فشلت إسرائيل في إرغام أكثر من ألف وستمائة أسير فلسطيني في معتقلات الاحتلال لوقف إضرابهم عن الطعام, احتجاجا علي تردي أوضاعهم المعيشية داخل السجون والمطالبة بوضع حد لمعاناتهم. يأتي هذا الإضراب في الذكري الثالثة والثلاثين ل يوم الأسير, وهو اليوم الذي خصص للوفاء للشهداء الأسري, والتضامن مع العشرات من الذين مازالوا قابعين في سجون الاحتلال. لقد تعرض عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في ظل احتلال دام64 عاما للاعتقال والسجن. فما من بيت فلسطيني إلا ولديه معتقل أو أكثر في السجون الإسرائيلية والتي تضم نحو خمسة آلاف أسير فلسطيني من رجال ونساء وأطفال. ومن أشهر الأسري الذين مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال مروان البرغوثي الذي يعد زعيم أسري فتح وعليه خمسة أحكام مدي الحياة بتهمة القتل. وفي السجون الإسرائيلية قد يظل الفلسطيني معتقلا لعدة أشهر دون الإفصاح عن سبب اعتقاله, مع استخدام أبشع أساليب القمع والتعذيب لانتزاع الاعترافات منه. إن إسرائيل في تعاملها مع الأسري تتجاهل تماما أبسط القواعد الدولية وتتصرف وكأنها دولة فوق القانون.ومنذ عدة سنوات زار دكتور أرون غاندي إسرئيل, وهو حفيد الزعيم الهندي المهاتما غاندي ومدير معهد غاندي للاعنف بمدينة ممفيس الأمريكية, وأشار إلي أن ممارسة اللاعنف سوف تحسن من صورة الفلسطينيين في الولاياتالمتحدة, لأن فلسطين حسب قوله, ليس لديها القدرة الاقتصادية والعسكرية لمواجهة دولة مثل إسرائيل لديها ترسانة عسكرية قوية وأيضا أصدقاء أقوياء يساندونها. لقد استخدم غاندي الإضراب عن الطعام كوسيلة للتعبير عن آرائه ونجحت مثله كثير من الحركات التحررية في إسقاط أنظمة قمعية مستخدمة الكفاح غير المسلح. وكما يقول يوري أفنيري الكاتب والناشط الإسرائيلي المعروف مثل نيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا العنصرية, قد يكون الرجل الموجود بداخل السجن أكثر أهمية من الزعماء الذين خارجه.