فى تطورات مثيرة اشتعلت المواجهة بين السعودية وايران ووصلت الى ما يهدد فعلا لا مجازا بصدام. فى إيجاز شديد أعدمت السعودية 47 أدانتهم بارتكاب عمليات ارهابية من بينهم 45 سعوديا ومواطن تشادى الجنسية ومصرى اسمه محمد فتحى عبد العاطى السيد. من هؤلاء الذين تم اعدامهم 46 من المسلمين السنة وشيعى واحد سعودى اسمه نمر باقر النمر اعتبرت ايران أنه رغم أنه ليس ايرانيا الا لأنه شيعى فقد اعتبرته صاحب حصانة خاصة تتولاها ايران. وقد تطورت الأحداث سريعا فقد اقتحمت المظاهرات الشيعية فى ايران السفارة السعودية فى طهران وأشعلت فيها النيران وخرجت مظاهرات الشيعة فى دول خليجية أخرى تهتف ضد السعودية التى ردت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران ، لتصبح المنطقة فجأة على سطح صفيح ملتهب. لم يلد الحدث ردوده فجأة فقد سبقته أجواء احتقان بدأتها حرب الحوثيين التى هى فى حقيقتها حرب ايرانية سعودية، ثم شهدت فى الأيام الأخيرة انشاء السعودية «التحالف الاسلامى» الذى تم تشكيله من دول مسلمة كلها سنية وبالتالى لم يضم ايران، والحدث الثانى الاتفاق السعودى التركى الذى تم عقب زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للرياض والاعلان عن تشكيل البلدين مجلسا استراتيجيا يدير الشئون السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين ، وقد اعتبرته ايران أنها المستهدفة منه . وهكذا فانه ما أن تم الاعلان عن اعدام ال 47 الذين أعدمتهم السعودية حتى أباحت ايران دماء ال46 مسلما سنيا منهم ، أما «نمر باقر» ورغم أنه ليس ايرانيا وانما سعودى الجنسية، فقد اعتبرته ايران أحد رعاياها بحكم شيعته . وهو تصرف لا يستقيم ولا يقبله عقل أو منطق، والأصح أن ايران أرادت اعتباره «تلكيكة» لاستعراض قوة تبدأها، وقد لا يعارضها الغرب وبذلك تكون الفوضى سواء كانت خلاقة أو عشوائية قد اكتملت . والخطورة أنه فى الاسباب الدينية التى تسوق للناس البسطاء يكمن خطر غياب العقل، ويبدو الأمر وكأنه دفاع عن العقيدة المقدسة التى يهون فى سبيلها الغالى والرخيص ، فنجد أنفسنا فجأة وسط حرب جديدة ! لمزيد من مقالات صلاح منتصر