فى الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن المفاوضات مع الشركات الدولية الكبرى التى تعاقدت مع مصر لتوريد محطات وتوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية بشكل عاجل وأثنى على شركة «جنرال إليكتريك» التى قال إنها قد ساعدت مصر بشكل كبير حيث طلب من رئيس الشركة الإنتهاء من أعمالهم فى مصر خلال ثلاثة أشهر. يومها قال الرئيس مازحا أن قيادات الشركة قالوا «إحنا كدة مش هنام»، فقال لهم «معلش»، وعندما تطرق الرئيس إلى التكلفة المالية، قال السيسى أنه طالب الشركة بخفضها، وقلت لهم «عشان خاطر ربنا» فضحك كل من فى القاعة من مداعبة الرئيس التى كانت مصدرا لسعادة قيادات الشركة خاصة بعد أن أردف قائلا: «إحنا ما بننساش اللى بيقف جنبنا». وقد توجهت «الأهرام» إلى مقار الشركة الأمريكية فى ولايتى ثاوث كارولينا وجورجيا للتعرف على طبيعة التعاون مع مصر فى سد الفجوة الكهربائية بشكل عاجل وفى مشاريع المستقبل، التى تشير التوقعات إلى أنها ستمتد لسنوات طويلة قادمة بإجمالى أعمال يصل إلى مليارات الدولارات. وقد أكد الرئيس السيسى لوفد المستثمرين الكويتيين أمس الأول أن إنتاج الكهرباء سيشهد طفرة فى السنوات الثلاث القادمة بإنتاج 13 ألف ميجاوات وهو ما يعادل نصف الإنتاج الحالي. قبل شهور، عجلت الحكومة المصرية بإقامة شراكات استراتيجية فى مجال توليد الطاقة من خلال تعاقدات جديدة لسد الفجوة فى استهلاك الكهرباء فى الفترة القادمة وتجنب عمليات تخفيف الأحمال، خاصة فى فصل الصيف، والأهم هو توفير الطاقة للمشروعات الجديدة فى ضوء الخطط الاستثمارية الحالية. كانت زيارة «الأهرام» لمقرى مجموعة جنرال إلكتريك فى مدينتى جرينفيل بولاية ثاوث كارولينا وأتلانتا بولاية جورجياالأمريكية للوقوف على آخر مستجدات سوق توربينات توليد الطاقة التى تتخصص فيها الشركة وتحديدا توربينات الغاز الطبيعي، فرصة جيدة من نواحٍ عدة، فهى تقدم ملمحا عن التعاقدات الأخيرة وتقدم إطلالة على أخر مستجدات الصناعة ونوعية التوربينات التى ستتسلمها مصر فى المستقبل والتى تعتمد على توفير إستهلاك الوقود بالأساس. أكدت مصادر الشركة فى أتلانتا وصول دفعة أولى من التوربينات بشكل عاجل إلى مصر حيث من المقرر دخول إنتاج بعضها على الشبكة القومية للكهرباء فى أواخر مايو الجارى فى إطار جدول زمنى محدد. وقد تعاقدت مصر قبل شهور مع جنرال الكتريك لتوريد توربينات من طراز إي-كلاس E-Class، والتى سبق أن دخلت الخدمة فى مصر عام 1972 ثم مرت بعمليات تحديث متتالية للطراز، وحصلت مصر بشكل عاجل على أحدث موديلات الطراز لتعويض النقص فى انتاج الكهرباء سواء فى صورة توربينات محمولة أو بناء محطات جديدة. فى بداية الجولة، حرص كبار المسئولين فى جنرال إلكتريك على التأكيد على دور شركتهم فى مشروعات الخطة العاجلة للكهرباء، فى مصر والتى تستهدف توليد 3600 ميجاوات باستثمارات 2.6 مليار دولار؛ تسد العجز فى شهور الصيف تدريجيا، وإنتهت الشركة بالفعل من توريد نحو 70% من التوربينات المطلوبة، كما أن هناك تفاهمات مع الحكومة المصرية لتوريد التكنولوجيا الخاصة بالتصنيع للبدء فى الإنتاج محلياً. فى منشأة جنرال إلكتريك للطاقة والمياه فى جرينفيل، وهى الوحدة التى يعمل بها 3 الاف موظف وعامل على مساحة تصل إلى 413 فدانا فى أكبر مصنع للتوربينات الغازية فى العال حيث يوجد به ما يسمى ب «مختبر تكنولوجيا التوربينات الغازية» وهو المختبر الاكثر تطوراً لقياس كفاءة أداء التوربينات قبل تسليمها للعملاء ويوفر الكثير من الجهد والمال فى عمليات متابعة أداء التوربينات بعد دخولها الخدمة فى الدول المختلفة ويٌحسن من مستويات التكنولوجيا من خلال الإختبارات القياسية التى ستجرى فى الوحدة الجديدة للمرة الأولى فى أكتوبر المقبل وحتى مارس المقبل. ببساطة، بعد تعاقد مصر على توربينات للسنوات القادمة ستجرى الإختبارات فى جرينفيل بدلا من الإنتظار عامين كاملين على إرسال الماكينات إلى مصر لقياس كفاءة التوربينات ومدى إمكانية توفير الوقود. وقد أستثمرت جنرال الكتريك أكثر من مليارى دولار لتطوير تكنولوجيا توربينات إتش أيه HA الأكثر تطورا والتى تعول عليها لإنتاج طاقة كهربائية منخفضة التكلفة. يقول أندرو جون لماس نائب رئيس هندسة توليد الطاقة بالشركة أن وحدة الإختبارات الجديدة تجعل جنرال إلكتريك متقدمة عشر سنوات فى السوق العالمية، فهى على سبيل المثال ستمكن بلدا مثل مصر من تحديد كميات الاستهلاك الأمثل للغاز حسب توقيتات التشغيل والمواعيد التى تصل فيها شبكة الكهرباء إلى حدودها القصوى أو الدنيا، ويمكن أيضا تحديد نوعية الوقود اللازم للتشغيل وزيادة كفاءة المحركات وتقليل استخدام الوقود وخفض معدلات العادم. توجهت بسؤال إلى ستيفن هارتمان الرئيس التنفيذى للتكنولوجيا فى وحدة خدمات الطاقة عن الفرص الممكنة للتحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية فى المستقبل، فقال أن جنرال الكتريك تعمل على تطوير تكنولوجيا الخاصة بهما لكن ادخال طاقة الرياح والطاقة الشمسية يحتاج إلى وقت أطول بسبب التكلفة المرتفعة للتكنولوجيا فى الحالتين. فعلى سبيل المثال، يحتاج توليد كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية إلى مساحات ضخمة من الأسطح الشمسية ربما تصل إلى مساحة ملاعب كرة القدم وهو ما يعنى تكلفة عالية جداً. ويشير لماس إلى أن الطراز HA للتوربينات الغازية، وهو الأحدث، يلقى إهتماما عالميا حيث تلقت الشركة طلبيات تصل إلى 16 طلبا فى العام الحالى مقارنة ب 14 طلبية بنهاية عام 2014، وارتفع الطلب الى 53 عقدا بصورة إجمالية فى 11 دولة من بينها مصر والولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية. ومن المنتظر أن تجرى الشركة اختبارات التحقق الشاملة للتوربينات التى ستحصل عليها مصر من الطراز أتش أيه فى قسم الإبتكار بمدينة جرينفيل. فى مقر الشركة فى مدينة اتلانتا، كان اللقاء بنائب رئيس جنرال الكتريك للمبيعات والعمليات التجارية جون أنيس- من أصل مصري- وأستهل كلامه بالتأكيد على أن واحدا من أول توربينات الشركة كان فى مصر وأن التعاون مع الحكومة المصرية يشمل الاستثمار فى المنشأت والبشر من خلال برامج لتدريب المهندسين المصريين. ويشير أنيس إلى أن زيادة معدلات السكان فى مصر والشرق الأوسط يعنى مزيدا من التعاون وكل دولة لها خطط للإكتفاء فى مجال توليد الطاقة وهناك طلب عال جدا فى ظل زيادة معدلات النمو وهو أمر تشترك فيه دول المنطقة ويترجم فى الحاجة إلى توليد مئات «الجيجاوات» من الكهرباء فى المستقبل. ويقول أنيس أن فريق العمل المتعاون مع مصر يركز على إضافة المزيد من القدرة للشبكة القومية ونناقش المخرجات outputs مع الجهات المختصة. ويبلغ عدد التوربينات التى وردتها جنرال إلكتريك للشرق الأوسط أكثر من ألف توربين منها 500 فى السعودية وحدها وتعتبر برامج رفع الكفاءة من أهم توجهات الشركة لدعم عملائها فى المنطقة. كما يوجد فى مقر الشركة بأتلانتا مركز المراقبة والتشخيص عن بعد لرصد بيانات التوربينات الغازية فى كل مواقعها المختلفة فى العالم «غرفة تحكم» وهو مستودع أسرار تشغيل التوربينات ويقوم بجمع البيانات لأكثر من 30 ألف ساعة عمل يوميا لعدد 1500 توربين فى 502 موقع فى 58 بلدا حول العالم.
الخطة العاجلة للحكومة المصرية لزيادة طاقة الشبكة القومية خلال الصيف إضافة 3632 ميجاوات قدرات جديدة تكلفة استثمارية 2.65 مليار دولار بدون سعر الوقود إجمالى القدرات المضافة فى 30 مايو 2015 1707 ميجاوات 3 وحدات «125 ميجاوات» = 375 ميجاوات فى أسيوط 14 وحدة «48 ميجاوات» = 672 ميجاوات فى شرم الشيخ والغردقة وبورسعيد 20 وحدة «25 ميجاوات» = 500 ميجاوات فى سوهاج وأسيوط والمنيا وشرق القاهرة 1 وحدة «160 ميجاوات» = 160 ميجاوات فى عتاقة
إجمالى القدرات المضافة فى 30 يونيو 945 ميجاوات
3 وحدات «125 ميجاوات» = 375 ميجاوات فى أسيوط 2 وحدة = 250 ميجاوات فى دمياط 2 وحدة 360 ميجاوات فى عتاقة
إجمالى القدرات المضافة فى 31 يوليو 570 ميجاوات 2 وحدة «125 ميجاوات» = 250 ميجاوات فى غرب دمياط 1 وحدة «160 ميجاوات» = 160 ميجاوات فى عتاقة 1 وحدة «160 ميجاوات» = 160 ميجاوات فى المحمودية
إجمالى القدرات المضافة فى 31 أغسطس 2015 410 ميجاوات
2 وحدة «125 ميجاوات» = 250 ميجاوات فى أسيوط 1 وحدة «160 ميجاوات» = 160 ميجاوات فى المحمودية المصدر: وزارة الكهرباء