تصاعدت أمس حدة الأزمة السياسية بين السعودية وإيران علي خلفية إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر وهو ما أثار انتقادات الحكومة الإيرانية واعتداء إيرانيين علي السفارة والقنصلية السعودية في طهران. وأعلنت الرياض أنها ستوقف حركة الطيران والعلاقات التجارية مع جارتها مشترطة علي طهران التصرف كدولة طبيعية لتعود العلاقات الدبلوماسية المقطوعة. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لرويترز في مقابلة: إن طهران مسئولة عن زيادة التوتر بعد إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر يوم السبت الماضي حيث وصفته الرياض بالإرهابي. وأكد الجبير أن الرياض سترد علي الاعتداء الإيراني واتهم طهران بإرسال مقاتلين لدول عربية والتخطيط لشن هجمات في المملكة وجاراتها في الخليج. وقال: لا يوجد تصعيد من جانب السعودية. كل تحركاتنا رد فعل. الإيرانيون هم من ذهبوا إلي لبنان. الإيرانيون هم من أرسلوا فيلق القدس والحرس الثوري إلي سوريا. وأشعل إعدام النمر فتيل احتجاجات للشيعة في عموم المنطقة واقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية بطهران وأضرموا النيران وتسببوا في أضرار في تطور دفع الرياض لقطع العلاقات وتأجيج خصومة ملتهبة بالفعل. وقال الجبير إن السعودية ترحب بالحجاج الإيرانيين في مكة والمدينة سواء للحج أو العمرة. لكن الجبير قال إن إعدام النمر كان حقا للسعودية واتهمته الرياض بالإثارة وتنظيم خلايا ومدها بالسلاح والمال. وبعد سرد الجرائم التي أعدم بسببها أيضا43 من أعضاء تنظيم القاعدة يوم السبت الماضي قال الجبير عن الإعدامات: نستحق علي ذلك الإشادة لا الانتقاد. واضاف ان بلاده ستمنع مواطنيها من السفر إلي إيران. ومن جانبها أعلنت مملكة البحرين, امس, قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران, وطلبت من أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية مغادرة البلاد خلال48 ساعة. واتهمت البحرينإيران بإثارة الفتنة وتوفير الحماية والدعم للإرهابيين والمتطرفين وطالبت النظام الإيراني الإسلامي بالتوقف عن إثارة المشاكل والحروب في المنطقة العربية بحسب ما جاء علي لسان وزير الإعلام البحريني عيسي الحمادي. وقال الحمادي: طلبنا من إيران مراجعة حساباتها والتوقف عن التدخل بشئون الدول الأخري ولم تتجاوب. كما أعلنت وزارة الخارجية السودانية أمس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران فورا تضامنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة المخططات الإيرانية. وقالت الخارجية في بيان أصدرته أمس وبثته وكالة الأنباء السودانية سونا: علي خلفية حادثة الاعتداء الغاشم علي سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد وبالإشارة الي البيان الذي اصدرته حكومة السودان والذي ادان بأقسي وأشد العبارات الممارسات العدائية الايرانية ضد الممثليات الدبلوماسية للمملكة بإيران في انتهاك واضح للقانون الدولي وتضامنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة المخططات الايرانية تعلن حكومة السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران فورا. ومن جانبها: اعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أمس استدعاء سفيرها في طهران وخفض التمثيل الدبلوماسي مع ايران, بسبب التدخل الايراني المستمر في الشأن الداخلي الخليجي والعربي, في خطوة تلي اعلان السعودية والبحرين قطع علاقاتهما مع ايران. ونقلت وكالة الانباء الرسمية( وام) عن بيان للخارجية, أن الامارات قررت تخفيض مستوي التمثيل الدبلوماسي مع ايران الي مستوي قائم بالاعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الايرانيين في الدولة. ومن جانبه, شدد وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري امس علي التزام الحكومة العراقية بتوفير الحماية وتأمين بعثة السعودية الدبلوماسية ومقر السفارة في المنطقة الخضراء وسط بغداد. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال- في تصريح صحفي- إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتصل هاتفيا امس بالجعفري, الذي أكد أن البعثة في وضع أمني جيد وأن الحكومة ملتزمة بحمايتها. ومن جانبها, أعلنت روسيا استعدادها للتوسط في الخلاف الحالي بين السعودية وإيران وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية امس استنادا إلي مصادر في الخارجية الروسية في موسكو. ونقلت انترفاكس عن دبلوماسي روسي قوله أمس: كنا دائما مع التقريب بين طهرانوالرياض. غير أن الدبلوماسي الروسي أكد في الوقت ذاته أن أيا من الجانبين لم يخاطب روسيا بهذا الشأن حتي الآن. وكانت السعودية قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وعبر مجلس الوزراء الكويتي عن إدانته واستنكاره الشديدين للأعمال العدوانية التي قامت بها جموع من المتظاهرين ضد سفارة المملكة العربية السعودية في طهران. وحثت فرنسا السعودية وإيران امس علي الحد من التوترات بعد أن قطعت الرياض العلاقات مع طهران في تصعيد لخلاف بين البلدين. بينما دعت ألمانيا السعودية وإيران امس لفتح حوار بينهما واستخدام كل الخيارات المتاحة أمامهما لتحسين العلاقات الثنائية.