طالب عدد من خبراء التغذية، الحكومة بتقديم التسهيلات اللازمة لزيادة كميات اللحوم، التى يتم استيرادها من السودان ودول حوض النيل، لتحقيق التوازن فى أسعار اللحوم بالأسواق المحلية، والحد من ارتفاع اسعارها، فيما شدد مسؤولون سودانيون على ضرروة الحد من عوائق تصدير اللحوم إلى مصر، مشيرين إلى أن الأمن الغذائى لمصر فى خطر، بسبب ما وصفوه بالممارسات البيروقراطية. قال الدكتور إميل إسكندر، خبير تكنولوجيا اللحوم والغذاء، مستشار وزير الزراعة السابق، إن الحكومة المصرية تعاقدت مع نظيرتها السودانية لاستيراد كميات كبيرة من اللحوم السودانية، تمهيدًا لطرحها بالأسواق قبل عيد الأضحى، للحد من الارتفاع الجنونى فى أسعارها، لكنه فى الوقت نفسه، أعرب عن مخاوفه من انفلات أسعار اللحوم قبل عيد الاضحى بسبب سيطرة ما وصفه ب«مافيا اللحوم» على استيرادها من الخارج، مطالبا الحكومة بوضع آلية لضبط السوق وإحكام السيطرة على أسعار اللحوم المستوردة. وأضاف «إسكندر»، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أن السودان تسعى حاليا لإنشاء مجازر جديدة لزيادة الكميات التى يتم تصديرها من اللحوم لمصر بالاستعانة بالخبرات الفنية للمجازر المصرية، لافتا إلى أن السودان تمتلك ميزة نسبية فى إنتاج اللحوم مقارنة بمصر، بسبب امتلاكها ما يقرب من 200 مليون رأس ماشية، بينما تمتلك مصر 3.3 مليون. واقترح «إسكندر» إنشاء مجمع زراعى صناعى يتبع صندوق التأمين على الماشية، بالإضافة إلى 3 مشاريع مماثلة بالتعاون بين مصر ودول حوض النيل لتغطية احتياجات مصر من اللحوم، وقال إنه عرض على الحكومة المصرية والسودانية خطة لنقل اللحوم السودانية مبردة عبر المراكب وليس الطائرات، مضيفا أنه توصل الى حلول لمشكلة نقل اللحوم من السودان لمصر باستخدام بعض المعالجة لهذه اللحوم لتكون مبردة وليست مجمدة خلال 28 يوماً كاملة، لافتا إلى أن تكلفة نقلها ستقل30% عن سعر النقل بالطائرات. من جانبها، أعلنت جمعية «مواطنون ضد الغلاء» عن طرح كميات كبيرة من اللحوم عبر اتفاق أبرمته الجمعية مع مسؤولين فى الحكومة السودانية أثناء زيارة قام بها وفد الجمعية للسودان، وحذر محمود العسقلانى، رئيس الجمعية، من قرصنة «مافيا اللحوم» على كميات اللحوم السودانية، مشيرا إلى أن السوق المصرية تأكل «أردأ» أنواع اللحوم فى العالم بسعر أعلى. فيما أشار الدكتور الأمير جعفر، مدير الإدارة العامة لمركز التنمية والتفتيش بوزارة الثروة الحيوانية بالسودان، إلى ان أبرز المعوقات التى تواجه تصدير اللحوم السوادنية هى ارتفاع تكلفة الشحن بالطائرات، وقال إن الحكومة السودانية تستفيد حاليًا من قانون الحريات الأربع بين الدولتين فى تشجيع الاستثمار والتربية والإنتاج المشترك لمصلحة البلدين. وأكد الدكتور سليمان جابر، مدير الإدارة العامة للمحاجر وصحة اللحوم بالسودان، أن الأمن الغذائى فى مصر مهدد بالخطر، وأن هناك كيماويات وهرمونات لزيادة الوزن والنمو السريع للماشية، فيما طالب الدكتور مصطفى إسماعيل، رئيس هيئة خدمات الثروة الحيوانية، خلال لقائه وفد «مواطنون ضد الغلاء»، بوضع حلول عملية للمعوقات التى تواجه تصدير اللحوم السوادنية إلى مصر. وقال الدكتور محمد الشيخ برى، وزير الثروة الحيوانية والسمكية، إن اللحوم السودانية مميزة وتعتمد على المراعى الطبيعية، وليس لها إضافات علفية، ولا تمثل أى خطورة من الناحية الصحية.
