سفيرة الاتحاد الأوروبي: تقديم شريحة 4 مليارات يورو لمصر قريبا | خاص    قطع مياه الشرب فى الخانكة غدًا السبت.. المواعيد والأماكن المتأثرة    اليابان تدعو باكستان والهند إلى تغليب لغة الحوار لتحقيق السلام في المنطقة    شباب الأهلي يهزم الشارقة ويتوّج بكأس رئيس الدولة للمرة 11    نتائج مباريات الجولة الخامسة من المرحلة النهائية للدوري المصري.. خسارة بيراميدز الأبرز    سيف عيسى يفوز على صاحب فضية أولمبياد باريس ويتوج بذهبية المملكة للتايكوندو    السيطرة على حريق شب داخل مصنع ملابس بحلوان    مصرع طالبين غرقًا فى ترعة المحمودية بالبحيرة    النماذج الاسترشادية للثانوية العامة مادة الرياضيات البحتة باللغة الإنجليزية 2025    يسرا: «بوسي كانت زوجة محمود عبد العزيز لحد آخر نفس في عمره»    "ثم ماذا حدث".. جمال عنايت يناقش زيارة ترامب للشرق الأوسط وتحديات الحل السياسي    ما حكم من ترك طواف الوداع في الحج؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    بوليانسكي: روسيا ترحب بإصلاح متزن لدور الأمم المتحدة    انطلاق قمة "رايز أب 2025" من المتحف المصري الكبير    قصص «أقفل المحضر في ساعته وتاريخه» لوئام أبوشادي ترصد الصمود الإنساني في وجه الأزمات    وزير الثقافة يصطحب نظيرته الفرنسية في جولة بالجناح المصري في بينالي فينيسيا للعمارة    منظومة الدفاع الجوي الصينية HQ-9.. قوة ردع باكستانية أمام الهند    فريق طبي بسوهاج الجامعي ينجح في استخراج «دبوس» من معدة طفل    حدث في8 ساعات| أبو مازن يلتقي الرئيس السيسي بموسكو.. والثقافة تصدر بيانا بشأن إغلاق قصور الثقافة المستأجرة    تكريم رئيس هيئة قضايا الدولة في احتفالية كبرى ب جامعة القاهرة    خطيب الجامع الأزهر: الحديث بغير علم في أمور الدين تجرُؤ واستخفاف يقود للفتنة    ستيف ويتكوف: ترامب يؤمن بالسلام عبر القوة ويفضل الحوار على الحرب    إدارة القوافل العلاجية بالمنوفية تحصد المركز الثاني على مستوى الجمهورية    "بنقول للضحايا إحنا مباحث".. اعترافات عصابة الشرطة المزيفة ب"عين شمس"    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    الدوري الألماني.. توماس مولر يشارك أساسيا مع بايرن في لقائه الأخير بملعب أليانز أرينا    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    ارتفاع توريد القمح المحلى إلى 128 ألف طن وزيادة التقاوى ل481.829 طن بالدقهلية    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    الاتحاد الأوروبي يتعهد بدفع مليار يورو من الأصول الروسية المجمدة لتمويل الصناعة العسكرية الأوكرانية    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    عقب أدائه صلاة الجمعة... محافظ بني سويف يتابع إصلاح تسريب بشبكة المياه بميدان المديرية    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    عاجل.. الزمالك يُصعّد: نطالب بحسم مصير "القمة" قبل 13 مايو لضمان العدالة في المنافسة على اللقب    الزمالك يحدد ل زيزو جلسة تحقيق جديدة غدًا السبت    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    13 شهيدا وهدم للمنازل.. آخر تطورات العدوان الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    أبو بكر الديب يكتب: مصر والمغرب.. تاريخ مشترك وعلاقات متطورة    «الضرائب»: رفع 1.5 مليار وثيقة على منظومة الفاتورة الإلكترونية    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا تواضروس الثانى ل«الأهرام» :
الأهم مستقبل الوطن وليس الأقباط نحن فى يد الله ولا نخشى التفجيرات الإرهابية
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 12 - 2014

نجح البابا تواضروس الثاني، البابا ال 118بين البطاركة المصريين، خلال عامين فى ان يجعل الكنيسة تتصدر المواقف الوطنية المشرفة، وان يكون البابا سفيرا فوق العادة لتقديم مصر الجديدة للعالم أجمع ، فاستحق احترام وتقدير كل المصريين.
وفى حوار عيد الميلاد ل «الاهرام»، كلما سألت البابا عن الاقباط والكنيسة ، كان يجيب الوطن هو الاهم، واستقرار الوطن هو الضمان لمستقبل أفضل للجميع ، مؤكدا ان الأوطان أبقى من الكنائس، وان الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة الأمينة على الوطن، وبكل جرأة وثقة فى الله، قال البابا اننا لا نخشى وقوع تفجيرات إرهابية فى العيد فنحن فى يد الله وهو يضبط كل شئ ، ورفض البابا ان يكون التمثيل فى البرلمان القادم على أساس دينى مطالبا بتغليب الكفاءة والوطنية ، منبها الى انه لو جاء برلمان أعضاؤه على مستوى جيد فالنتيجة ستكون رائعة لنا جميعا كمصريين.
وتطرق حوارنا مع البابا الى كل ما يخص الشأن الداخلى للكنيسة، الزواج والطلاق وزيارة القدس والصراع بين الاساقفة ، والمقارنة الدائمة بينه وبين الراحل البابا شنودة ، وسألناه عن علاقته بالرئيس عبد الفتاح السيسى فلم يخف إعجابه به، وبأسلوبه الذى يحترم الجميع، وتقديره لكل شخص فى مكانه ، كما تحدث الينا البابا عن برنامجه اليومى وأمنياته فى العام الجديد، والى تفاصيل الحوار.
كل عام وقداستكم طيب وبخير، ومصر بألف خير.. كيف ترون ونحن نرصد حصاد عام مضى وننتظر عاما جديدا أهم الانجازات بالنسبة لمصر والكنيسة والبابا تواضروس الذى احتفلنا فى 18 نوفمبر الماضى بعيد جلوسه الثانى ؟
أهلا وسهلا، وكل سنة والأهرام «الجريدة المفضلة» بخير، ونحن سعداء ان نلتقى بكم مع بداية عام جديد، وبالنسبة عام 2014 فقد تزين بالاستحقاق الأول لثورة 30 يونيو بالاستفتاء على الدستور ، وتزين أيضا بانتخاب رئيس الجمهورية، وبدأ البلد يستقر نسبيا «شوية بشوية»، ربما يوجد حصاد كثير لكن الحصاد الأهم الذى تم هو إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة بجوار مشروعات أخرى ، وعلى المستوى الكنسى فإن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة الذى افتتحه السيد رئيس الوزراء هو من الحصاد الجيد للعام الذى سنسميه «الماضي» بعد أيام معدودة ، وعلى المستوى الكنسى والشخصى قمت بعدة زيارات مهمة فى مطلعها زيارة دولة الإمارات العربية والكنيسة الروسية، والكنيسة القبطية الارثوذكسية فى كندا بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيسها .
ماذا تغير فى حياة قداستكم بعد عامين من جلوسكم على الكرسى البابوى ؟
كل شئ تغير ، والأمر الصعب هو المسئوليات الكثيرة والمتشعبة والمتعددة، وطبعا الأمر لا يخلو من المشكلات والأزمات، وضيق مساحة وقت اليوم لا يسعفنا لإتمام كل المهام .
ونحن نستعد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد هل تخشون إفساد فرحة العيد بتفجيرات ارهابية هنا أو هناك وان يأتى العيد ملطخا بالدماء لا قدر الله ؟
نحن لا نخاف شيئآ فنحن فى يد الله، والله يضبط كل شئ ويجعل كل شئ آمنا، وبنعمة ربنا، كل الامور ستكون بخير .
هل شعرت بالخوف على مصر فى أى لحظة بسبب الاحداث الماضية التى عرفتها بلادنا فى السنوات الثلاث الأخيرة خاصة ان هناك بعض البلاد حولنا انهارت بسبب أحداث مماثلة لما شهدته بلادنا ؟
مصر لم تمر فقط بلحظات صعبة خفت فيها على مستقبلها، بل مرت بأيام وأسابيع وأشهر شديدة الصعوبة مليئة بالمتغيرات والمفاجآت، وكان الكثير منها صادما وغير مواتيا للمجتمع المصرى ، ولكن بعد 30 يونيو بدأ الحال يتحسن رويدا رويدا، وطوال الوقت كنا نصلى ولم نخف لأننا نعلم أننا فى يد الله القادر على كل شئ .
هل طبيعة قداستكم الشخصية أم دراستكم للصيدلة هى التى جعلتكم فى كل قراراتكم وتصرفاتكم، لا تمسكون العصا من المنتصف فقد انحزت لثورة 30 يونيو بكل جسارة ودائما أنت واضح ومباشر الى حد كبير ؟
قناعتى ان اقصر مسافة ما بين نقطتين هى الخط المستقيم ، وربما لأننى لست رجل سياسة فأنا واضح التعبير والرؤية، اما بالنسبة لدراسة الصيدلة فقد علمتنى الدقة وان أحسب حساب كل شئ بدقة، كما علمتنى أيضا الجمال فأنا أحب كل شئ امامى جميلا، والدواء إذا لم يكن جميلا لا يأتى بفاعلية، لدرجة ان هناك علما يدرس شكل عبوة الدواء وتوزيع الألوان وكتابة الخط، علمتنى دراسة الصيدلة انه لابد أن أريح الناس .
كم مرة تعرضت لمحاولة اغتيال؟
يسأل فى ذلك أجهزة الأمن.. أنا لا أعرف .
هل الإجراءات الأمنية والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد باعدت الى حد كبير بينكم وبين المواطنين البسطاء، ولماذا كل الرجال الذين حولك ممن كانوا يعملون معكم فى إيبارشيه البحيرة؟
من يعملون معى فى البحيرة هم من أعرفهم وجميعنا كنا نخدم معا هناك، وأكملنا خدمتنا فى القاهرة وبعضهم تلاميذي، ولم يحدث أبدا ان باعدت الإجراءات الأمنية بينى وبين المواطنين فيما عدا موقف واحد نصحنى فيه الأمن بألا أذهب الى أحد الأماكن فى ذلك الوقت، رغم انه كان لابد ان أذهب إليه .
لماذا يحتفل الغرب بميلاد السيد المسيح فى 25 ديسمبر ونحتفل نحن فى 7 يناير ؟ ولماذا لم تنجح بعد كل هذه السنوات محاولات ومفاوضات توحيد يوم الاحتفال ؟
الحكاية ببساطة ان الغرب «ماشى على تقويم ونظام، والشرق ماشى على تقويم ونظام آخر» ، وأقرب مثال قياس درجة الحرارة، هناك مقياس مئوى وآخر فهرنهايت، فمثلا 37 درجة مئوية درجة حرارة الانسان بالمقياس المئوى هى 95 بمقياس فهرنهايت، وهناك محاولات مع بعض الكنائس لتوحيد يوم عيد القيامة، ونقترح أن يكون الأحد الثالث أو الرابع فى شهر إبريل .
مصر فى حالة تغير شديد والكل ينتظر البرلمان المقبل، والأقباط ينظر إليهم على أنهم الحصان الأسود فى الانتخابات القادمة، فكيف تنظرون للمعركة الانتخابية ، وما هو دور الكنيسة فيها ؟
الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة، ومؤسسة أمينة على الوطن وعملها روحى وليس لها دور سياسى على الإطلاق، ولكن لها دورا اجتماعيا يدخل فى حق المواطنة، هذا هو دور الكنيسة فى الأساس، والانتخابات البرلمانية تخصنا جميعا، فالبرلمان يقدم قوانين الحياة فى مصر ، وما يهمنا هو معيار الكفاءة فى اختيار نواب مجلس الشعب، فلا يصح أن يشترك فى وضع قانون إنسان لا يعرف شيئا عن القانون وهذا شئ مهم جدا، يهمنى فى البرلمان القادم أن يكون هناك نواب على مستوى عال من المهارة، والمفروض ان نبتعد عن مجرد الشعبية أو القبلية، أو وسائل الإغراء المادية ونبحث عن عناصر جيدة ، ولو وجد برلمان أعضاؤه على مستوى جيد، ستكون النتيجة رائعة لنا كلنا كمصريين .
هل ترجع الدولة الى الكنيسة فى اختيار بعض الأسماء للنزول فى الانتخابات أو للتعيين فى البرلمان المقبل؟
لم يتطرق الحديث الى التعيين بأى صورة حتى الآن، وبالنسبة للنزول فى الانتخابات، فمن سينزل فرديا لا دخل لنا بذلك، أما بالنسبة للقوائم فقد تقدم لنا بعض المرشحين بسيرتهم الذاتية، وطلبوا الدعم، فقدمنا هذه السير الى من يعدون القوائم دون ان ننحاز الى أحد، وما أود أن ألفت النظر إليه هو أنه من المهم أن يكون لدينا أكثر من قائمة قوية تحوى كفاءات إسلامية وقبطية وسيدات ومعاقين ومن الخارج ليفاضل الناس بين كفاءات، ليصل الى المجلس الأفضل من بينهم .
قلت قداستكم قبلا إن تعداد الأقباط 15 مليونا والمسلمين 75 مليونا، إلى أى إحصاء تستندون بالنسبة لعدد الأقباط ؟ وما هو التمثيل المناسب للأقباط بالنسبة لعددهم وثقلهم السياسى والاقتصادى والثقافى فى البرلمان القادم ؟
حسب قانون الكنيسة، كل كاهن لابد أن يعرف رعيته كل واحد باسمه ويسجله كعضو فى الكنيسة، ومعظم الكنائس تم فيها تسجيل عضوية الاعضاء ومن واقع هذه السجلات تبين لنا هذا الرقم، وهو يشمل كل المسيحيين من مختلف الطوائف داخل وخارج مصر فأقباط المهجر فى حدود مليون ونصف المليون، وأنا لا أميل لأن يكون التمثيل فى البرلمان حسب الانتماء الدينى وأفضل أن يكون المعيار هو الجودة والكفاءة والانتماء الوطني، والمهم أن يكون الذين يمثلون المجتمع المصرى كله فى مجلس الشعب على قدر عال جدا من الكفاءة، فالبرلمان هو المعمل الذى يضبط الحياة المصرية.
الاقباط ينتظرون البرلمان لإقرار عدد من القوانين التى طال انتظارها ومنها قانون الاحوال الشخصية وقانون بناء الكنائس.. ما هو الموقف بالنسبة لكلا القانونين ؟
قانون بناء الكنائس ناقشته كل الكنائس فى مصر، والتى تمثل مختلف الطوائف المسيحية ، وقدموا فيه مسودة للدولة، والدولة عقدت معنا عدة اجتماعات وتناقشنا معا لضبط القانون، تمهيدا لرفعه للبرلمان، ونتمنى أن يصدر بصورة مرضية وكافية فهذا سيحقق تهدئة لأكثر من 50% من الأسباب التى تؤدى للاحتقان الطائفى فى أى مكان ، أما بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية فما زال فى طور المناقشات بين الكنائس وهناك اتفاق تقريبا على نسبة تصل الى 90 % منه وباقى ال10% بعضها مقبول لدى بعض الكنائس وبعضها غير مقبول لدى كنيسة أخرى ، والقانون لايزال تحت المناقشة ولم يتم رفعه للدولة.
لماذا ترفض الكنيسة لائحة 1938 التى كان معمولا بها حتى 1971 ولماذا هناك رفض للزواج المدنى وتشدد فى التصريح بالزواج الثانى ؟ وما هو رد قداستكم على من قالوا انه لايوجد نص فى الانجيل يقول ..لا طلاق الا لعلة الزنى؟
بالفعل لايوجد نص يقول هذه العبارة ولكن ما يحمل ويعنى ذلك ( من طلق امرأته إلا لعلة الزنى) ، ونحن نرفض لائحة 1938 لأنها لائحة مدنية وضعت بواسطة المجلس الملى ولم يتم إقرارها من المجمع المقدس، وبالتالى لا توجد فيها صفة التشريع ، لأن الجهة المنوط بها التشريع هى المجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية، وهناك رفض للزواج المدني، لأن الزواج فى الكنيسة أحد الأسرار المقدسة ويجب ان يتم من خلال الكنيسة وليس خارجها ،
أما بالنسبة للزواج الثانى فإذا فصلت الزيجة على أساس خطيئة الزنا بكل صورها، فالطرف الذى أخطأ ، تنظر له الكنيسة على أساس أنه لم يكن أمينا على الزواج الأول فكيف يؤتمن على زواج ثان .
قلتم عبارة اعتبرت أنها أفضل ما قيل من باباوات الكنيسة لتأكيد أهمية الوطنية وهي..«يمكن ان نعيش فى وطن بلا كنائس ولكن لا يمكن ان نعيش فى كنائس بلا وطن، فالاوطان أبقى من الكنائس» .. عبارتكم الحكيمة هذه ماذا كان وراءها؟ وهل كانت مغامرة ما قمتم به في 30 يونيو ام موقفا لم يكن هناك مفرا منه ؟ كيف حسبتها وهل استشرت أحدا من الاساقفة أو المجمع المقدس ؟
الأوطان أبقى من الكنائس، فالوطن هو الإحتياج الأول للإنسان، كما يحتاج الى بيت وسكن، الاحتياج الثانى للإنسان هو وجود مكان للعبادة، فكيف يوجد مكان للعبادة ولا يوجد وطن ومكان للسكن، وبالتالى فإن الوطن يتحقق أولا، فيمكن أن أكون فى مكان ليس فيه كنيسة وأصلي، ويمكننى إذا سافرت الى بلد ليس فيه كنيسة قبطية أرثوذكسية أن أذهب الى بيت صديق ونصلى معا. وتواجدنا مع فضيلة شيخ الأزهر الشريف ورموز المجتمع المصرى فى ثورة 30 يونيو هو إنحياز لإرادة شعبية وحركة شعب وثورة شعب، ولم يكن هناك وقت للمشورة والتشاور فالبلد كلها كانت تغلى ونزلت للشارع لتعبر عن رأيها ورفضها للنظام الذى كان موجودا، ولتصرفات كثيرة كانت ظاهرة، وشاهدة للعيان .
ماذا تقول عن علاقتكم بالرئيس السيسي، وهل ينتظر الأقباط مكافأة بعد كل ما تحملوه فى السنوات الماضية؟
نحن لا ننتظر مكافأة، نحن نعبر عن موقف كنسى وطنى ثابت فى حياتنا، ولم نصنع مواقفنا من أجل مكافآت، وعلاقتنا كمصريين ، بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى علاقة طيبة ، هو إنسان يحترم الجميع ، ويقدر كل واحد فى مكانه ، العسكرى فى موقعه، والعالم فى معمله، والمسلم فى مسجده، والقبطى فى كنيسته، كل إنسان حسب تخصصه وبحسب وضعه، وأعتقد ان هذه أولى خطوات النجاح وهى احترام وعدم تهميش أى إنسان مادام يعيش على أرض مصر .
كيف تنظرون لمبادرات الصلح مع الإخوان ؟
هذه يقدرها الذين يعملون فى السياسة، فهم لديهم حسابات وموازين وتقدير لإمكانية إتمامها والتوقيت المعين ، والشروط المناسبة لها وهكذا .
ماذا وراء كل هذه الرحلات للخارج خلال عامين، وهل تم تكليفكم بالسفر من قبل الرئيس.. ام بادرت بان تكون سفيرا لمصر الجديدة.. وكيف استقبلتم الانتقادات بأن الداخل يحتاج لزيارات مماثلة وخاصة فى الصعيد؟
أول زيارة لى بعد الجلوس على الكرسى البابوى كانت للصعيد لدير المحرق وزرت إيبارشية أسيوط وتقابلت مع نيافة المطران المتنيح ( الراحل ) الأنبا ميخائيل وزرت إيبارشية القوصية وسوهاج والفيوم وهناك برنامج زيارات لمختلف الايبارشيات فى العام الجديد ، أما زيارات الخارج فكل زيارة كان لها هدف، بعضها زيارات رعوية، وبعضها تلبية لدعوة بعض الجهات مثل حكومة دولة الامارات العربية، أو للتعزية لوفاة البطريرك السريانى مار أجناطيوس زكا عيواص، وبعضها للتعارف مع بعض الكنائس مثل الكنيسة النرويجية، وبعضها للرعاية مثل كندا، وبعضها لمد جسور التعاون مع الكنائس الأخرى مثل الكنيسة الروسية ، ولم يكن هناك تكليف إطلاقا بزيارات الخارج .
كيف وجدت صورة مصر فى الخارج ؟
وجدت شغفا غير عادى بمصر ، ففى إحدى الدول التى زرتها كان رئيسها فى اجازته السنوية وعندما أبلغوه بأننى قادم لبلاده قطع اجازته وجلس معى طويلا وطلب أن أقص عليه كل ماجرى فى مصر بالضبط، فى حضور السفير المصرى هناك، فقلت له كل شئ ، فقال لى الآن فهمت الصورة كاملة، وبالطبع هذا انعكس على سياسة بلاده تجاه مصر ، وفى طريق خروجنا من المقابلة قال لى السفير المصرى انت قلت كلاما لا أستطيع ان أقوله كدبلوماسى ، فالدبلوماسيون تحكمهم قوانين عملهم ، ولكن أنا تحدثت كمواطن مصرى .
ماذا عن زيارتكم لاثيوبيا وهل تم تحديد موعد زيارة بطريركها متياس الاول للقاهرة، وما حدود دور الكنيسة فى سد النهضة وتحسين العلاقات السياسية بين البلدين ؟
زيارة بطريرك إثيوبيا ستكون فى النصف الأول من شهر يناير المقبل ، وهى الزيارة الاولى له بعد تجليسه، وطبعا سنرد الزيارة لإثيوبيا فى موعد لاحق، وعلاقتنا بالكنيسة الإثيوبية طيبة، ونتحدث بصفة عامة بما يصب فى مصلحة البلدين، وان مصلحة مصر هى مصلحة إثيوبيا كشعوب متحابة وصديقة ولها تاريخ طويل .
الشارع المصرى يطمح ان تعود علاقتنا مع اثيوبيا كما كانت عليه ايام عبد الناصر والبابا كيرلس و هيلاسلاسى كيف يتحقق ذلك ؟
هيلاسلاسى كان إمبراطورا ارثوذكسيا، النظام الموجود حاليا فى إثيوبيا تغير ولم يعد هناك إمبراطور ، وكنيستهم أيضا تغيرت فقد كانت يرسم لها بطريركا من مصر ، واصبحت هى التى تختاره والكنيسة المصرية تشارك ، الجو الذى كان موجودا من 50 سنة لم يعد له وجود حاليا .
هناك حالة تربص بكل خطوة تقومون بها وانتقاد ومقارنة مع الراحل البابا شنودة، وأتحدث هنا على خلفية انفعال قداستكم وواقعة قولكم «طلعوها بره» لاحدى السيدات من محاضرتكم الاسبوعية؟
أولا لا وجه للمقارنة بين البابا شنودة والبابا الحالى ، وإن شئت الرمزية فهذا أستاذ وهذا تلميذ ، أما بالنسبة للانتقادات فلا أعرف مصدرها ولا أسبابها ، وأنا أخدم بضمير وبأمانة أمام الله ، ولا ألتفت لهذه الأمور ولا أتابعها، أما بخصوص هذه السيدة فهى سيدة معروفة والتقيتها من قبل أكثر من مرة ، وأعرف مشاكلها وهى متعددة ، ولديها مشكلة أسرية كبيرة ، وعندما ارتفع صوتها داخل الكنيسة واستشعرت أنها بدأت تكسر وقار الكنيسة ، انتظرت نحو دقيقتين، لكن الحكاية كانت على الهواء ، ودقيقتان على الهواء وقت طويل جدا ، وأمامى ناس تسمعنى ، وآخرون بالآلاف على الشاشات يتابعوننا ، فانتظرت حتى تفرغ ما لديها من شحنة غضب ، او تخرج ونزل إليها اب كاهن وشمامسة وأب أسقف ، وعندما وجدت انها مستمرة فى هياجها ، كان لابد أن أقول لها اتفضلى اطلعى بره ، ولم يكن هذا بقصد الطرد ، ولكن بقصد أن تعبر عن رأيها وغضبها خارج الكنيسة ، والمفاجأة أنها خرجت هادئة من الكنيسة ولم تنفعل ، ولو كانت لديها شكوى حقيقية لخرجت واستمرت فى الانفعال والبكاء ولكن لم يحدث ذلك .
هل تم احتواء صراعات الانتخابات البابوية، وكيف تتعاملون مع كبار الاساقفة رجال البابا شنودة الذين ينظر البعض إليهم باعتبارهم يشكلون مراكز قوى أو حرسا قديما فى الكنيسة؟
كل ما تذكرونه فى سؤالكم وأنا أقدره استعرته من تعبيرات عالم السياسة ، وهى لا وجود لها فى عالم الكنيسة على الإطلاق ، ولا يوجد لدينا رجال البابا شنوده ورجال البابا كيرلس ، فهناك بعض الآباء تمت رسامتهم فى عهد البابا يوساب مثل المتنيح الانبا ميخائيل مطران أسيوط ، نحن جميعا نخدم الكنيسه بأمانة ، وبعد الفترة الانتقالية التى أدارها بحكمة بالغة الانبا باخوميوس ، عاد كل أسقف يخدم فى مجاله ، وبعض الاباء الموجودين فى منطقة الانبا رويس بجوارى مساعدون لى فى أماكن كثيرة ، وأحيانآ يصاحبوننى فى بعض المناسبات ، وأكلفهم بأعمال داخل وخارج مصر .
هل هناك تراجع فى قرار منع الاقباط من زيارة القدس خاصة بعد تصريحكم بالسماح للمتقدمين فى العمر بالزيارة ؟
لا تراجع عن قرار المجمع المقدس بمنع زيارة الاقباط للقدس إلا مع أشقائهم المسلمين ، ولكن حالة إنسانية لأب عمره فى نهاية السبعينيات طلب منى أن يلتقى أولاده القادمين من دول مختلفة هناك كانت وراء السماح للمتقدمين فى العمر بزيارة القدس ، ولا تنس ان لنا هناك مطرانا فى القدس وكنائس قبطية ورهبانة وراهبات ومدرسة قبطية .
كيف استقبلتم براءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك وماهو رد فعلكم على انتقاد تصريحاتكم بانكم ترون انه يجب إطلاق سراحه ؟
يوجد فرق بين ان تتكلم عن شخص قبل المحاكمة ، أو بعد صدور حكم القضاء الذى أعطاه البراءة، ولا تعليق على أحكام القضاء لا بالسلب ولا بالإيجاب. الانتقادات التى قيلت لم تفرق بين ما قبل قرار المحكمة، وما بعده ، وهذه وجهه نظرى الشخصية .
لماذا أكدتم ان داعش صناعة غربية ومؤامرة من الغرب على المنطقة وكيف نحمى مصر مع الانباء التى تردد بأنهم فى تزايد بليبيا وانهم يستهدفون مصر ؟
القارئ البسيط لما يكتب فى الصحافة ، وما يقال فى أجهزة الإعلام يمكن أن يستنبط أن العنف وارد على المنطقة ، وعلى سبيل المثال ما قيل عن العراق عن امتلاكها أسلحة دمار شامل أيام صدام حسين ، والحال الذى أصبحت عليه خير دليل ، طبيعة سكان الشرق الأوسط بصفة عامة هادئة ، وفى اعتقادى أن العنف وارد من الخارج بكل صوره وجماعاته .
ونحمى مصر من داعش وغيرها بوحدتنا الوطنية ، وبالإعلام الناضج ، الذى يجعل كل مصرى منتبها لمكانه ، وبعدم الالتفات للأصوات المحبطة التى تستهدف عزيمه الشعب والجيش والشرطة ومؤسسات الدوله بصفة عامة .
كيف ترى مستقبل الاقباط فى مصر وماذا عن ارقام من هاجروا خلال السنوات الماضية وماذا تقول لهم ولمن لا تزال فكرة الهجرة تراودهم بحثا عن الامان لدى الغرب ؟
مستقبل الاقباط هو مستقبل المصريين جميعا، وهذا مستقبل شعب ووطن ، وقرار الهجرة قرار فردى تأخذه أسرة أو فرد لدوافع متعددة ، دراسة ، تحسين معيشة ، البحث عن أمان ، ومع وجود كل أزمة فى المجتمع تحدث موجة هجرة ، فمثلآ مع ثورة 1952 ، ومع قوانين التأميم ، ونكسة يونيو 67 ، وحرب 73 ، واغتيال السادات ، وموجة العنف فى التسعينيات، ثم ثورة يناير كل هذه الاحداث خلقت موجات هجرة ، لكن عندما تبدأ درجة من درجات الامان يرجع الكثيرون منهم ، فالمصرى عاشق لتراب وطنه ، وأقول لكل المصريين ان الأمان فى مصر يتحسن ، والحياة تتطور للأفضل ، والأمان فى يد الله .
الفقر والبطالة مشكلة مصر الحقيقية ..ماهى كيفية الخروج منهما وكيف تساعد الكنيسة فى ذلك ؟
أولا الجدية فى العمل ، وثانيا باتقان مهارات من خلال تعليم فنى حقيقى ، وثالثا بالمشروعات العملاقة والصغيرة .
ما هو البرنامج اليومى لقداستكم ومتى يبدأ ؟
برنامجى مقسم من 11 صباحا حتى 11 مساء، مع الناس فى مقابلات وزيارات وتعليم ، ومن 11مساء الى 11 صباحا أحاول ان أجعله مع الله وحدى .
كم مكالمة تتلقونها وعلى من تردون وكم خطا تليفونيا معكم؟
لدى خط تليفونى واحد هو خطى القديم، واتلقى مئات المكالمات والرسائل وارد على عدد محدود من الرسائل والمكالمات، انتم واحد منها .
ماهى القضية العالقة التى تؤرق قداسة البابا تواضروس ؟
الاستقرار الكامل والأمن الكامل لمجتمعنا المصرى وسيادة المحبة بين كل المصريين .
هل هناك لون مفضل لقداستكم أم أن اللون الأسود ضرورة حياتية ؟
أنا أحب اللون الأصفر جدا وهو لون الذكاء .
رسالة.. لمن توجهونها.. وماذا تكتب فيها ؟
الى كل شاب على أرض مصر أقول له اجتهد فى عملك أو دراستك وكن مفكرا واهتم بالمشروعات الصغيرة ، شركة سونى العملاقة بدأت من تحت بير السلم فى غرفة مساحتها متر فى مترين .
هل تنتظرون الرئيس عبد الفتاح السيسى لتهنئتكم بالمقر البابوى كما حضر العام الماضى ؟
أبوابنا مفتوحة للجميع ونعلم تمامآ مشاعره الطيبة نحونا فى كل وقت .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.