الرئيس السيسى جاد ومخلص.. ولمساته الإنسانية تعجبنى
عيد الميلاد المجيد الذى يحتفل المصريون به اليوم 7 يناير 2016 هو الرابع فى عمر حبريه البابا تواضروس الثانى بعد جلوسه على الكرسى البابوى فى نوفمبر 2012 ، ومابين العيد الاول والرابع جرت فى نهر مصر والعلاقة بين البابا والمصريين مياه كثيرة ، لكل المصريين أقول ثقوا فى قدرة مصر وما تم على أرضها من إصلاح وبالمسئولين الذين يقودون البلاد حققنا الكثير عيشوا فى تفائل فالقادم خير كثير . ولكن أهم ما تميز به البابا تواضروس الثانى هو أنه لم يمسك يوما العصا من المنتصف بل كان واضحا وضوح الشمس فى كافة المواقف بداية من مساندته ل ثوره 30 يونيه وحتى سفره للقدس للصلاة على جثمان أستاذه ورفيق أيام رهبنته الأولى مطران الكرسى الأورشليمى الانبا ابراهام . البابا تواضروس خصنا وحدنا ( الأهرام ) بحوار عيد الميلاد والذى تحدث فيه بكل صراحة عن أسباب زيارته للقدس ، وموقف الكنيسة من إثيوبيا وقضيه مياه نهر النيل ، ورؤيته للبرلمان ، وللإعلام فى الخارج والداخل ، وحقيقة ما يثار حول قانون الاحوال الشخصية الموحد ، ولكن رفض البابا التعليق على ما قاله ياسر برهامى بأن تهنئة الاقباط بالاعياد من الفواحش ، وأكد أن الغباء البشرى هو سبب اشتعال الصراع الطائفى ، وتحدث عن الرئيس السيسى ولم يخف إعجابه الشديد بلمساته الانسانية وتطرق الحوار الى الكثير من التفاصيل فى شئون الوطن والكنيسة والحياة الخاصة للبابا ومنها طعامه المفضل والكتاب الذى سيقرأه فى 2016 وفاجأنا كأهراميين بمدح وتقدير يزيد من مسئوليتنا تجاه القارئ والى تفاصيل الحوار . كل عام وقداستكم بخير عيد ميلاد مجيد نشكركم على تقديركم للأهرام بهذا الحوار الذى يتزامن مع احتفالنا بمناسبة تأسيسه فى 27 ديسمبر كيف تنظرون قداستكم ل 140 سنة أهرام ؟ أقدر جريدة الأهرام تقديرا كبيرا وأهنئ الأهرام وكل العاملين فيه بكل التخصصات على 140 سنة وعقبال سنين وسنين وسنين ، وأنا أنظر للأهرام على أنه تاريخ وجغرافيا وحضارة وتراث وخبرة وعمل وبذل وعطاء وتضحية وتسجيل ربما لا يكون له مقابل أومثيل على الساحة العربية أو الإقليمية أو حتى الدولية ، يا بختنا بالأهرام ، أن يكون لدينا جريدة مصرية بهذا التاريخ . مع بدايه عام جديد ونهاية عام مضى وكان الحدث الأهم كنسيا فى العام الماضى هو زيارتكم للقدس ، لماذا كانت هذه الزيارة فى هذا التوقيت ؟ وماذا تقولون لمن غضبوا من هذه الزيارة واعتبروها كسرا لرفض حالة التطبيع الشعبى مع اسرائيل وهناك من استحسنوها على أساس أن الوجود الشعبى العربى مهم لعروبه القدس ماذا تقول لمن استحسنوا ومن غضبوا ؟ أولا كنت أنتظر من الجميع أن يعزوننا فى الانبا ابراهام مطران الكرسى الأورشليمى قبل أن يعلنوا الاعتراض أو الرضا ، وأحب أن أوضح أن كلمة زيارة كما أفهمها وأعرفها وأطبقها هى إعداد لشئ يحتاج الى وقت وبرنامج وتخطيط وتدبير وترتيب كل شئ وتنسيق ومواعيد ،،، الخ ولكن هذه الرحلة الطارئة والاستثنائية وهذه هى التسمية الواقعية لها فرضتها الظروف لنياحة المطران الانبا ابراهام ، وأنا كنت هناك فى القدس فى إيبارشيتنا القبطية ، وهى تضم وترعى كل الأقباط الموجودين فى كل المنطقة فى الدول العربية فى قارة آسيا، ويوضع فى الاعتبار شخصية ذلك المطران فهى شخصية على مستوى رفيع ، وأضف الى ذلك كله البعد الشخصى للأنبا ابراهام فهو أول من استقبلنى فى الدير أول راهب شاهدته، ثم عندما أصبحت راهبا تزاملنا فى العمل سويآ كنا مسئولين عن استقبال الزوار فى الدير، يضاف الى كل ذلك أنه من مسئوليتى كبطريرك رسامه مطران لإيبارشية القدس فكيف أرسم مطرانا على مكان لا أعرفه ، هذه الرحلة أو المهمة الطارئة جاءت خارج كل الاعتبارات السياسية والتقديرية لأى أحد . لماذا كانت هناك حالة إرتباك فى الكنيسة قبل سفركم إلى القدس فى البداية أعلنتم أنكم ستوفدون عددا من الاساقفة ثم فجأة سافرت قداستكم ؟ خبر نياحة الانبا ابراهام جاءنا الساعة الحادية عشر صباحا يوم الاربعاء 25 نوفمبر ، وبدأت الاتصالات لتشكيل الوفد الذى سيسافر للصلاة على جثمانه ورتبت أن يتكون الوفد من 7 يمثلون الكنيسة ( مطران و4 أساقفه وكاهن وشماس ) وكل الأمور كانت تسير بشكل طبيعى وبدأنا نحجز التذاكر للوفد الذى سيسافر ويومها كان عندى اجتماع الاربعاء فى شبرا الخيمة ، وبعد خروجى من الاجتماع الذى أعلنت فيه عن سفر وفد كنسى للقدس للصلاة على الجثمان والعودة معه الى القاهرة فوجئت بالاب الكاهن السكرتير يقول لى أن وصية الانبا ابراهام أن يدفن فى القدس وقتها قلت لابد ان أذهب اليه هناك . ماذا عن تأشيرت السفر وإنهاء الإجراءات؟ تم تدبير كل شئ وسافرت على الطيران المصرى وركبت هناك سيارة السفارة المصرية وكانت القضية بالنسبة لى أن أقوم بواجب العزاء ولم أقم بأى زيارة لأى مسئول . وماذا عن التأشيرة ؟ طبعا حصلنا عليها من السفارة الاسرائيلية وعادة يتم الحصول عليها على كارت خاص خارجى وليس على جواز السفر، والسفر كان الخميس والجنازة كانت السبت وعدت الى مصر الأحد لأن الطيران خميس وأحد وهذه كل القصة. إسمح لى بهذا الطرح كثيرون تخيلوا لو كان البابا شنودة محل البابا تواضروس كيف كان سيتصرف ؟ لكل موقف قانونه الخاص به ، ما أقدرش آخذ حاجة من زمن وأضعها فى زمن آخر ، نحن لسنا قوالب وكل موقف له القانون الخاص به وفيه مثل شعبى يقول ( من فات جوابه الموت أولى به ) بمعنى أن الحياة قرارات ، هناك قرارات يومية عادية ، وهناك قرارات خاصة بالموقف ، وقرار الموقف غير متكرر يتم اتخاذه مرة أو مرتين فى العمر ، وإذا لم يأخذ الإنسان قراره فى الوقت تماما المثل قال أنه لا يستحق الحياة. من يراقب مسيرتكم يسجل أنكم دائما لا تمسكون العصا من المنتصف وتأخذون الموقف الذى تقتنعون به بكل شجاعة شاهدنا ذلك فى 30 يونيه وفى قرار سفركم الى القدس ماذا وراء ذلك ؟ عندما يوجد موقف معين ، أفكر كثيرا ، أصلى ، أستشير إذا كان الوقت يسمح ، ثم يرتاح ضميرى ، ثم آخذ القرار ، وكل هذا ممكن يأخذ ساعة فى الزمن حسب طبيعة الموقف، ولابد أن يعرف كل شخص مسئولياته بالضبط ، أنا أمثل الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية العربية ، مؤسسة لها مكانتها وتاريخها وقامتها ، أنا مسئول عن كل الإيبارشيات وعن كل الآباء المطارنة والأساقفة ، مسئول عن حركة التاريخ فى الكنيسة، وفى كل حاجة أسأل نفسى ماذا سيقول التاريخ ، لو مر موقف من غير تقديره جيدا أنا أول واحد ألوم نفسى وألوم ضميرى . وبعد انتهاء الحكم الشيوعى جاءت حكومات اخرى وإثيوبيا كلها قبائل فرئيس الوزراء من قبيلة والبطريرك من قبيلة اخرى ومقارنة ظالمة بين تأثير الكنيسة الآن وتأثيرها قبل أربعين عاما فى زيارته وهى الاولى لاثيوبيا جاءت بعد زيارة بطريرك اثيوبيا قبل عشرة شهور وعندما جاء إلى مصر استمرت زيارته لمدة اسبوع وكل الدولة احتفلت به واستقبله الرئيس السيسى ورئيس الوزراء وعندما ذهبت لزيارتهم كان هناك احتفال كبير جدا بى وزرت الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الدولة للشئون الخارجية، وكل المسئولين كان على لسانهم عبارة واحدة نريد ان نبنى الثقة، كلمة الثقة ترددت كثيرا جدا، مؤكدين انهم يبنون السد من أجل الكهرباء وليس من أجل الزراعة فالزراعة تتم من خلال الامطار ونحن لانمنع اى دولة من التنمية، وقلت لهم هذا الكلام يحتاج إلى تأكيدات من الخبراء وبما اننا دول صديقة ومحبة ولنا تاريخ وتراث معا فهذا الأمر فى غاية الاهمية لتطمين الشعب. كمواطن مصرى ورأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ماذا تقولون للشعب المصرى على ضوء زيارتكم لإثيوبيا فيما يخص قضية المياه ؟ نحتاج ان نهتم باثيوبيا اكثر واكثر، اثيوبيا فى تاريخ، سابق لم تكن فى حيز الاهتمام الكافى من مصر على المستوى الشعبى والمستوى الرسمي، فى رأى الخاص أن إثيوبيا يجب ان تكون الدولة الاولى فى الاهتمام من مصر لانه تأتى من المياه هناك دول ترسل لنا مواد غذائية، علاجية ، مساعدات فنية، ولكن من اثيوبيا تأتى المياه فأنا من رؤيتى الشخصية المحدودة يجب ان تكون اثيوبيا لها الاهتمام الاول على المستوى الرسمى والشعبى . هناك من يخشى ان تتطور الخلافات بين مصر وإثيوبيا لدرجة نشوب حرب، كيف ترون ذلك؟ أظن أن ذلك (مش ممكن يحصل) فى ضوء علاقاتنا التاريخية الطويلة وفى ضوء طبيعة الشعبين المصرى والاثيوبى فنحن لسنا شعوب حرب، لن تكون حرب بيننا وبين اثيوبيا من اجل المياه والتفاوض والتفاهم سيحلان الكثير من المشاكل. كيف تنظرون إلى ماجرى فى المعركة الانتخابية؟ قاطعنى لماذا تسميها معركة لنسميها التنافس الانتخابي، كلمة المعركة تعطينى انطباع الحرب ولكن التنافس يعطينا انطباع الكفاءة . التنافس الانتخابى كان مثار دهشة من المراقبين. كيف ترون نجاح أقباط فى الانتخابات امام منافسين مسلمين فى سابقة لم تحدث من سنوات ماذا تقولون عن هذه الظاهرة وظواهر اخرى توقفتم عندها؟ لاتستطيع ان تفصل موضوع الانتخابات والبرلمان عن الموضوعين السابقين فى انتخاب الرئيس ثم إعداد الدستور فهى خطوات مكملة لبعضها وهى سويا تكون الهرم المصرى الجديد من دستور ورئيس وبرلمان فهذا هو الهرم المصرى الجديد وهذا يثبت عظمة المصريين وحضارتهم البرلمان عندما بدأ بالقائمة ثم الفردى جاءت النتائج اكثر واقعية وتعبر عن كيان الشعب المصرى الذى يجمع مسلمين ومسيحيين وذوى احتياجات خاصة ورجالا ونساء فأصبح البرلمان اكثر تعبيرا عن الشعب المصرى . هل التمثيل القبطى فى البرلمان هذه المرة (تسعة وثلاثون نائبا بالانتخابات والتعيين ) يرضى الأقباط وقداستكم ؟ أقول الصدق انا لا أنظر للبرلمان على انه مسلمين ومسيحيين انا انظر إلى البرلمان ان الناس يحملون درجات متعددة ومتنوعة من الكفاءة والتخصص، هذه رؤيتى امام الله الكفاءة هى المعيار النائب مسلم أو مسيحى كيف يفيدنى كمصري، الاساس هو ماذا سيقدم فى حركة مصر الجديدة . لماذا يطرح موضوع الاحوال الشخصية للأقباط وهو محسوم أصلا (لا طلاق إلا لعلة الزنا وما هو الجديد فى قانون الأحوال الشخصية المقترح ولماذا يطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش باعتباره أكثر الموضوعات صداعا فى رأس الكنيسة القبطية؟ ولا صداع ولاحاجة، هل تسمع عن هذا التعبير (الأقلية الصاخبة والأغلبية الصامتة)، مايخص الأسرة بلا شك مهم جدا والأحوال الشخصية حاجة تمس الأسرة وهناك ثوابت تحكمنا مثل قانون الكتاب المقدس وشريعتنا هى شريعة الكتاب المقدس لكن الاختلاف دائما فى الرؤية هناك، تعبيران موجودان فى الكنيسة تعبير (الطلاق والتطليق) ومن هنا يحدث التداخل فى المفهوم، الطلاق فقط للخطيئة، والطلاق لأمر حدث بعد الزيجة أما التطليق لاسباب متعددة، ولكن حدثت قبل الزيجة، اثنان ارتبطا ببعضهما وعاشا حياتهما أحد الطرفين أخطأ فى خطيئة نعتبرها تحل الزيجة وهى الزنا وتكون نتيجتها أن الطرف المخطئ لم يعد أمينا، المجنى عليه الكنيسة تتيح له الزواج المسمى بالزواج الثاني، أما الطرف المخطئ فقط أخطا خطأ يجعلنا لانأتمنه مرة أخرى على الزواج، التطليق حاجة حصلت على الزواج، لم يكن احد يعرفها مثل الانسان العليل جسدياً ولم تكتشف علته إلا بعد زواجه، المريض نفسياً المدمن أو ظهرت قرابة معينة جسدية تمنع هذا الزواج فهذا نسميه تطليق أو بطلان زواج ماذا عن الصخب حول لائحة 38 والمطالبة بعودة تطبيقها؟ هناك صخب حول لائحة 38 و2008 وقبلها وبعدها وهذه كلها مسميات . ماهى ملامح قانون الأحوال الشخصية الجديد؟ نحن عقدنا اكثر من جلسة من خلال لجنة التشريع وناقشنا سويا لساعات طويلة وتوصلنا لبعض النقاط وآباء فى المجمع المقدس قاموا بإجراء أبحاث ولايوجد جديد، ولكن نراعى الزمن فمثلا قضة الادمان لم تكن موجودة قبل 30 سنة بهذه الصورة وهناك نقاط اخرى تحت الفحص والدراسة والتحليل والمناقشة وإعداد أبحاث آبائية فيها وانتهينا من حوالى 90% ومشروع قانون الاحوال الشخصية سيقدم لاحقا بعد إقرار مشروع قانون بناء الكنائس الذى أعدته وزارة العدالة الانتقالية وناقشته كل الطوائف المسيحية ومثل هذه المشروعات لابد ان تأخذ وقتا وعناية ونضوجا حتى لاتخرج مشوهة. دائما كانت مشاكل الاقباط تتلخص فى (التعليم الاعلام الوظائف العليا بناء الكنائس ) ماهو الموقف الحالى بعد ثلاث سنوات من جلوسكم على كرسى البابوية وهناك شعور عام بالارتياح فيما يخص قضايا الأقباط ؟ المناخ المريح لكل المصريين لماذا نفصل الاقباط، هذا شعور عام، أقابل كل يوم إخوة مسلمين مصريين، هذا ارتياح عام، وشعور عام هذا نمو فى العلاقة بين أبناء الوطن الواحد وبالنسبة للمشاكل الاربعة، فمناهج التعليم تم تنقية بعضها من خلال الوزارة والأمر يسير بشكل جيد وهذا يعتبر إنجازا ،فى موضوع بناء الكنائس، هناك مشروع يناقش وسيقدم قريبا وسيأخذ صورة قانونية، بالنسبة للاعلام الصورة الاعلامية عن مصر نحاول ان تكون إيجابية الوطن فيه ايجابيات كثيرة جدا لماذا نركز على السلبيات اما الوظائف العليا فعندما ينصلح المناخ العام بصفة عامة وينظر للانسان على اساس مهاراته وعلمه وخبراته وتخصصه لن ينظر له من خلال ديانته . الأقلية الصاخبة كما سميتها قداستكم من حين لآخر تعلن عن مظاهرات ضدكم ويروجون على وسائل الاتصال الاجتماعى (آسف على التطاول) يريدون ابعادكم عن منصبكم فماذا تقول؟ وكيف تنظر لمثل هذه الأشياء؟ جميعهم أولادنا وأى أب لديه ابن يكون شقيا وابن هادى وابن يفهم سريعا وهذا المناخ العام فى مصر. غالبيتهم من متضررى الأحوال الشخصية؟ هذه ألقاب حديثة وقبل خمس سنوات لم نكن نسمع عن كلمات ائتلاف أو ناشط وميشابه هذه الكلمات وإفرازات المرحلة التى نعيشها وأقول لهم أنتم أولادنا وأمور الكنيسة لها طريقة خاصة فى المناقشة للأسف أحيانا البعض ينظر إلى الكنيسة كحزب ولاتنسى ان هناك بعض المنتفعين بأى صورة أو شكل ولكن كلهم أولادنا وأنا لا أقلق. مشروع تجديد الكاتدرائية الفخم الذى أعلنتم انه سيستمر حتى عام 2018 ماهى ملامحه؟ انا أفكر دائما فى المستقبل وتستهوينى التواريخ بصفة عامة وأحب ان نكون أوفياء لمن سبقنا من أجيال، فهذا شكل من أشكال التواصل والاعداد للمستقبل بصورة جيدة فى 2018 هناك ثلاث مناسبات كبيرة مرور 100 سنة على بداية مدارس الاحد وهى العمل الكنسى لتربية الصغار تعليميا، الثانية مرور خمسين سنة على ظهور السيدة العذراء فى الزيتون ثالثا : افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى العباسية كأكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط وتمثل الكنيسة القبطية، وجود الاحتفالات الثلاثة جعلنا نستعد لها بشكل جيد وعملية تجديد الكاتدرائية ستكون شاملة ويسمى المشروع ب (أيقنة) الكاتدرائية يعنى رسم أيقوناتها وهذا تم من خلال مسابقة كبرى شارك فيها كل فنانى مصر من المتخصصين فى الفن القبطى . كم تصل تكلفة هذا المشروع؟ لم يتم حساباتها بدقة ولكن تعد بالملايين وكنائس كثيرة بدأت تشارك. ماهى النتائج التى أسفر عنها اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية فى أرمينيا ؟ للتوضيح الاجتماع تم فى ابريل 2015 على هامش الاحتفال بذكرى مرور 100 سنة على الإبادة الارمينية كنا مجتمعين رؤساء الكنائس الارثوذكسية الشرقية القديمة وهى ست كنائس (القبطية الاثيوبية الإريترية السيريانية الأرمنية الهندية) وفى وقت الاحتفال لم يحضر بطريك اثيوبيا لانه كان مشغولا بموضوع شهداء أثيوبيا فى ليبيا ايضا غاب بطريرك اريتريا وجلسنا نحن الاربعة سويا وتدارسنا بعض المشاكل الداخلية مثل الانقسام فى الكنيسة الهندية وفكرنا فى عقد لقاء لكل بطاركة الشرق الاوسط والفكرة لم تدخل حيز التنفيذ ولكنها قائمة . لماذا لا يتم توحيد الاعياد المسيحية الميلاد والقيامة فالاختلاف لايفهمه البسطاء ولايعرفون سببه؟ الاختلاف اختلاف فلكى تاريخى فقط ليس اختلاف عقائدى ولاايمانى ودائما اقول بالنسبة لنا كبشر نحتفل بيوم عيد ميلاد ولايصح ان السيد المسيح يكون له يوم عيد ميلاد واحد فقط ليكون فترة من 25 ديسمبر حتى 7 يناير فترة احتفالية كنوع من التقدير لكن من الناحية العملية مفروض يوم واحد محدد وهناك فكرة توحيد الاعياد سيتم دراستها . كيف تنظرون للصراع الطائفى المشتعل وبخاصة فى الشرق الاوسط والذى قتل على أثره آلاف بل وملايين ويتم حرق وقتل مسيحيين وإيزيديين فالصراع بين السنة والشيعة تزداد ضراوته فهناك حرب للسفارة والقنصلية السعودية فى إيران؟ أولا نقول يارب أرحم ثانيا ندعو لمزيد من التعقل والحكمة ثالثا ننبه إلى خطورة هذه الاوضاع بصفة عامة رابعا الصراع الطائفى سببه الغباء البشرى حيث البشر يفنون بعضهم البعض كل هذه عوامل تجعلنا نحاول ان نساند اية أفكار لنشر السلام ولكن للأسف الصراعات تشتعل عندما تدخل لغة المصالح والمال (محبة المال أصل لكل الشرور) ومايحدث بين البشر لاتجده فى مملكة الحيوان فلا تسمع ان جنسا معينا من الحيوانات اعلن الحرب على جنس آخر نحن البشر الذين نبيد بعضنا البعض ونبيد الحيوانات أيضا. كيف ترون الدعوة التى ذكرها وتمناها الحاخام المتطرف ومنظمته التى تدعى لاهافا اليهودية التى دعت لحرق الكنائس بالتزامن مع أعياد الميلاد ؟ ربنا يهديه متى تتحقق السماحة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين وكيف نوضح للعالم ان السماحة بين جموع المصريين هى الأصل والقاعدة ؟ التاريخ المصرى الذى يجمع المسلمين والمسيحيين تاريخ يدرس هناك فترات ضعف نعم لكن هذا هو تاريخ العائلة، مصر ليست مجرد بلد ودولة ولكنها عائلة ساهمت الطبيعة فى إيجادها نحن المصريون التسعون مليون نسكن على مساحة 7 % أو 8% من أرض مصر حول النهر فالأرض هى أمنا والنيل هو أبونا ونحن أولاد الارض والنهر وروح العائلة هى الحاكمة عندنا وهى الموجودة وهذا جعلنا شعبا متميزا شعبا له حضارة له تاريخ وكما قال عدد كبير من المفكرين الحضارة تسكن طبقات تحت جلد الشعب المصرى الحضارة الفرعونية والاسلامية والقبطية . كيف ينظر إلينا العالم فى الخارج على ضوء زيارتكم الخارجية؟ الاعلام الغربى يشوه صورة مصر فى الخارج ولاينقل صورة واقعية، فى احدى زياراتى الرسمية بالخارج وانا أتحدث عن مشروع قناة السويس فوجئت بمسئول يقول لى أنتم قمتم بتوسعتها فقلت له نحن قمنا بحفر قناة أخرى جديدة. كيف ترى المشروعات القومية الكبرى ؟ أراها احتياجا وضرورة وحقا لابناء المستقبل وحق المستقبل علينا ان نعمل هكذا ونحن نتحدث عن مرور ثلاث سنوات على جلوسكم على الكرسى البابوى فأنتم جئتم مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وهناك من يرى أوجه شبه بينكما فيما يخص التوحد فى الوطن ماذا تقول عن الرئيس السيسى وعن هذا الشبه؟ أولا هذا شرف لى ووجود الهارمونى والتناغم بين كل المسئولين فى مصر هذه نعمة من عند ربنا ثم اننى انظر للسيد الرئيس نظرة احترام وكل التقدير يعجبنى فيه (جديته واخلاصه وتفانيه وعلى أرضيته الوطنية ولمساته الانسانية فى الحقيقة اقدرها جدا جدا، اشراك الاطفال والشباب معه فى الاحتفالات عندما يجد انسانا مقعدا أو كبيرا فى السن او متعب ينزل اليه لغاية عنده عندما جعل عاملات مصنع يفتتحن مصانعهن هذه اللمسات تخلق جوا رائعا ويزيد اعجابنا بالرئيس . هل تشاهد التليفزيون وبرامج الفضائيات وماهو تعليقكم ان هناك من يتهم الإعلام بانه يسبب حالة احباط لدى المواطنين المصريين البسطاء؟ انا أشارك فى هذا الاتهام التعميم خطأ ولكن الملاحظ ان هناك حالة من الاحباط نماذج النجاح والإيجابيات والإنجاز فى مصر كثيرة جدا ولكن الاعلام لايركز عليها مثال (كان هناك مصنع يقدم انتاجا لايتم تسويقه اطلاقا وكان العاملون لديهم حالة من الاحباط كبيرة جدا فجاءوا بمدير جديد ليصلح الاحوال فجمع العاملين وعلى سبورة بيضاء كبيرة جدا وضع فى الطرف نقطة سوداء وسألهم ماذا تشاهدون قالوا نرى النقطة السوداء وهذه هى مشكلتنا اننا ننظر فقط للنقطة السوداء وننسى ونترك كل مساحات البياض والنجاح الموجودة فى بلدنا الاعلام يفعل ذلك . اليوم هو إفطار عيد الميلاد بعد صوم 45 يوما ماهو طعامكم المفضل فى العيد؟ عيش وجبنة، وأتناول مايقدم لى وطبقى المفضل عموما هو طبق الفول المصرى . ماهو الكتاب الذى ستقرأه فى 2016؟ كتاب بدأنا ترجمته يتحدث عن كيف يقوم الإنسان بالإدارة ويقود بدرجة حسنة فى المجال الكنسى الكتاب اسمه كن قائدا كالسيد المسيح وأطالع ترجمته وحريص على متابعته . كالصيدلى كيف تدعم الصيادلة وهل تتابع الجديد فى عالم الصيدلة؟ انا أقابل الصيادلة واتابع بعض أخبار الأدوية من بعيد إلى بعيد ولكن ليست اهتماماتى كبيرة بالصيدلة كما كان قبل دخولى الرهبان . ماذا تكتب فيها ولمن توجهها؟ لكل المصريين أقول ثقوا فى قدرة مصر وما تم على أرضها من إصلاح وبالمسئولين الذين يقودون البلاد حققنا الكثير عيشوا فى تفائل فالقادم خير كثير . متفائل؟ الحمد لله متفائل جدا جدا ورسالتى الاخرى إلى الكنيسة مزيد من الرعاية لكل الفئات والاهتمام الفردى لكل أحد ورسالة اخرى للمدرسين وخاصة مدرسى الاطفال قدموا عملكم وخدمتكم بمنتهى منتهى الامانة فما تقدمونه للطفل الصغير الذى بين أيديكم قد يساعده ان يصير شخصية مؤثرة جدا ليس على المستوى المحلى ولكن على المستوى العالمى أيضا.