سطع فى الآونة الأخيرة نجم نموذجين يمثلان أبرز تجليات الوقاحة فى أدبيات صورها ووصفة للفاشية والعنصرية فى أبلغ سوءاتها ووجوهها البغيضة، حتى صارا ومازالا بوقين كريهين فى خطاب معلن منفلت وفاضح من العداء والكراهية للإسلام والمسلمين، حيث يكاد لسانهما يقطر سما يوميا ضد العرب والمسلمين. وباتا من الذين يحتاجون إلى المصحات النفسية والعقلية بسبب تلك التخاريف اللفظية أنهما دونالد ترامب المرشح الجمهورى الأمريكي، ومارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف العنصرى فى فرنسا، بعد أن تجاوزا المدى والشطط ضد إسلامنا ومسلمينا وبلداننا العربية والإسلامية. ربما تكون سقطة الأول ترامب، التى لا تغتفر عندما تجاوز كل الخطوط العقلية والقيم الإنسانية بشأن منع كل المسلمين من دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم أن كل حصيلة ثروته التى بتباهى بها من أموال واستثمارات فى بلاد العرب والإسلام وخاصة فى الخليج العربي. أما النموذج الآخر، فهى مارين لوبان، التى تجاوزت سقطات سلوكها الفكرى كل الأعراف والقيم الإنسانية والخلقية، وباتت تحتاج الى تفعيل منصات الرد والحراك الإعلامى والثقافى والدينى والسياسى منا لوقف تلك التجاوزات، التى تتمادى فيها يوما بعد يوم تلك المرأة ابنة اليمينى الفرنسى المتطرف جان مارى لوبان مؤسس حزب الجبهة الوطنية، الذى قاده طيلة 40 عاما ليتنازل عن رئاسته لمصلحة ابنته مارين، التى لم يحسن غرس قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، ومع امرأة متطرفة بات علينا أن نرصد سلسلة من افتراءات وتجاوزات تلك المتطرفة مارين لوبان، ليس بهدف فضح وكشف تلك المواقف، بل ليكون العربى والمسلم على بينة وهدى لتلك المواقف والتجاوزات التى زادت حصيلة تفوهاتها الأخيرة بعد الفوز المفاجئ فى انتخابات المناطق والمحليات فى بعض ولايات فرنسا، والتى انتفض الناخب والأحزاب الفرنسية التى تتمتع بالرشادة السياسية لإسقاطها فى الجولة الثانية ويهزمها شر هزيمة، خاصة بعد أن وصفها الغالبية من أبناء وطنها فرنسا، وصحافة بلدها بخليفة هتلر، أو النازية الجديدة، للعديد من مواقفها وأفكارها المتطرفة تجاه الآخرين وبصفة خاصة المسلمين والعرب. وقد تجلت عديد مواقفها عبر إظهار كراهيتها وعنصريتها فى حملتها الحالية والتى تمثل أبرز معارضة فى العالم وأوروبا ضد هجرة السوريين والعراقيين والمسلمين الى دول أوروبا وأمريكا، فضلا عن أنها من أشد وأشرس المطالبين بضرورة التضييق على المساجد ومخالفة من يصلى فى الشارع فى ظرف من الظروف، حتى أنها لم تتورع عن المجاهرة بأنه لابد من طرد كل العرب والمسلمين من فرنسا، وأن الجنسية الفرنسية يجب أن تكون وراثية. وربما أبلغ صور وقاحتها قد تجلت فى الواقعة التى لا يمكن أن ينساها عرب فرنسا، عندما قالت للرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة، حين وصل الى باريس للعلاج: اذهب وعالج نفسك فى بلدك.. لماذا تأتى عندنا ألم نعطكم الاستقلال.ناهيك عن استمرار دعواتها حتى الآن وأمام البرلمان الفرنسى لتغيير تحالفات فرنسا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية داعش من خلال الابتعاد عن السعودية ودول عربية وإسلامية، والاقتراب من روسيا وإيران، واتهمتنا نحن من خلال دولنا بالتطرف الإسلامي، وهو الأمر الذى يرى فيه رئيس حكومة بلدها مانويل فالس تأجيج لنسف علاقات فرنسا بدول الشرق الأوسط المعتدلة.وتكمن خطورة المتطرفة مارين في، أنها تخطط للوصول بنفس الأفكار المتطرفة الى انتخابات فرنسا عام 2017 من الآن، فضلا عن أنها تسعى لتلك الحملات ضدنا حاليا ليس فى فرنسا فقط بل فى جميع دول أوروبا وتتعاون ضد مهاجرينا عبر حملات مطاردة بالتعاون مع عديد المنظمات الأوروبية المتطرفة مثل النازيين الجدد، الداعية لعداء الأجانب والمنحدرين من الثقافات الإسلامية والشرق أوسطية. ربما يكون هناك المئات من المواقف والسياسات والتصريحات العدائية والكاشفة لكراهية مارين لوبان لنا، التى لا تتسع المساحة والمكان لسردها والتى بلا شك تحتاج الى سرعة إنجاز وتدشين حملات إعلامية عربية وعبر كل المنصات الإسلامية لفضح تلك المرأة ومواقفها، فضلا عن تكسير أقدامها السياسية فى فرنسا من الآن فصاعدا. وحسنا فعلت المملكة العربية بإنشاء التحالف العسكرى الإسلامي، ليس لمحاربة المتطرفين والإرهابيين فى منطقتنا وعديد دول العالم فقط، ولكن للتصدى عبر المنظومة الفكرية والإعلامية التى ستكون أحد مسارات وأذرع هذا التحالف العسكرى الإسلامى فى الرياض ومكاتبه وهيئاته للتصدى بالفكر والحجة والمنطق، وحملات تصحيح المسار الفكرى والفاشى لأمثال المتطرفة مارين لوبان، خاصة أن هذا التحالف سيمتلك العقول والإمكانات وسترسخ السعودية مع أشقائها فى التحالف خطط المواجهة والتصويب لكل المنفلتين فكريا عبر منارات المفكرين والعلماء وكوكبة الاستراتيجيين والخبراء وأهل الفكر والعلم البارعين فى هذا التحالف الإسلامى. لمزيد من مقالات أشرف العشري