فى يوم واحد الأربعاء الماضى 23 ديسمبر اجتمعت مناسبتان عزيزتان ذكرى ميلاد سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه واحتفى المصريون كعادتهم بالذكرى الغالية غير مبالين بتخاريف آخر الزمان عن حرمانية الاحتفال وإن ظل الاحتفاء الأعظم لم يتحقق بعد.. أن نكون أمة على قدر الرسول والرسالة النورانية والحضارية العظيمة. أما الذكرى الثانية التى كانت فى 23 ديسمبر فهى العيد التاسع بعد الخمسين لبطولات أبناء بورسعيد وانتصارهم وطردهم لقوى العدوان الثلاثى التى تكونت من فرق برية وبحرية وجوية لجيوش الغزو الثلاثة الإنجليزية والفرنسية والصهيونية وتسجيل صفحة من أروع صفحات البطولات المصرية وللأسف وكالمعتاد منذ سنوات طويلة لم يلتفت أحد إلى الاحتفاء الواجب وتوجيه التحية لأبناء المدينة والتذكرة بإبداعات المقاومة الشعبية ومن شارك فيها من قوات مسلحة وشرطة رغم الحصار الذى فرض على المدينة وجعل أبناء بورسعيد رأس الحربة الضاربة والأساسية فى النصر الذى تحقق وأبهر الدنيا وأجبر قوات الغزو القادمة بعد الجلاء والتأميم لتحتل مصر والقناة إلى الأبد.. وفى الخامسة من مساء الأحد 23 ديسمبر 1956 شهدت الدنيا رحيل آخر الفرق الإنجليزية الغازية والمهزومة والمطرودة من ميناء بورسعيد. عدم الاحتفاء بنصر بورسعيد تقصير مخجل ومؤلم فى حق تاريخ المقاومة المصرية وفى حق المدينة الباسلة وأبنائها كأنه لا يكفيها كل ما مرت به ومازالت من أشكال الإهمال والسياسات المتقلبة الفاشلة وسوء إدارة واستثمار مقوماتها النادرة وموقعها كمدينة بحر وممر تعبره سفن الدنيا ومقر لأحداث تاريخية مهمة وحلقة اتصال بين الشرق والغرب الحضارة والثقافة والتجارة والبشروالصراع والاستعمار وما نكبت به من قيادات ليست على قدرها وسطوة وسيطرة لقوى مالية متوحشة. غاب الاحتفال بنصر 23 ديسمبر 1956 عن إعلام غارق فى الضياع والتدنى ومحاولات مرضية لاصطناع جماهيرية حتى لو كانت على حساب كل القيم والأعراف والأصول والمهنية مع تحية لقليل جاد كنت أتمنى أن يتذكر أو يزداد قيمة بتناول مثل هذه الأحداث التاريخية واللحظات المجيدة التى تعيد التذكرة بالجوهر والمعدن المصرى الأصيل وتعالج بها كثيرا من التشوهات والتضليل الذى اخترقت به عقول وأجيال. غاب تذكر والاحتفاء بعيد النصر وتوجيه التحية لأبناء بورسعيد من خطاب من أهم ما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى المصريين بل كان أبناء بورسعيد ينتظرون مشاركة من الرئيس وسطهم وفى قلب مدينتهم وعلى الأرض التى ارتوت بدماء آبائهم وأجدادهم عندما داست دبابات الغزو الأسود على أجساد شهداء المقاومة وساوت أجسادهم الطاهرة بالأرض خاصة وأن ما تواجهه الأمة العربية ليس إلا الحلقة الجديدة الأسوأ والأسود من مخططات وراثة الاستعمار الأمريكى الصهيونى للمنطقة والتى بدأت وتلقت ضربتها القاضية الأولى من أبناء بورسعيد هذا النصر الذى أثق أنهم لم ينسوا كم كلفهم وكيف قضى على رموز الاستعمار القديم وأن وقائع هذا النصر لم تغب عمن خططوا للفوضى أو العنف الخلاق الذى تلقى ضربته القاضية الثانية من إنجاز المصريين وجيشهم الوطنى فى 30/6 و3/7 لقد بحثت عن أخبار نصر 23 ديسمبر 1956 فى صحف يوم الأربعاء 23 ديسمبر 2015 أو فيما كان بين يدى من صحف كثيرة أحرص على قراءتها يوميا لم أجد إلا خبرا موجعا من ارتفاع حالات الاشتباه بانفلونزا الطيور التى استقبلها مستشفى الحميات ببورسعيد إلى 31 حالة. أما الخبر الثانى الذى نشر عن بورسعيد يوم عيد النصر فكان خبرا أسعد وإن كان لا يغنى عن الاحتفاء كان يجب أن يكون بالذكرى الخبر نشرته صحيفة البوابة وجاء فيه على لسان الفريق مميش أنه من المقرر الانتهاء من حفر القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد فى يناير المقبل بدلا من يونيو المقبل لتيسير عبور السفن المتجهة إلى ميناء شرق بورسعيد ولعل فى مشروعات وخطط تعمير منطقة القناة ومدنها والتنمية والازدهار المتوقع واستثمار مقومات ثراء المنطقة ما سيحقق بإذن الله فرص إحياء حقيقية لأبناءها ومعالجة ما أصاب المنطقة وأبنائها من انهيارات اجتماعية واقتصادية وإنسانية وتخلف ونقص فى الخدمات ومستويات المعيشة وانتشار للبطالة وكثير من الظواهر المؤلمة التى لم تعرفها بورسعيد ولا مدن القناة فى مراحل ازدهارهم وإن كان للأسف لن تستطيع جميع المشروعات بالغة الأهمية للتنمية أن تعالج القبح وما ارتكب بحق المدينة من تدمير لمعالمها التاريخية الحضارية ومكوناتها الثقافية والسماح بهدم تراثها العمرانى المتميز وسيطرة رأسمالية متوحشة فاقدة للحس الجمالى والحضارى وترى أن كل شيء بالإمكان أن يباع ويشترى حتى التاريخ والجغرافيا والتراث الثقافى والحضارى وللأسف انها تحالفت مع قيادات للمدينة لم تكن أقل افتقادا للحس الحضارى والثقافى وإدراكا لمقومات المدينة واحتراما لأبنائها! تهنئة للمصريين مسلمين ومسيحيين بأعيادهم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وميلاد المسيح عليه السلام واستقبال عام جديد أثق بإذن الله أنه ستتواصل فيه مخططات ومشروعات بناء مصر الجديدة ومعالجة آثار سنوات عجاف من الفساد والإفساد والتجريف والنهب مازال المسئولون عنها ومن استفادوا يستقوون ويشاركهم ويتحول بعضهم إلى ثوار وأبطال!! وأن تكون خير بداية واحتفاء ب 2016 بإعلان الافراج عن الشباب فلا يوجد صاحب ضمير يقبل أن يبقى بريء معتقلا. سيرة بورسعيد واهمال الاحتفاء بأعياد نصرها فى 23 ديسمبر 1956 تستدعى الاشارة إلى قضية الأستاذة هدى صالح والأحداث المؤسفة التى أبعدتها عن إدارة مدرسة بورسعيد الثانوية للبنات وما انتهت إليه هيئة التحقيق المستقلة بمكتب وزير التربية والتعليم من دعوة محافظ بورسعيد الذى تتبعه مدارس المحافظة لاحالة الملف بكل ما فيه للنيابة العامة.. وهو طلب لم تكن لتدعو إليه لجنة التحقيق إن لم يكن هناك عوار قانونى فى إجراءات المسابقة التى استبعدت أ. هدى وحتى الآن ورغم انقضاء ما يقرب من شهرين لم يحوله المحافظ إلى النيابة العامة.. أعيد التساؤل هل الحفاظ على كرامة وعدالة وحق مربية فاضلة واستقامة العملية التعليمية لا يفرض استكمال التحقيقات بالإحالة للنيابة العامة وجلاء الحقيقة واحترامها؟!! أم أن هناك .. لا نفهم أو ما هو أولى بالاحترام؟! الدعوات المشبوهة بثورة جديدة أو فى الحقيقة بتفجير قلب مصر فى 25 يناير!! وعلى هشاشة الدعوة باسم من يتحدثون ومن فوضهم ليتحدوا إرادة عشرات الملايين الذين خرجوا فى 30/6 ليستعيدوا ثورتهم من خاطفيها ويحققوا أشواقهم للأمان والاستقرار وما تطلعوا إليه من استرداد حريتهم وكرامتهم وتحرير لغة عيشهم واطمئنان على حاضرهم ومستقبلهم لا أصدق أن دولة 30/6 ممكن أن تصادر حق الخلاف والاختلاف.. ولكن وكما نكرر مرارا أن يكون الخلاف من أجل قوة وطن وتصحيح مسارات ودعم بناء ليس اصطناع خلافات وفتن تهدم وتفجر وتحقق أهداف جماعات ارهابية فعلت المستحيل ورغم الاتجار بالدم والضرر ومحاولات استدعاء واستعداء قوية دولية واقليمية فشلت فى تحقيق نفس الأهداف التى يتم السعى لتحقيقها بهذه الدعوات المريبة والمشبوهة!! لا أريد أن أطيل فيما لا يستحق ولدى تساؤلات عمن وراء دعوات لا يمكن أن تصدر إلا عن كارهين وحاقدين ودعاة هدم وتدمير وايقاف لإنجازات لا يمكن إنكارها.. من الذى يغضبه أن يصل إلى قيادة الوطن قائد بإرادة شعبية جارفة ويعرف جيدا مقومات غناها وثرائها البشرى والطبيعى ويحترم إرادة شعبها ويملك مشروعا قوميا يقوم على محورين أساسيين.. اللحاق بالمستقبل بمشروعات قومية عملاقة وترميم آثار وجراح عشرات السنوات الماضية وفروض احترام وتلبية الحقوق الأصيلة لإنسانها الأكثر استحقاقا للعدالة الاجتماعية ولسيادة وتطبيق القانون خاصة على الممارسات الأمنية. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد