القرآن تسمعه من عند أطراف القرية، السيدات متشحات بالسواد، هنا لا فرح ولا رجال على مقاهى أو مصاطب يجلسون كعادتهم يتسامرون، لا حديث إلا عن قتل «ناصر الدالى»- موظف- غدرًا، وبشاعة إنهاء حياته رميًا بالرصاص ب7 طلقات، والعثور على جثمانه بعد 17 يومًا من البحث عنه بكل مكان، قبل اكتشاف دراجته البخارية أمام مصرف مائى عقب اختفائه ب5 أيام. في منزل بسيط في قرية قرنفيل بشبين القناطر في القليوبية، تقطن أسرة «ناصر»، فهنا زوجته وأم أولاده ال4، أصغرهن «رضيعة» بعمر العام ونصف، تلاحقها مشاهد مقتل زوجها ورمى جثته وسط الأراضى الزراعية حتى أنها شبة تحللت، وتشريح جثمانه للوقوف على أسباب الوفاة، يبكيها ذلك كثيرًا فالزوج لا عداوات له مع آخرين ولا عمره عمل شر في أحد، وفق كلامها، قبل أن تطالب من فرط حزنها بإعدام 4 مشتبه بهم ارتكبوا جريمتهم، بعدما استدرجوه من منزله إلى منطقة نائية. تاريخ الأول من مايو الجارى، لا تنساه زوجة «ناصر»: «كنّا راجعين من بيت أهلى، لأننا كنا بناخد واجب العزاء في أخويا المتوفى، ويدوب دخلنا بيتنا حتى جاء شخص واصطحب زوجى معه، ومن ساعتها واختفى معاه». فلم يفتِ الزوجة، الاتصال على محل عمل «ناصر»، للاستفسار عن مجيئة، في اليوم التالى من تغيبه عن المنزل، لكن زملاؤه أكدوا لها «ده واخد إجازة علشان عند حالة وفاة!»، ووفق حكيها «بعد كده روحنا عملنا محضر بتغيبه حتى اكتشفنا الكارثة». مرت 5 أيام على اختفاء «ناصر»، واستدعت قوة من مركز شرطة طوخ «ثروت»- شقيق الموظف، اصطحبوه إلى محيط مصرف مائى، حيث عُثر على دراجة بخارية، قال من فوره: «دى بتاعة أخويا»، سرعان ما تشبس بأمل العثور على أخيه المتغيب- لكن ما تمناه تحقق بالعثور على جثته مرميًا في الزراعات مقتول بطلق نارى، لما ألقى القبض على 4 مشتبه بهم. https://www.youtube.com/watch?v=sqY9Rp--wP4 تلاحظ ل«ثروت»، خروج أخيه مع شخص مُلثم، مطلع أول الشهر الجارى، وحين تعرف عليه وتبينّ أنه يُدعى «عيد»- مسجّل خطر، وسأله عن سبب مجيئة لشقيقه قبل منتصف الليل، قال له: «كنت بكلمه في 200 جنيه سلف!»، ما زاد حيرة أخو «ناصر»، الذي يقول إن من ضمن المقبوض عليهم كان «حمدى»، وهو الذي باع منزل لأخيه من 6 أشهر. يربط شقيق المجنى عليه، بينّ شراء أخيه للمنزل ودوافع قتله، إذ دارت مشاحنات بينه وبين آخرين مشتبه بهما وهما: «ضاحى»، و«ماجد»- كون أخيه اشترى البيت بسعر أعلى مما كانا يرغبان شرائه به من البائع، ولا يعرف عن سبب إقدام أو اشتراك الأخير في ذلك. أجهزة الأمن، تواصل إجراء تحرياتها بشأن الواقعة وملابساتها للوصول إلى حقيقتها، مع تصريح النيابة العامة بدفن جثمان المجنى عليه، والذى شيعت جنازته بحضور العشرات من أهالى قريته أمس الأول.
