مشهد جماعة أبوإسماعيل وهم يجوبون ميدان التحرير والشوارع الجانبية وكورنيش ماسبيرو طولا وعرضا كل ليلة من طوابير طويلة رافعين رايات التحدي والاصوات الزاعقة المنددة بلجنة الانتخابات والمجلس العسكري. والنيل من القوي الليبرالية في الوطن يثير الرعب, والاعتصام والمواجهات في العباسية المشهد لا ينبئ بالاستقرار, شهوة الانتقام لديهم ربما تطول الجميع والوطن في لحظة. تهديد ووعيد الإخوان المسلمين ولغة التحدي والغطرسة والتعالي التي يتحدث بها مرشح الجماعة محمد مرسي لعنة تنذر وتهدد التعايش السياسي. حديث الاستقواء لرئيس البرلمان الإخواني سعد الكتاتني وتحذيراته الصاخبة بأنه لا يوجد ولا يجرؤ من يستطيع أن يصدر حكما بحل البرلمان أو يمتلك القدرة علي تنفيذه يحمل لغة المواجهة والصدام المخطط له عن عمد في قادم علاقة الإخوان والمجلس العسكري ويصب في خانة انتهاء زواج المتعة بين الإخوان والمجلس. واهم في هذا البلد من يتصور أن مناخ التوتر والمزاج المتشنج والعلاقات المتأزمة حاليا بين كل القوي السياسية في الشارع المصري سينتج ويوفر اجواء الثقة لإعداد وتشكيل دستور جديد أو حتي السماح بإجراء انتخابات الرئاسة. واهم من يتصور أن حرب الإلغاء والإقصاء والمطاردة لرموز الفكر والفن والذهاب إلي المحاكم للتفتيش في النوايا والضمائر وتصفية الحسابات من قبل فريق التيار الإسلامي كما يحدث حاليا سينتج فكرا أو ثقافة أو إبداعا في مصر بعد اليوم. هل تتخيلون ماذا يحدث عندما يخسر أنصار التيار الإسلامي معركة الرئيس لمصلحة مرشح مدني مثل عمرو موسي وهو الاجدر والمتوقع.. أخشي ساعتها الفوضي والاعتراض علي نتائج الانتخابات ورفض شرعية الرئيس الجديد!.. اليس هذا الأمر واردا وهل تتوقعون ماذا يحدث حينها.. السيناريو الأسوأ بالطبع استمرار مسلسل غياب الشرعية وضياع دور الدولة وفقدان سلطة القانون كما يحدث حاليا سيحول مصر لا محالة لنموذج الدولة الفاشلة وعندئذ يصبح كل شيء متوقعا.. هذا للذكري فقط والتاريخ لا يكذب. المزيد من أعمدة أشرف العشري