فنان قدير ينتمى إلى الجيل الثانى فى الحركة الفنية المصرية له بصمات فى رسم المنظر الذى كان محترفه كموضوع بألوان الباستيل. والتى كانت محترفة كخامة وتفوق على نفسه فى التعامل معها حتى لقب فى أوروبا بأستاذ الباستيل وحظى البورتريه الصورة الشخصية بجانب من اهتمامه، ليرسم العديد من الشخصيات العالمية وكذلك شخصيات البيئة المصرية من البسطاء، يعمل بحماس الشباب وهو الفنان الذى سيحتفل بعيد ميلاده السابع والتسعين فى الحادى والعشرين من ديسمبر الجاري. رحلة إبداع وعطاء حافلة، بدأت فى بولاق أبو العلا حيث كانت النشأة فى هذا الحى العريق عام 1917 درس فى الفنون التطبيقية ليتخرج فيها عام 1937 على قمة دفعته ويقيم الفنان محمد صبرى أول معارضه عام 1943 فى "جولدنبرج" بقصر النيل ويعود طالباً مرة أخرى فى القسم الحر بالفنون الجميلة وأتيحت له فرصة كبيرة للممارسة والتفوق ليحصل فناننا على المركز الأول والبعثة الداخلية لمرسم الأقصر فى هذه الفترة . فى أول اشتراك له فى مسابقات الفن فاز الفنان محمد صبرى بالمركز الأول ليحصل على الميدالية الذهبية فى المهرجان الفنى الكبير الذى أقامته وزارة المعارف العمومية عام 1948 وقد جمع أعماله فى هذه الفترة ليقيم بها معرضاً عام 1950. كان هذا المعرض نقطة تحول فى حياة محمد صبرى فقد زاره فيه مدير مكتب وزير المعارف لتحدث المفاجأة للفنان حينما هاتفه مكتب الوزير د. طه حسين ليزف إليه خبر ترشيحه للسفر فى بعثة لإسبانيا عضواً بالمعهد المصرى فى مدريد والذى سيفتتحه د. طه حسين أوائل الخمسينيات وهو أول معهد ثقافى فنى يقام فى أوروبا والتحق فى هذه الأثناء بكلية سان فرناندو ورشحه أساتذته لعمل معرض فى مايو عام 1951 وهو لا يزال طالباً بالكلية وذلك بالمتحف القومى للفن الحديث ضم أعمالاً رسمها فى مصر وأخرى فى مدريد ، وكان هذا المعرض هو أول معرض مصرى يقام فى مدريد. يعود محمد صبرى من هذه البعثة بعد حصوله على درجة الأستاذية من كلية سان فرناندو ، وأول معارضه بعد العودة أقامه عام 1953 فى أتيليه القاهرة وافتحه السفير الإسبانى بالقاهرة وزوجة ونجل د. طه حسين. عين الفنان محمد صبرى عضواً فنياً بمعهد الدراسات الإسلامية بمدريد عام 1959 ليندمج فى الحركة الفنية الإسبانية ويحصل على وسام الاستحقاق بدرجة فارس عام 1961 ويحصد الجائزة الأولى فى التصوير فى صالون الخريف بمدريد عام 1964. يعود الفنان محمد صبرى إلى مصر عام 1965 ليشاهد على الواقع المرحلة الثانية لبناء السد العالى عام 1966 ليرسم لوحة كبيرة للسد العالى بالألوان الزيتية ، وقتها كان مجلس السوفيت الأعلى فى زيارة لمجلس الأمة المصرى الذى أراد أن يرد هدية السوفيت التى كانت عملاً فنياً بعمل فنى فاختار د. ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك هذه اللوحة ليهديها باسم مصر لمجلس السوفيت الأعلى. دعوة رسمية تلقاها الفنان من إسبانيا لإقامة معرض شرفى خاص ضمن المعرض العام فى مدريد وهو معرض كبير يقام فى حديقة "روتيرو" بقصر فيلاسكيز وذلك عام 1967 ليقيم معرضاً لأعماله بقاعة الشرف ويفتتحه ملك إسبانيا وسفير مصر فى مدريد وكان معرضاً ناجحاً بكل المقاييس رشح من خلاله ليصبح أول عربى عضواً أكاديمياً فى أكاديمية سان فرناندو بمدريد والتى تشرف على الحركة الفنية فى إسبانيا فى عام 1972 اختير الفنان عضواً أكاديمياً مدى الحياة بالأكاديمية الملكية سان كارلوس كما أقامت وزارة الثقافة الإسبانية معرضاً شاملاً للوحات الباستيل التى أبدعها عبر تجواله فى بلدان 9 محافظات فى الفترة من اكتوبر 1979 وحتى يونيو 1980 وقد أصدرت الوزارة كتالوجاً خاصاً عن حياته الفنية وملصقاً كبيراً بالألوان تقديراً وتكريماً لمكانته الفنية وهذا المعرض الأول من نوعه لفنان مصرى وعربى . العديد من الجوائز والأوسمة حصل عليها الفنان محمد صبرى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى رائداً لفن الباستيل عام 1974 ووسام الملكة إيزابيل الذى منحه له ملك إسبانيا تقديراً لفنه كما حصل على ميدالية ودبلوم الأكاديمية الملكية سان فرناندو بمدريد باعتباره عضواً بها ، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون عام 1997. وخلال الأعوام الماضية رشحته جامعات المنصورة وحلوان والمنيا لنيل جائزة النيل فى الفنون وهى أعلى جوائز الدولة فى مصر.