فى تصعيد جديد على التجربة النووية الكورية الشمالية، اتفقت كل من الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه والرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى على التعاون الوثيق بين الدول الثلاث لتسريع تبنى مجلس الأمن الدولى للأمم المتحدة لقرار يفرض عقوبات قوية وشاملة على كوريا الشمالية،فى الوقت الذى كشفت فيه سول أنها تجرى محادثات منفصلة مع واشنطن لنشر أسلحة استراتيجية أمريكية فى شبه الجزيرة الكورية. وقال المكتب الرئاسى فى سول أمس إن بارك تلقت اتصالا هاتفيا من أوباما وناقشت معه باستفاضة تقييم التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية وسبل مواجهتها، وذلك لمدة 20 دقيقة. وأشار المكتب الرئاسى إلى أن الرئيسين أوضحا فى الاتصال الهاتفى أن المجتمع الدولي، فضلا عن كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، يحذرون مرارا من أنهم لن يتغاضوا عن التجربة النووية الكورية الشمالية، وسيجعلون بيونج يانج تدفع الثمن الذى يتناسب مع تجربتها الهيدروجينية الأخيرة. وأوضح المكتب، وفقا لوكالة الأنباء الكورية الجنوبية»يونهاب»، أن أوباما شدد على ضرورة فرض عقوبات قوية وشاملة على بيونج يانج وتعهد بالتعاون الوثيق مع كوريا الجنوبية من أجل ذلك. وتعهد الزعيمان بأن تكون القضية النووية الكورية الشمالية على رأس أولويات البلدين باعتبارها قضية ملحة تحتاج لمعالجة ناجحة وراسخة بحسب ما اتفقا عليه فى محادثات القمة بينهما فى أكتوبر الماضي، والسعى للمضى قدما فى نقاش سبل متنوعة لحل هذه القضية. وأضاف المكتب الرئاسى الكورى الجنوبى أن بارك أوباما اتفقا على ضرورة التعاون الثلاثى بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة واليابان، ومع الصين. وقال أوباما إن التجربة النووية الكورية الشمالية تهدد الأمن الإقليمى فى المنطقة وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولى والمحادثات السداسية الهادفة لنزع السلاح النووي، مضيفا أن الولاياتالمتحدة ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية أمن الدولة الحليفة لها. وردا على ذلك، أعربت بارك عن شكرها للرئيس الأمريكى على تأكيده بشأن الالتزام الصارم بالدفاع عن كوريا الجنوبية والتعبير عن إرادته فى اتخاذ ردود صارمة على التجربة الهيدروجينية الكورية الشمالية، معبرة عن أملها فى تعزيز التعاون الوثيق بين البلدين فى مجلس الأمن الدولى وغيره. وأشادت بإسراع كل من الحكومتين الكورية الجنوبية والأمريكية بإصدار بيان يندد بالتجربة النووية الكورية الشمالية، مما يدل على رسوخ ومتانة التحالف بين البلدين. كما أكد رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى والرئيس الأمريكى أوباما تنسيقهما الوثيق للرد على التجربة النووية. وقال آبى خلال اتصال هاتفى أجراه مع أوباما واستغرق نحو 20 دقيقة أيضا إن تلك التجربة تفرض «تهديدا أمنيا خطيرا» والمجتمع الدولى بحاجة إلى اتخاذ إجراء صارم، مشيرا إلى أن القيام بذلك سيبعث رسالة قوية إلى كوريا الشمالية ويساعد فى الحيلولة دون حدوث مزيد من الاستفزازات من جانب بيونجيانج، وفقا لما ذكرته وكالة كيودو اليابانية للأنباء. من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر لنظيره الكورى الجنوبى هان مين كو التزام بلاده «الصارم» بالدفاع عن كوريا الجنوبية ضد التهديدات النووية لكوريا الشمالية. كما تحدث وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى هاتفيا مع نظيره الكورى الجنوبى يون بيونج سيه بشان التجربة الأخيرة التى اجرتها كوريا الشمالية. فى الوقت نفسه، قالت مصادر بالكونجرس الأمريكى إن الزعماء الجمهوريين فى مجلس النواب يدرسون إجراء تصويت فى وقت قريب ربما الأسبوع القادم على تشريع طال تأجيله لتوسيع العقوبات ضد كوريا الشمالية بفرض إجراءات أكثر صارمة على الشركات الأجنبية التى تتعامل مع بيونجيانج. وعلى الجانب الكورى الجنوبي، قال مسئول عسكرى فى كوريا الجنوبية أمس إن بلاده تجرى محادثات مع الولاياتالمتحدة لنشر أسلحة استراتيجية أمريكية فى شبه الجزيرة الكورية. وقال مسئول عسكرى فى كوريا الجنوبية إن الدولتين ناقشتا نشر أسلحة استراتيجية فى شبه الجزيرة الكورية المقسمة لكنه أحجم عن إعطاء مزيد من التفاصيل. ومع ذلك فقد قال وزير الدفاع الكورى الجنوبى هان مين كو أمس أن حكومته مازالت تعارض امتلاك أسلحة نووية.