريق الأقصر أيضا أسهم كثيرا فى حركة المواطنين وازدهار التجارة.
كان رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب افتتح، فى أبريل الماضي، ميناء قسطل البرى الحدودى بين مصر والسودان بتكلفة 360 مليون جنيه، ليكون البوابة الجنوبية الحدودية لمصر مع السودان. وزادت صادرات اللحوم الحية السودانية لمصر خلال الفترة من يناير الى سبتمبر وفقا لبيانات البنك المركزى السودانى نحو الضعف تقريبا لتسجل 150 مليون دولار من جملة صادرات 214 مليون دولار - صعودا من 81 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى بما يثبت تحسن وزيادة العلاقات التجارية وتعويل مصر على الشقيق العربى فى توفير ما تحتاجه من البروتين الحيواني، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للسودان أيضا.
عن «الأنبياء فى مصر ».. توضيح
فى الاسبوع الماضى وعندما نشرنا الجزء الثانى من ملف الانبياء والاسباط ابناء يعقوب الذين نزلوا مصر وعاشوا بين اهلها، حيث تناولنا بإيجاز حكاية دخلولهم الى المحروسة وكيف تحدثت عن ذلك كتب التاريخ ومراجع السيرة المعترف بها والصحيحة، فوجئنا بحالة واسعة من الجدل والنقاش تراوحت بين اتصالات هاتفية ورسائل وصلت الينا وتعليقات فى صفحات التواصل الاجتماعى تتحدث عن خلط المعلومات التى تتحدث عن حقيقة المكان الذى خرج منه حوت سيدنا يونس.
وفى هذا السياق استوقفتنا رسالة طيبة وكريمة من صديق الاهرام وأحد قرائها الدائمين المهندس حمدى سلامة يبدى فيها ملاحظات تنفى صحة ماكتبناه عن ان سفينة نوح طافت بأرض مصر فهى توجد حاليا وعلى حد قوله وكتاب قام باعداده يحمل اسم «الاسلام والمعاندون» أن هذه السفينة موجودة حاليا فى الجنوب الشرقى لتركيا المعاصرة واكتشفت مصادفة فى عام 48 على يد راعى غنم تركى ، وأما بشأن ماقلناه عن انه من نيل مصر خرج حوت سيدنا يونس ، يقول المهندس صاحب الرسالة أن الله بعث يونس عليه السلام الى اهل العراق إلى اهل نينوى خاصة بالشمال العراقى ، فلما عصاه قومه خرج مغاضبا لهم فغذّ السير حتى بلغ البحر ، وهناك ركب سفينة كانت على وشك الاقلاع ثم التقمه الحوت .. ونقول للصديق : نحن لم نختلف كثيرا ولكن لابد أن تتاكد أن الاهرام عندما تنشر شيئا هى تستند الى برهان ودليل ومرجع تاريخى معروف وعليه فإن ماذكرناه بهذا الخصوص هو مأخوذ من كتاب «حسن المحاضرة فى تاريخ مصر والقاهرة» لجلال الدين السيوطي، والذى اعتمد فى سرده هذا على كتب شتى اهمها فتوح مصر لابن عبد الحكم ، وفضائل مصر لابن عمر الكندى ، وتاريخ مصر لابن زولاق والخطط المقريزية والمسالك لابن فضل الله وايقاظ المتغفل وايعاظ المتأمل وغيرها وبمراجعة وتحقيق من باحث تاريخى يشار له بالمعرفة والتدقيق هذا عن مصدر معلوماتنا، وأما بخصوص سفينة سيدنا نوح فقد حكى ذلك وفى صفحتى 56 ، 57من كتاب السيوطى المشار اليه الشيخ تقى الدين السبكى فى فتاويه المعروفة بالحلبيات وهو على بن عبد الكافى بن على الخزرجى شيخ الاسلام فى عصره فقد قالوا بالنص : وقد تقدم ان شيث بن آدم نزل مصر وهو نبى ، وان نوحا طافت به سفينته بارض مصر
واعتقد هنا ان «قد» تعطى مفهوم «الاحتمال»، فنحن نتكلم عن عصر انبياء ومعجزات سماوية من رب العباد ، وهو مايسوقنا الى حكاية حوت سيدنا يونس التى رواها ابونعيم وكما يقول السيوطى والقصة فى صحيح البخارى .. يقول ابونعيم وهو احمد بن عبد الله بن احمد الاصبهانى مؤرخ وصاحب كتاب حلية الاولياء وطبقات الاصفياء : «أسرع امر الله أن يونس بن متى كان على حرف السفينة فبعث الله اليه حوتا من نيل مصر ، فما كان اقرب من ان صار من حرفها فى جوفه».. وهنا لابد من وقفه صغيرة اليس الله الذى اسرى بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى واليس الذى جعل سيدنا موسى يشق البحر بعصاه قادرا على ارسال حوت من نيل مصر الى البحر .. على اية حال ان الخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية ولكن مايهمنا فى هذا التوضيح هو ان نقدم اليك ما استندنا اليه من مراجع وكتب وبالنسبة للصورة فقد سقط التعليق سهوا فهى لقلعة الفارما بسيناء واعتقد انك تعرف لماذا اخترناها لما لها علاقة بحكاية ميلاد ام العرب «السيدة هاجر».. وشكرا لكم واهلا بملاحظتكم الكريمة
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.