فنان قدير ينتمى إلى الجيل الثانى فى الحركة الفنية المصرية له بصمات فى رسم المنظر الذى كان محترفه كموضوع بألوان الباستيل. من القاهرة الفاطمية والتى كانت محترفه كخامة وتفوق على نفسه فى التعامل معها حتى لقبوه فى أوربا بأستاذ الباستيل وحظى البورتريه الصورة الشخصية بجانب من اهتمامه، ليرسم العديد من الشخصيات العالمية وكذلك شخصيات البيئة المصرية من البسطاء، يعمل بحماس الشباب وهو الفنان الذى يستقبل عامه التاسع والتسعين اليوم ! رحلة إبداع حافلة بالعطاء بدأت فى بولاق أبو العلا حيث كانت النشأة فى هذا الحى العريق عام 1917، 21 ديسمبر خلف مسجد أبو العلا مباشرة ويبدأ دراسته الابتدائية فى مدرسة عباس بالسبتية أواسط العشرينيات ويلتحق محمد صبرى بالفنون التطبيقية أوائل الثلاثينات فى قسم الزخرفة ليتخرج فيها عام 1937 على قمة دفعته أقام الفنان محمد صبرى أول معارضه عام 1943 بعد تخرجه بستة أعوام فى جولدنبرج بقصر النيل. وفى أول اشتراك له فى مسابقات الفن فاز محمد صبرى بالمركز الأول ليحصل على الميدالية الذهبية فى المهرجان الفنى الكبير الذى أقامته وزارة المعارف العمومية عام 1948 وهو العام الذى حصل فيه على الجائزة الأولى فى القسم الحر بكلية الفنون الجميلة وفاز بمنحة الأقصر وقد جمع أعماله فى هذه الفترة ليقيم بها معرضاً عام 1950. كان هذا المعرض نقطة تحول فى حياة محمد صبرى فقد كان يلقى على مسامع د. طه حسين آنذاك النقد وما يجرى من أحداث حيث كان وزيراً للمعارف، وزار شخص أخر المعرض متسائلاً عن عمله ومؤهلاته وقد كان هذا الشخص هو مدير مكتب وزير المعارف لتحدث المفاجأة للفنان محمد صبرى حينما هاتفه مكتب د. طه حسين ليزف إليه خبر ترشيحه للسفر فى بعثة لإسبانيا عضواً بالمعهد المصرى فى مدريد والذى سيفتتحه د. طه حسين أوائل الخمسينيات ولتميزمحمد صبرى تم إقامة معرض لأعماله فى مايو عام 1951 وهو لا يزال طالباً بالكلية وذلك بالمتحف القومى للفن الحديث ضم أعمالاً رسمها فى مصر وأخرى فى مدريد وقدمه فى "كتالوج" المعرض مدير المتحف وهو من كبار النقاد فى إسبانيا آنذاك وكان هذا المعرض هو أول معرض مصرى يقام فى مدريد. يعود فناننا محمد صبرى من هذه البعثة بعد حصوله على درجة الأستاذية من كلية سان فرناندو ليقيم أول معارضه بعد العودة عام 1953 فى أتيليه القاهرة وافتحه السفير الإسبانى بالقاهرة وزوجة ونجل د. طه حسين. أقام الفنان معرضاً بتطوان عام 1956 بالمغرب وكان أول معرض مصرى يقام هناك وقد أشادت به الصحافة المغربية والإسبانية ثم معرضاً فى الرباط عام 1958 أشادت به الصحف والنقاد المغاربة والفرنسيون. وعين الفنان محمد صبرى عضواً فنياً بمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد عام 1959 ليحصل على وسام الاستحقاق بدرجة فارس عام 1961 ويحصل على الجائزة الأولى فى التصوير فى صالون الخريف بمدريد عام 1964 وقد اختير فيما بعد عضو لجنة التحكيم فى هذا الصالون فى دورته السادسة والأربعين عام 1978. أثناء عمل محمد صبرى كعضو فنى بالمعهد كلفته وزارة المعارف المصرية بالسفر فى رحلة إلى الأندلس لرسم الآثار الإسلامية فيها ليزور قرطبة وأشبيلية وغرناطة وملقة ورمضة ليرسم الجامع الكبير وقصر الحمراء وقصر أشبيلية وكل آثار الأندلس فى ثلاثين لوحة بألوان الباستيل ليقيم بها معرضاً فى قاعة جويا أكبر قاعات العرض فى مدريد عام 1961وقد لاقى إقبالاً كبيراً تلاه معرض فى لندن عام 1962 لقب فيه "أستاذ الباستيل" من قبل نقاد الفن هناك، وفى نفس العام أقام معرضاً فى روما بقاعة "كانتس"، وقد شهدت هذه الفترة انتشار لأعمال الفنان محمد صبرى من خلال تلك المعارض التى أقامها : فى لشبونة بالبرتغال عام 1960 اقتنى منه أحد أعماله لمتحف لشبونة وكذلك فى فرانكفورت أقام معرضاً عام 1962 أشادت به معظم الصحف الألمانية. أقام الفنان معرضاً لأعماله عام 1967 بقاعة الشرف بحديقة «روتيرو» بقصر فيلاسكيز وافتتحه ملك إسبانيا وسفير مصر فى مدريد وكان معرضاً ناجحاً بكل المقاييس رشح من خلاله ليصبح عضواً أكاديمياً فى أكاديمية سان فرناندو بمدريد والتى تشرف على الحركة الفنية فى إسبانيا إلى جوار كبار أساتذة الفن هناك ليكون أول عربى يحصل على هذه العضوية. فى عام 1972 اختير الفنان عضواً أكاديمياً مدى الحياة بالأكاديمية الملكية سان كارلوس كما أقامت وزارة الثقافة الإسبانية معرضاً شاملاً للوحات الباستيل التى أبدعها تجّول فى متاحف 9محافظات فى الفترة من اكتوبر 1979 وحتى يونيو 1980 وقد أصدرت الوزارة كتالوجاً خاصاً عن حياته الفنية وملصقاً كبيراً بالألوان تقديراً وتكريماً لمكانته الفنية وهذا المعرض الأول من نوعه لفنان مصرى وعربي، كما اختير الفنان ضيف شرف فى المعرض العام للفنون الجميلة الذى أقيم فى قصر البللور بمدريد تحت رعاية ملك إسبانيا عام 1976. شغلت الأحداث الوطنية فناننا محمد صبرى وأشعلت حماسه ففى عام 1956 رسم لوحة معركة بورسعيد بالألوان الزيتية، وفى السادس من أكتوبر رسم لوحة «العبور» كما رسم خطاب السلام الذى ألقاه جمال عبدالناصر فى الأممالمتحدة، وتوقيع اتفاقية القاهرة عام 1971. العديد من الجوائز والأوسمة حصل عليها الفنان محمد صبرى وكذلك شهادات التقدير فقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى رائداً لفن الباستيل عام 1974 ووسام الملكة إيزابيل الذى منحه له ملك إسبانيا تقديراً لفنه كما حصل على ميدالية ودبلوم الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد باعتباره عضواً بها، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 1997. وأخيراً رشحته العديد من الجامعات لنيل جائزة النيل فى الفنون وهى أعلى جوائز الدولة فى مصر فهل نكرمه على رحلة عطائه بها ؟