قال السفير محمد إدريس المندوب الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الأممالمتحدة، إنّ إفريقيا أصبحت ساحة لتنافس القوى الدولية الكبرى، التي تتسابق على إقامة شراكات معها، بدءًا من الاتحاد الأوروبي والصين، وصولًا إلى الولاياتالمتحدة والهند ودول الخليج، مشيرًا، إلى أن هذا التنافس يعكس الوعي المتزايد بقيمة إفريقيا الاستراتيجية ومواردها الضخمة، لكنه في الوقت نفسه يحمل مخاطر إذا لم يتم ضبطه بما يحقق مصالح القارة أولًا. مصالح الشعوب الإفريقية وأضاف إدريس، في حواره مع الدكتورة منة فاروق عبر تطبيق "zoom"، على قناة "إكسترا نيوز"، أنّ العلاقات المتعددة التي تربط إفريقيا بالقوى العالمية يجب أن تُبنى على أساس المنفعة المتبادلة، لا على حساب مصالح الشعوب الإفريقية، لافتًا، إلى أن كثيرًا من الاتفاقيات والشراكات حتى الآن تصب في مصلحة الأطراف الأقوى اقتصاديًا، فيما لا تزال القارة تُعاني من غياب القرار الاقتصادي المستقل. وتابع، أنّ الأزمات العالمية الأخيرة، بدءًا من جائحة "كورونا" ومرورًا بالأزمة الأوكرانية ووصولًا إلى الصراع في غزة والتوتر الإيراني–الإسرائيلي، قد ألقت جميعها بظلال ثقيلة على إفريقيا، التي كانت من أكثر المتضررين اقتصاديًا وصحيًا وأمنيًا، رغم كونها لم تكن طرفًا مباشرًا في تلك الأزمات، لافتًا، إلى أنّ وقال إن هناك ضرورة لإعادة تقييم السياسات الدولية تجاه إفريقيا بعد هذه التداعيات العميقة.
تمكين اقتصادي حقيقي وأكد أن استكمال استقلال إفريقيا لا يقتصر على الجانب السياسي، بل يتطلب تمكينًا اقتصاديًا حقيقيًا، وموقعًا مؤثرًا في صناعة القرار الدولي، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون قائمة على التكافؤ وليس الاستتباع، وعلى الشراكة وليس التبعية، وهي مسؤولية مشتركة بين حكومات القارة وشركائها الدوليين.