لو كان «الشيخ» نمر النمر الذى ادانه القضاء السعودى واعدم منذ ايام، مواطنا ايرانيا سنيا يعيش فى ايران وارتكب جرائم وادانه القضاء الايرانى واعدمته طهران.. هل كانت السعودية او اى دولة عربية اخرى سنية كانت او شيعية سوف تدين حكومة طهران وتسير المظاهرات امام السفارة الايرانية وتعتدى عليها وتدمرها هى وقنصليتها على مرأى ومسمع من العالم كله مثلما فعلت ايران؟ ام انها سوف تعتبر ذلك شأنا ايرانيا داخليا مادام الأمر الامر متعلقا «بمواطن ايرانى. واذا كانت ايران هاجت وماجت لان السعودية حاكمت واعدمت «مواطنا سعوديا» لاحظ انه مواطن «سعودى مسلم» وليس ايرانيا.. بصرف النظر عما اذا كان سنيا او شيعيا او حتى يهوديا.. فماذا كانت سوف تفعل لو كان مواطنا ايرانيا «مجرما» ادانه القضاء السعودى.. هل كانت سوف تعلن الحرب العالمية الثالثة على السعودية «واعوانها». ولو كان النمر مواطنا روسيا مسلما يعتنق العقيدة الشيعية هل كانت ايران سوف تدمر وتخرب سفارة روسيا وقنصليتها فى طهران ومشهد كما فعل ايرانيون مع السعودية اغلب الظن انها كانت سوف تتجاهل الامر وكأنها لم تسمع ولم تر! لماذا؟ لان روسيا دولة حليفة لايران فى حين تعتبر «ايران الاسلامية» السعودية العدو الاول لها فى المنطقة. وتتحارب الدولتان على المكشوف فى كل من سوريا واليمن والعراق ولبنان وربما مناطق اخرى لخلافات «مذهبية» لايصح ولايجوز ان تكون بين فريقين من المسلمين اذا كنا نؤمن صراحة بصحيح الاسلام. نعم انا من هؤلاء الذين يؤمنون ان ثمة من يعمل ليل نهار من اجل اشعال وتغذية ما يطلقون عليه «الصراع» السنى الشيعى فى المنطقة حتى ينسى العرب والمسلمين الصراع العربى الاسرائيلى وهم قد نسوه بالفعل وتوارى عن الساحة العربية والاسلامية والعالمية منذ اكثر من 20 عاما وكادت تختفى معه مأساة الفلسطينيين. ولكن المدهش فى الامر اننا ننساق وراء مزاعم وافكار يتم الترويج لها بجهل وبدون وعى تحت زعم الإرهاب. وبعد ان تم الزج بالعراق فى حرب عبثية لمدة 8 سنوات مع ايران خربت ودمرت الدولتين واعاقت تقدمهما لعقود فها هى نفس الايدى الخفية تحاول الان الزج بالسعودية التى حققت تقدما اقتصاديا وصناعيا كبيرا فى حرب مع ايران لا هدف من ورائها سوى تدمير الدولتين وترسيخ فكرة «الاسلام العنيف» وان المؤمنين به لايعرفون سوى العنف والقتل. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم