"بليونا فضلوجنا.. جورندى فتما" هذه الجملة كانت مكتوبة على دعوة فرح بسمة أخت منى السيد زميلتنا بالأهرام وهى باللغة النوبية وتعنى اتفضلوا عندنا وافرحوا معنا .. وعلى خلفية الدعوة صورة مستوحاه من التراث النوبى .. هذه الدعوة أخذتنى إلا ما هو أبعد من مجرد دعوة لحضور فرح والتى تبدأ بكلمة" دعوة عامة " فهى تعكس طيبة وكرم أهل النوبة فما أشبهم بمياه النيل الصافية عندهم ذات اللون الأزرق مثل لون البحر فهم أناس قلوبهم نقية بعيدة عن التلوث وأهم ما يميزهم هو حفاظهم على الروابط الأسرية ووحدتهم. فأهل النوبه هم جزء أصيل من نسيج هذه الأمة المصرية العظيمة ويطلق علي النوبة البلاد الطيبة وبلاد من الدهب ليس المعدن ولكن ناسها هم الدهب ذاته فالطيبة سمة ظاهرة عليهم وعندما زرت اسوان شعرت فعلا انهم ناس ذو لينه فى التعامل و ذو بشره سواداء ناعمه و يحبون النظافه و شديدى الحياء كل ذلك دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يولى اهتماماً بالغاً بأهل النوبة ويقدر لهم مواقفهم التاريخية العظيمة التى لا ينكرها إلا كل جاحد، ويصر على عمليات التنمية بها أسوة بباقى المناطق المصرية الحدودية وتعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشروعات تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية وتنميتها خلال عشر سنوات وذلك على النحو الذى ينظمه القانون». حقيقة لم أر مثل طيبتهم وكرم ضيافتهم لا أفهم لغتهم فهم يتحدثون اللغة النوبية، ولكن تتعدد لهجاتهم تبعاً لتعدد العشائر التي تتجاوز ال10 عشائر، منها "الكنزية والفاديجية" وهناك عشيرة تسمي "أشريكون" ولقد روت لى منى السيد صديقتى النوبية أن اللغة النوبية أسهمت بشكل كبير في حرب أكتوبر، بعد أن استغلها الرئيس الراحل أنور السادات لأنها اللغة الوحيدة في العالم التي تنطق ولا تكتب ولا أحد ينكر الدور الوطنى الذى لعبه أحمد إدريس ابن النوبة صاحب الشفرة التى دوخت اسرائيل لفشلها فى التجسس على مصر حتى تحقق النصر المبين لمصر فى هذه الحرب، لاستخدام اللغة النوبية التى تعد لغة محادثة وليست لغة كتابة، وشارك جنود من أهل النوبة فى الحرب لتنفيذ الفكرة والتى كانت مفتاحاً للنصر فى 6 أكتوبر المجيدة. ولا أحد يستطيع أن يزايد على أهل النوبة فى وطنيتهم، فهم جزء أصيل من النسيج الوطنى المصري، ونقدر انتماءهم للوطن وعشقهم له ويقال أن النوبين ينتمون لأهل البيت كما أن منبعهم الأساسي من شبه الجزيرة العربية ومن مشاهيرهم نجمي نادى الزمالك فاروق جعفر وشيكابالا وكذلك الفنان محمد منير. وفى حوار دار بينى وبين زميلتى منى النوبية عن عاداتهم وتقاليدهم قالت لى "معندناش " نوبية تتزوج غير النوبى مهما حدث والمرأة النوبية نظيفة جدا ومنظمة وقالت اعتز ببشرتى السمراء التى تعكس انتمائى لبلدتى النوبة واتمسك بعاداتى وتقاليدى التى اكتسبتها من أهلى وتتوارثها الأجيال وقلبى الذى يحمل الحب للجميع دون ضغينة لأحد ، وافتخر بلغتى ولهجتى النوبية واشعر بسعادة بالغة وأن اتحدث بها مع أقاربى وسألتها عن شكل البيت النوبى فقالت فى تصميمه من أجمل البيوت فى مصروينفرد ببناء “القباب” من الطوب اللبن بطريقة عجيبة تجعل درجة الحرارة داخله معتدلة صيفا وشتاءً . وما أحلى ليالى السمر التى يقضيها أهل النوبة على " المصطبة " بعد غروب الشمس التى توجد أمام كل منزل والذى يتكون من طابق واحد وبه عدة غرف تطل على " حوش " كبير مغطى بالرمال ولا تحتاج هذه المنازل إلى شبابيك لإنها تطل على هذا الحوش [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة