صرخاته تدوي وكأنه سقط لتوه في بئر سحيقه ، كوابيس وخيالات وأشباح تطارده كلما حاول أن يغفو أو ينام لتوقظه علي عجل وفزع، شريط يمر سريعا مايلبث أن يمسك بتفاصيله حتي ترتعد أطرافه وتتجمد ، وكأنما أصابه الشلل وسرعان ماتتساقط دموعه وتفيض، مشهدها بجلبابها الواسع وغطاء رأسها المخضب بالدماء وهي تئن من الألم لايكاد يفارقه ، وسؤال قاتل يطارده، وسط دوامة من الألم والرعب. هل حقا فعلها وقتل أمه، هل غاب عقله وكيف طاوعته يداه علي أن تمتد اليها بالسوء، وهل من مصير أشد ايلاما بعد أن قتل من أوصي بها الرحمن واي عذاب ينتظره جزاء فعلته الشنعاء - لكنها الحقيقه المرة والمؤلمة، وهذا ماحدث بالفعل بعد أن طار عقله وجن جنونه ليهوي علي رأسها فتسلم الروح ويبقي غارقا في دموعه يصارع ندمه علي ماجنت يداه - مشاده كلاميه وانفعال ساقاه لطريقه الي الجحيم. بعد ساعات من التحقيقات التي باشرها محمد التونسي رئيس نيابة مشتول وقف محمد 27سنة الشاب القاتل ابن مركز مشتول السوق زائغ البصر يهذي وينتفض ويتمتم بكلمات قصيرة تتخللها دموعه غير مصدق انه قتل أمه بيديه أعز الناس ليروي له تفاصيل الحادث. البداية كانت ببلاغ تلقاه اللواء خالد يحيى مدير أمن الشرقية من العميد أحمد عبد الله مأمور مركز شرطة مشتول السوق بوصول ربة منزل 65عاما من قرية كفر ابراش التابعه للمركز للمستشفي المركزي مصابه بنزيف شديد وجرح نافذ بالرأس توفيت علي أثره وذلك عقب مشاجرة مع نجلها قام خلالها بلطمها بقطعة حديدة علي وجهها لتسقط صريعة في الحال وتفارق الحياة وتوصلت التحريات التي قام بها المقدم ماهر سالم رئيس مباحث مشتول السوق ومعاونة النقيب سيد بدار باشراف اللواء عبد اللطيف الحناوي مدير المباحث الجنائية والعميد أحمد عبد العزيز رئيس المباحث الجنائية والعقيد محمود جمال رئيس فرع البحث بجنوبالشرقية ان المجني عليها أم لثلاثة أبناء هم فتاه تزوجت حديثا وشابان يقيمان معها ووالدهما بمنزل يمتلكونه بقريتهم كفر ابراش وأن مرتكب الحادث هو الابن الأكبر الذي يعمل بالنقاشه والأعمال الحرفية والسبب هو هذا المنزل حيث أكدت التحريات أن الابن يعاني حاله نفسية منذ فترة وأنه يتردد علي الأطباء بعد فشل ارتباطه وانفاقه تحويشه العمر لمساعدة والده علي زواج شقيقته وأنه في الآونه الأخيره كان يتملكه اليأس خشيه عدم توافر المال لاتمام زواجه هو الآخر بعد عدة ارتباطات انتهت لحيث بدأ، فكان كثيرا مايلح علي والديه لبيع منزلهم وشراء آخر أصغر بديل وتوفير الفارق لشراء أرض تعينهم علي ظروف المعيشه والحياه خاصة وأن منزلهم كبير وثمنه يفي بالمطلوب فيما كانت أمه دائما ترد بالرفض علي فكرة البيع أو الانتقال وتمسكها بمنزلهم واعتزازها به رغم قدمه وبساطته وفي يوم الحادث وعقب فتح النقاش تجدد الخلاف مرة أخري بين الأم ونجلها حاول اقناعها وكالعادة أبدت رفضها ودون أن يدري سارع الي قطعه حديديه كانت ملقاة ونزل بها علي رأسها التي انفجرت منه الدماء فلم يتحمل المشهد خرج سريعا كالمجنون حاول الاختباء بعيدا وهو يراقب منزلهم الذي تجمع الاهالي حوله لاستجلاء الأمر بعد سماع صوت سيارات الاسعاف والشرطة التي هرعت لموقع الحادث اعتقد واهما أنها مجرد اصابة وسيتم اسعافها وعلاجها فتعود ويعود اليها ليبدي ندمه طالبا منها العفو والصفح لكن هيهات فقد فاضت روحها وذهبت لبارئها وقد تمكنت قوة من الشرطة من ضبط المتهم واحالته للنيابة التي تولت التحقيق باشراف المستشار أحمد الفقي المحامي العام لنيابات جنوبالشرقية.