قام الأزهر الشريف خلال عام 2015 بدور مهم وفعال كأكبر مؤسسة إسلامية في العالم وسعى سعيا دؤوبا لنشر مفاهيم الدين الوسطي المعتدل والقيم الدينية السمحاء ومحاربة التطرف والإرهاب وتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحصين الشباب وتطوير المناهج التعليمية والدفاع عن القضية الفلسطينية، متخذًا العديد من الإجراءات الناجحة والخطط المثمرة سواء من خلال برامجه وعلمائه ووعاظه ومبعوثيه، أو مواجهة الأفكار الشاذة التي يروجها أصحاب التوجهات المتطرفة، فضلًا عن الجولات الخارجية واللقاءات المتكررة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر . وانطلاقًا من المسئولية الدينية والتاريخية والدور الريادي للأزهر الشريف، تبنى الأزهر وإمامه الأكبر موقفًا واضحًا وسياسة رصينة لمكافحة التطرف والإرهاب، ارتكزت على الرفض التام والإدانة الفورية والعاجلة لكافة أشكال الإرهاب ، مع التأكيد المستمر على براءة الإسلام من كل ما تقوم به هذه العصابات المنحرفة، التي تنفذ أجندات خارجية وتهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتعاليمه السمحة. وقد أعلن الأزهر الشريف ملامح خطته لمكافحة الإرهاب والقوى الظلامية منذ أواخر عام 2014 م، حيث أبهر العالم كله بعقد أول مؤتمر ديني عالمي لمكافحة الإرهاب والتطرف ودعا إليه ممثلي 120 دولة من مسلمين سنة وشيعة، ومسيحيين ومن غير أهل الأديان السماوية للوقوف على صيغة موحدة ضد التطرف والإرهاب . وخلال عام 2015 م حاول الأزهر الشريف إيصال صوته المسموع للعالم كله محذرًا من مغبة التغاضي عن خطر الإرهاب، وقام بالعديد من الجهود لمواجهته لم تقتصر فقط على الإدانات والرفض الدائم لما وصفه بالإرهاب الأسود، بل حاول باهتمامٍ شديد تطوير الخطاب الديني، وعقد فضيلة الإمام الأكبر لقاءات مع المثقفين والعلماء والساسة من كل حدب وصوب ليعلن للعالم كله أن الإرهاب والتطرف لا دين له وبمثابة الوباء الذي ينخر في عضد الأمة ويمزق الأوطان . واتخذ الأزهر خطوات جادة لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية؛ فعقد الندوة التحضيرية لمؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية وقد شارَكَ فيها نُخبةٌ من كبارِ العلماءِ، وشَهِدَها جمعٌ كبيرٌ من المُفكِّرين والمُثقِّفين والكُتَّاب والإعلاميِّين بهدف الوصول إلى علاج لإشكالية يتحدث عنها الكثير من الناس دون معرفة حقيقية، ألا وهي تجديد الخطاب الديني مع تحديد آلياته وأسسه . وشهد عام 2015 نهضة تعليمية غير مسبوقة، حيث قام الأزهر الشريف بعملية تطوير شاملة للمناهج التي تدرس في مراحل التعليم المختلفة بما يضمن تكوين جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، وعمل الأزهر على تدريب طلاب ومدرسي الأزهر بمركز تعليم اللغة الإنجليزية بالأزهر بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، لتدريس العلوم الإسلامية باللغة الإنجليزية، كما قدم 20 منحة للطلاب البريطانيين لدراسة العلوم الإسلامية والعربية بالأزهر. وفي إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر ، بضرورة إعداد تصور شامل لإصلاح منظومة التعليم الابتدائي بالأزهر ، واصل الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، اجتماعاته بالمسئولين عن العملية التعليمية لاستكمال تطوير منظومة التعليم الابتدائي وإعداد نظام تعليمي جديد يوفر للأمة احتياجاتها من العلماء ذوي الكفاءات والعقول المستنيرة التي تستطيع حمايتها من أفكار التطرف والتشدد والغلو، ووضع استراتيجية شاملة (طويلة متوسطة قصيرة) الأجل من خلال الخبراء والمتخصصين للنهوض بالأزهر الشريف تعليميا ودعويًا، وجعل العمل الميداني هو شعار العام الدراسي المقبل، و تفعيل الأنشطة الطلابية ودعم النشاط الرياضي والثقافي للطلاب في جميع المراحل التعليمية. وشكل الأزهر الشريف لجانًا علمية استمرت أكثر من عام ونصف العام تواصل العمل فيها ليل نهار لمراجعة الكتب والمناهج الدراسية لمرحلة التعليم قبل الجامعي وانتهت وتم مراجعتها من قبل هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية وتم إقرارها ، وستراجع كل 3 سنوات ، كما أن هناك لجنة تعمل على تطوير التعليم الجامعي بالأزهر.