200 قنبلة نووية أمريكية تم نشرها فى كل من بلجيكا وايطاليا وهولندا وألمانيا وتركيا. هل هناك مواجهة متوقعة بين حلف الأطلنطى «ناتو» من جانب وروسيا الاتحادية من جانب آخر؟ وماهى القدرات الروسية على المواجهة المرتقبة؟ إنه سؤال مهم يفرض نفسه على وسائل الاعلام العالمية بوجه عام والروسية والأمريكية على وجه الخصوص ما يؤكد حالة التوتر الفعلى فى العلاقات بين الطرفين. وكان التوتر المباشر فى العلاقات بين الطرفين قد تعاظم خلال شهر نوفمبر الماضى عندما أقدمت تركيا على اسقاط مقاتلة قاذفة روسية فوق الأراضى السورية على مسافة قريبة جدا من الحدود الدولية التركية السورية. الروس أكدوا أن الحادث كان بمثابة انتقام تركى بمباركة «ناتو» عقب تمكن روسيا من كشف وتوثيق الدعم التركى لتنظيم «داعش» فى سوريا وتورط الأتراك فى تجارة النفط الذى يسرقه «داعش» من سوريا. وفى مطلع ديسمبر الحالى دعا حلف «ناتو» جمهورية الجبل الأسود «مونتنيجرو» للانضمام الى صفوفه. وقال أمين عام حلف «ناتو»، ينس ستولتنبرج، إنه يتوقع أن تنتهى المفاوضات بشأن منح الجبل الأسود عضوية الحلف مطلع العام المقبل 2016. كما أشار ستولتنبرج الى أن هناك تطورات على طريق انضمام كل من البوسنة والهرسك، وجورجيا، ومقدونيا الى »ناتو«. وهى جميعها خطوات تمثل زحفا منظما من حلف «ناتو» لحصار واحتواء روسيا. وكان من المنطقى أن يعلق الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميترى بيسكوف، على هذا الأمر بالقول إن: «تمدد ناتو نحو الشرق لا يمكن إلا أن يؤدى الى رد فعل روسيا». وقد نقلت وسائل الاعلام الروسى تصريحات وزير الدفاع الروسية، سيرجى شويجو، وتأكيده أن ما يقرب من 200 قنبلة نووية أمريكية تم نشرها فى كل من بلجيكا وايطاليا وهولندا وألمانيا وتركيا. كما أكد الوزير أن قوات الناتو فى دول البلطيق وبولندا ورومانيا، زادت من عدد الطائرات فى الآونة الأخيرة بمقدار 8 مرات ومن ناحية العدد ب13 مرة. كما نظرت روسيا بقلق الى تصريحات نائب وزير الدفاع البولندى، توماس شاتكوفسكى، حول اعتزام بلاده النظر فى تقديم طلب الى حلف الناتو، لنشر قنابل نووية أمريكية فى بولندا، ضمن البرنامج المعروف ب «البعثات النووية المشتركة». وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أعلنت فى وقت سابق «وجوب» وقف «البعثات النووية المشتركة» لحلف ناتو، نظرا لأنها تعتبرها انتهاكا مباشرا لاتفاق منع انتشار الأسلحة النووية، الذى التزمت بموجبه الدول النووية، بعدم منح الدول غير النووية، السيطرة على الأسلحة النووية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وفى الولاياتالمتحدة التى تدرس أيضا نتائج أى مواجهة مسلحة مباشرة مع روسيا حذرت مجلة «فوربس» الأمريكية من امتلاك روسيا عددا من المزايا التى قد تضمن انتصارها فى مواجهة محتملة مع «ناتو« وذلك لعدد من الأسباب كما يلى : أولا:لم يستعد الناتو بشكل جيد لصد التهديد المحتمل. فقوات ناتو وفى مقدمتها القوات الأمريكية ليست مجهزة لمحاربة عدو لديه دبابات ومدفعيات وطائرات هجومية. ثانيا: موقع روسيا الجغرافى المميز. ثالثا: روسيا اعتادت على القتال برا على مدى التاريخ، والقدرة على التعبئة السريعة، فنظرا لعدد القوات المسلحة فى الجزء الغربى من روسيا، فانها تستطيع أن تجمع العدد المطلوب من قوات الجيش بسرعة فائقة. رابعا : القوات الجوية للناتو قد لا تكون فعالة، فضلا عن امتلاك روسيا منظومات دفاع جوى قوية. فعلى سبيل المثال، يمكن لمنظومات الدفاع الجوى الروسى أن تسيطر على جزء كبير من المجال الجوى البولندى، ولذلك فان الصواريخ الروسية ستتمكن من اسقاط أى طائرة غير مجهزة بتقنيات التخفى. خامسا : الأسلحة الروسية أصبحت أكثر قوة. فقد صممت روسيا عددا من الأسلحة التقليدية المتقدمة، نظرا لأن الجيش الروسى أصبح أكثر احترافا، بينما أمريكا وحلفاؤها لم يستثمروا ما يكفى فى مجال التكنولوجيات الجديدة! سادسا : يمكن لروسيا أن تستخدم أسلحتها النووية، وخصوصا أن عقيدتها العسكرية لا تستثنى ذلك. وهكذا وعلى الرغم من التأكيدات بشأن التزام حلف «ناتو» و روسيا ضبط النفس وعدم انجرارهم فى مواجهة عسكرية مباشرة مدمرة فان المواجهات غير المباشرة تجعل من الصدام العسكرى المباشر بالسلاحين التقليدى وغير التقليدى أمرا قابلا للوقوع.