جو ماسترانجيلو هو الرئيس والرئيس التنفيذى لشركة GE لأنظمة الطاقة والغاز التى تشرف على العمليات العالمية الخاصة بسوق التوربينات الثقيلة والغاز، التوربينات البخارية. وقامت الشركة بتشغيل أكبر أسطول من توربين الغاز فى العالم حيث يوجد أكثر من 7400 توربينات تعمل فى 112 بلداً فى الأمريكتين وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وتقدم خدمة للعملاء على الصعيد العالمى من مقرها فى سكينيكتدى بولاية نيويورك. وقد أجرت "الأهرام" مقابلة مع ماسترأنجليو لمعرفة أخر تطورات التعاون مع مصر فى توريد التوربينات الجديدة التى ساهمت فى سد فجوة توليد الكهرباء فى فترة زمنية قصيرة ويتحدث عن فرص الاستفادة من كشوفات الغاز الطبيعى العملاقة فى المياه الإقليمية وفرص زيادة التعاون مع مصر. الأهرام: دعنا نتحدث عن زيارتك. فى البداية، ما هو الغرض من هذه الزيارة، وما الذى قمتم به من أعمال حتى الآن فى مصر، أعنى متوسط حجم الإنجازات فى البلاد؟ مصر بالنسبة لنا تعتبر من أكثر الأسواق ديناميكية حاليًا فى العالم حيث تشهد الكثير من الأنشطة. كما تعد مصر من الدول التى دعمنها لفترة طويلة على مدى تاريخ طويل يجمع بيننا وأيضًا لدينا حاليًا برنامج كبير وسريع نتعاون فى تنفيذه مع شركة الكهرباء. وعندما نحاول قراءة المستقبل، فإننا نرى أنشطة كثيرة مستمرة، بالإضافة إلى مشروعات طاقة كهربائية مستقلة قادمة؛ حيث يمكن أن نتوقع حجم الطلب على مدى العشرين عامًا القادمة والمزيج المتنوع من أنواع الطاقة، ونحن نهتم هنا تحديدًا بمشروعات توليد الطاقة من الغاز. كما نهتم أيضًا بالعمل فى مشروعات توليد الطاقة من الشمس والرياح والفحم، وغيرها من مشروعات الطاقة على مدار الأعوام العشرين القادمة؛ حيث نعتبر مصر من الأسواق الأسرع نموًا. الأهرام: فما هو الجديد الذى رأيته خلال هذه الزيارة؟ لقد قابلنا المسئولين للتحدث عن كيفية تنفيذ برنامجنا، وما هى المستلزمات المستقبلية. كما يوجد لدينا شركاء هنا تجمعنا بهم أعمال أخرى خارج مصر. نعمل مع السويدى فى مشروعات الطاقة السريعة داخل مصر وخارجها. وهناك رغبة جادة لتنفيذ هذه المشروعات. كما راجعت أيضًا بعض التقارير التى أعدتها فرق تنفيذ المشروعات للتأكد من التزامنا بجدول العمل وبتوفير الطاقة للبلاد فى الوقت الذى تحتاجه. الأهرام: كيف استقبلت الأخبار المتعلقة باكتشاف حقل الغاز الكبير فى البحر المتوسط "ظهر"؟ وكيف سيؤثر هذا الحقل على مستقبل صادرات الغاز فى مصر والمنطقة بأسرها؟ أعتقد انها فرصة للبلاد لدفع عجلة النمو الاقتصادى على صعيدين. فهناك فرصة لتطوير حقل الغاز حتى يبدأ فى الانتاج مما سيوفر بدوره الكثير من فرص العمل، بالإضافة إلى المزيد من الفرص التى تتوافر عند استخدام هذا الغاز، وذلك من خلال اتجاهين؛ حيث سيستعمل هذا الغاز فى الاستهلاك الداخلى ليزيد من إنتاج الكهرباء. ومع وجود مصادر للطاقة مسبقًا فى مصر يمكن تسييل الغاز وتصديره. وهناك العديد من القنوات التى يمكن أن نسلكها، ونطورها لتصبح حافزًا للوصول لحافظة من مصادر الطاقة المستقرة والنظيفة والفعالة من حيث التكلفة فى مصر. يعتبر توليد الطاقة من الغاز الأقل تكلفة على الإطلاق. فإذا نظرنا إلى تكلفة إنشاء مصنع لتوليد الطاقة من الغاز، سنحتاج إلى 12 فدانًا من الأرض لإنشاء مصنع للغاز يولد ألف ميجا وات من الطاقة، فى حين تصل تكلفة إنشاء مصنع للطاقة الشمسية 8 أضعاف مصنع الغاز. ومن ثم يعتبر الغاز الأكثر توفيرًا والأعلى كفاءة والأقل كثافة؛ حيث يمكنه حقًا أن يسهم فى إحداث تحول فى صناعة الطاقة فى البلاد. الأهرام: من خلال زيارتى الأخيرة لدبى الشهر الماضي، فهمت كيف سيساعد توربين فئة h مصر فى توفير المزيد من الغاز للمستقبل. أعتقد أن ذلك سيفيد البلاد كثيرًا على المدى الطويل، وهذا يعنى أننا سنستخدم كميات الغاز بشكل أكثر اعتدالاً. فهل هذا صحيح؟ يقلل التوربين فئة h من تكلفة إنتاج الكهرباء التى يحتاجها السوق. ويعتبر هذا النوع أكثر كفاءة من الفئات الأخرى؛ حيث يحرق كمية أقل من الغاز لتوليد الطاقة. وأنا أعتقد أن هناك أيضًا فرصة كبيرة، بالنسبة لنا كفريق عمل بتحويل توربينات دورة الغاز البسيطة إلى وحدات مركبة لدوائر الغاز، كما فى فئة h. فإذا نظرت إلى المواد العازلة والدورات المركبة، ستجد أن فعاليتها تصل إلى نصف الدرجة، فى حين ستجد الكفاءة لفئة gh تزيد على 63%، وذلك أعلى من أى منافسة. وتساوى نصف درجة الكفاءة فى كل وحدة 35 مليون دولار من عمليات رفع الكفاءة الوحدات. فإن زيادة الطاقة فى الدورة البسيطة، مع خفض استهلاك الغاز، وكفاءة الدورة المركبة، والتى تزيد على 63%، ستسمح بتشغيل المزيد من الطاقة فتقل كثافتها بشكل ملحوظ. الأهرام: هل هناك أى تغيير فى الخطط بعد اكتشاف الغاز من خلال زيادة العمل باستخدام توربينات الفئة h؟ نحن نفتخر كثيرًا بتوربينات الفئة h. فإذا نظرت إلى مكانتنا على المستوى العالمي، فستجد أننا الآن نحتل أكثر من 40% من حصة السوق. ولكن منذ 3 أعوام كانت حصتنا فى السوق أقل من عشرة فى المئة فى هذه الفئة. لدينا الآن ما يقرب من 80 توربينًا للغاز مختارا تقنيًا. لدينا حاليًا 24 وحدة لم يتم الانتهاء منها بعد ولكن المستهلكين اشتروا الوحدات بالفعل. بالنسبة لنا، تعتبر توربينات الفئة h أفضل منتج جديد فى تاريخ جنرال إلكتريك. وأعتقد أننا قادرون على توليد الطاقة بشكل أسرع. ومع زيادة توافر الغاز، تزيد كفاءة توربينات الفئة h كأساس لتوليد الطاقة، وذلك بسبب حجمها وكفاءتها من حيث التكلفة. فإذا كان لديك 3 أو 4 ماكينات لتختار بينها، ستختار هذه الفئة لأنها الأكفأ. الأهرام: دعنا ننتقل إلى الإنترنت الصناعي، أعلم أن لديك حملة كبيرة فى هذا الشأن.فما هو الإنترنت الصناعي؟ وكيف يمكن لبلد مثل مصر الاستفادة منه؟ أنا أفكر فيما يتعلق بنظم توليد الطاقة من الغاز؛ حيث يوجد ثلاث طرق يمكن أن تغير من طريقة إدارة أعمالنا وتحسن من أدائنا. الطريقة الأولى هى الرجوع إلى توربين h-، وهو توربين بدون ورق، بمعنى أنه لا يوجد به وصلات هندسية على الورق؛ حيث ننفذ النموذج الهندسى رقميًا. ويتم تحويل النموذج فى المصانع وإنتاج الماكينة من النموذج الهندسى مباشرة. ونحكم زمام الوظائف الأولية، ليزيد أداء الأجزاء والوحدات بشكل عام. فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، نجرى اختبارات على ذلك بنفس طريقة اختبار الوحدات. ونعرضها لظروف أشد من ظروف تشغيلها فى الحقل. ونجمع البيانات التى نعرفها عن التوربين الذى صممناه وجمعناه. ونحرص دائمًا على تحديث تقنياتنا بحيث يكون لدينا دورة ابتكار مستمرة. وهذا يعتبر من بين فوائد الإنترنت الصناعي. أما بالنسبة للشق الثاني، فكما تعلم لقد انهينا الصفقة التجارية التى حصلت من خلالها جنرال إلكتريك على شركة "ألستوم". ولدينا الآن فى ألستوم عنصر البخار مع إمكانيات الدوائر المركبة وإمكانية تنفيذ مشروعات للمنتجات واسعة النطاق. ومن الأشياء التى أضافتها ألستوم للإنترنت الصناعى فى جنرال إلكتريك هو وحدة الطاقة التخيلية؛ حيث يمكننا أن ننتهى تمامًا من التصميم التخيلى والدخول إلى الوحدة بالفعل وفحص الأنابيب وكيفية عمل الأجزاء مع بعضها، فحص المواد وكمياتها ومدى الاستفادة منها عند التنفيذ؛ حيث يعتبر التصميم التخيلى أقل تكلفة من التصميم الفعلى فى مكان مثل مصر. نحن نرى أن وجود مصنع للطاقة "تخيلي" يؤهلنا لنكون الشريك التنفيذى الأفضل. والشق الأخير هو محطة توليد الكهرباء الرقميية و تستند إلى برنامج نظم التشغيل بريدكس والذى نستخدمه فى جنرال إلكتريك. الأهرام: هل ستستفيد الفئات التقليدية من الإنترنت الصناعي؟ نعم، تعنى خارج فئات التوربينات فئة إتش h..؟ الأهرام: نعم تناسب طريقة عمل التطبيقات على الإنترنت الصناعى أية وحدة طاقة. فلا يوجد فارق إذا كان توربين f أو e أو أى نوع آخر. الأهرام: هل ناقشت إمكانات التمويل فى مصر؟ وكيفية إحداث التوازن بين الحاجة إلى السيولة والطلب على الطاقة فى البلاد حاليًا؟ فى إطار استراتيجيات شركتنا، وعندما تنظر إلى جنرال إلكتريك الآن، تجدنا نتحول إلى شركة صناعية رقمية. ويوجد لدينا مشروعات تمويل حول العالم لتسهيل تطوير المشروعات. هناك بعض المشروعات التى لم نعلن عنها بعد، ولكن هناك مشروعات أخرى نلعب فيها دور المستثمر. وننظر للأمر كوسيلة لمساعدة أى كيان على بدء مشروعاته ويعد ذلك من العناصر الأساسية، فكما ترى لدينا حافظة تقنية صناعية قوية، ومهارات رقمية، ووحدات توليد طاقة رقمية، وإنترنت صناعي، فإذا جمعنا ذلك كله، فبالتأكيد سنكون الشريك المثالى للمساهمة فى توليد الطاقة بالنسبة لدول العالم بأسره. الأهرام: كيف ترى ازدهار اكتشافات الغاز فى المنطقة؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل أنشطة جنرال إلكتريك فى مختلف البلدان؟ هناك غاز بالفعل حاليًا كما يوجد فرص لوجود حقول جديدة. وبالطبع يخلق ذلك فرصًا ليس بالنسبة لجنرال إلكتريك فحسب. فمن خلال منصبى السابقين كنت أعمل فى مجال الغاز واكتشافه وجمعه وتركيب الأنابيب، وما إلى ذلك، وصولاً إلى توليد الطاقة وشبكة الطاقة فى ألستوم. فمن خلال سلسلة القيمة للطاقة، هناك فرص رائعة لدينا فى جنرال إلكتريك؛ حيث نركز على سلسلة القيمة للطاقة سواءً بالغاز أو غيره، فما يهمنا هو إدارة الطاقة. فعندما نجد مثل هذه الفرص، نغتنمها على مختلف المستويات. فأنا أعتقد أن إمكاناتنا تجعلنا الفريق الوحيد الذى يرى الفرصة فى مرحلة مبكرة جدًا لأننا نشارك أيضًا فى مرحلة الاكتشاف وتطوير حقول الغاز. ونبدأ العمل من هذه المرحلة بمختلف التقنيات وصولاً إلى توليد الطاقة وتوزيعها. وكما ترى أن مزايا الغاز، باعتباره أكثر وقود اقتصادي، توفر أفضل وأكبر كمًا من الطاقة فى الأسواق. الأهرام: سؤالى الأخير هو كيف تقيم التعاون مع الحكومة المصرية والتعامل مع المسئولين فى الدولة؟ إذا راجعت البرنامج الذى تم وضعه من قبل الحكومة المصرية خلال الأعوام القليلة الماضية، ستجده مبهرًا. كما يجمعنا تاريخ طويل من التعامل مع مصر كمستهلك كثير المطالب من الناحية التقنية، وهو ما ينبغى أن تكون عليه البلاد بالفعل. ومن ثم فالعمل فى مصر يعتبر تحد ولكنه تحدى جيد حيث نطور الحلول الصحيحة ونوفرها فى الأسواق. وأعتقد أن التحدى الأصعب لنا ليس فقط فى مصر ولكن فى كل الدول التى نعمل فيها هو تغير العالم بأسره خلال الأعوام العشرة أو الخمسة عشر الماضية. خلال الفترة السابقة كان بإمكاننا إدارة أى عمل من خلال مجرد بضع زيارات لأى دولة، ولكن اليوم يجب أن نعيش داخل الدولة لنتمكن من إدارة أى مشروع. فإذا نظرت إلى كم العاملين فى مصر، وذلك لدعم مصر من ناحية، ومن ناحية أخرى لأن أى مستهلك فى العالم يطلب خبرة محلية فى نفس المجال. فإذا كنت مستهلكًا، فلن ترغب فى انتظار وصول الشخص بالطائرة ليجيب على تساؤلاتك. ومن ثم نستثمر فى الموارد البشرية فى الدول التى نعمل فيها. لا يوجد شيء مثالى تمامًا، ولكننى بالفعل معجب بالبرنامج، فهو برنامج جاد. ولقد حققنا الكثير خلال أقل من عام؛ حيث أضفنا 90 توربينًا قويًا للغاز إلى شبكة الطاقة. ويعد ذلك رقمًا قياسيًا. ففى باقى أنحاء العالم، يستغرق منا هذا العمل من 18 إلى 24 شهرًا، ولكننا نجحنا فى إنجاز هذا البرنامج فى مصر فى أقل من 12 شهرًا، وهذا يعد إنجازًا سريعًا للغاية.