كم يبلغ عمرك؟! سؤال مباشر يطرحه الذهن دون تفكير في بداية تعرفنا بشخص؛ او عندما نقابل شخص تمنحه الأيام شبابا وحياة أكثر من الأمس؛ أو ربما سؤال داخلي للنفس يُعرضنا للكثير من الاختبارات المطروحة هذه الأيام علي مواقع التواصل الاجتماعي " ما هو عمر قلبك؟ روحك؟ جسدك؟ جرب هذا الاختبار". قبل أن تجيب عزيزي القارئ او يتبادر إلي ذهنك هذا السؤال انت مدعو معي في رحلة قصيرة داخل هذا المقال لنتعرف معاَ ما هو عمرك الحقيقي من خلال خلطة العمر السحرية. كعادتي اذهب لأحدي النوادي الرياضية كلما اُتيحت لي الفرصة لممارسة الرياضة؛ العجيب انني كلما ذهبت وجدت سيدة في قمة لياقتها تسبق الصغير قبل الكبير وتعطي ارشادات مثل أي مدرب محترف لمن تجده يحتاج الي مساعده، أصدقائها من كافة الأعمار؛ أوقات تلهو مع أطفال صغار وهي تضحك مثل ضحكاتهم الطفولية العفوية وبعدها تتسابق مع بعض الشباب وكلها اصرار علي الفوز، وأوقاتٍ أخري أجدها بصُحبة مجموعة من كبار وعُقلاء النادي تُناقش وتُحاور بمنتهي الطلاقة والوعي ورجاحة العقل... فمن تكون هذه السيدة؟ وكم يبلغ عمرها لتعيش بهذا الشكل مع تلك الأعمار المختلفة؟ أسئلة كثيرة باتت تلهو بعقلي كلما رأيت هذه السيدة الجميلة، إلي أن جاء اليوم الذي وجدت فيه من يهمس في أذني ويقول" أنا أصغر منك وسأظل صغيرة كما أنا لأنني أملك خلطة العمر السحرية" قالت هذه الكلمات ثم ركضت مسرعة في طريقها وتركتني لتعبث الحيرة بي لم اهتم كثيرا بكيف عرفت ما بداخلي ولكني كنت أهيم شوقاً لمعرفة الخلطة، فركضت ورائها لمعرفة السر. ضحكت عندما رأتني وقالت عيناك كانت تفضحك كل مرة والآن فضولك لمعرفة الخلطة يسبق خطواتك، سأجيب أسئلة عينيك وأروي عطش فضولك. أنا عمري البيولوجي ما يزال دون عمري الميلادي بكثير لذا يحتار كثيرا من يراني في عمري، أنا أملك قلب طفل ونشاط شاب ولم اتخلي عن عقل اكتسب رجاحته من خبرات السنين. قبل أن تصيبك الحيرة، أغلب الناس تحسب العمر بعداد، يبدأ العداد في العمل لمدة تسعة أشهر داخل الأم وعند خروج الطفل ليسجل يومه الأول في هذه الحياة نصفر العداد من جديد ونبدأ عداداً جديداً ما إن توقف تتوقف معه حياتنا، فكما هو معروف عند أغلب النّاس حينما تسألهم عن أعمارهم يقيسونها تبعاً للأيام التي أمضوها منذ ولادتهم في حين أن للعمر حسابات أخري؛ يقاس العمر بثلاث طرق، العمر الفعلي والعمر العقلي والعمر الجسدي "البيولوجي الصحي للجسم". العمر الفعلي هو الطريقة التقليدية الغير صحيحة في حساب العمر، والعمر العقلي وهو يعتمد علي الخبرة التي أكتسبها العقل من تجارب الحياة المختلفة وليس العمر الفعلي؛ فأحيانا نجد شاباً يملك نضوج عقلي أكبر منه بكثير والعكس صحيح، أما العمر الجسدي هو الحالة الصحية للجسد "كم يبلغ جسمك من عمر" قد نري شاب في جسد الكهولة لم يعرف جسده معني الشباب. انتِ مرأتي تعكسي الصورة التي أنا عليها من عمر جسدي وعقلي وروحي. من يريد أن يعود دائما بعقارب الزمن إلي الوراء عليه بخلطة العمر السحرية! وهي خليط من تحسين أسلوب الحياة واتباع طرق ووسائل للحفاظ علي العمر البيولوجي مع خليط من تحسين الحياة النفسية عبر تجاوز الهموم اليومية وعدم التوقف أمامها. عيش بقلب طفل وحافظ علي جسد الشاب وانت تمسك بنضوج عقلك فهذا هو عمرك الحقيقي. [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل