وزير التعليم العالي يؤكد أهمية تنوع الأنشطة الطلابية لذوي الإعاقة بالجامعات    محافظة الدقهلية تواصل فعاليات دمج أطفال دور الرعاية بالمجتمع (صور)    أسعار البيض اليوم الجمعة بالأسواق (موقع رسمي)    قمة مصرية روسية اليوم بموسكو لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات    لأول مرة.. بابا الفاتيكان أمريكيا| وترامب يعلق    خلافات عميقة وتهميش متبادل.. العلاقة بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟    ريال مدريد يستعد لإعلان تنصيب ألونسو خلفًا ل أنشيلوتي    إحباط محاولة غسل 50 مليون جنيه من تهريب المخدرات وضبط عنصرين أجنبيين بمدينة نصر    5 حالات اختناق بمنزل وحادث اعتداء على سوداني بالجيزة    ضبط عناصر إجرامية بحوزتهم مخدرات بقيمة 3.5 مليون جنيه    عرض فيلم "Only the River Flows " بمكتبة مصر الجديدة العامة    بوتين: روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة    وفد «محلية النواب» يتفقد الخدمات الصحية لمستشفى الناس بشبرا الخيمة (صور)    احتفالات روسيا بالذكرى ال 80 للنصر العظيم..حقائق وأرقام    مصلحة الضرائب: 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    فاركو يواجه بتروجت لتحسين الوضع في الدوري    ماركا: تشابي ألونسو سيكون المدرب الجديد لريال مدريد    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    وزير الري: سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ تيسيرا ودعما للمستثمرين    وزير الإسكان: بدء تنفيذ مشروع «ديارنا» السكني بمدينة القاهرة الجديدة    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني للطلبة المصريين في الخارج غدا    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    وزير المالية: الاقتصاد المصري يتحرك بخطى جيدة ويوفر فرصًا استثمارية كبيرة    مروان موسى ل«أجمد 7» ألبومى الجديد 23 أغنية..ويعبر عن حياتي بعد فقدان والدتي    حفيدة الشيخ محمد رفعت: جدى كان شخص زاهد يميل للبسطاء ومحب للقرآن الكريم    الجيش الأوكراني: تصدينا خلال ال24 ساعة الماضية لهجمات روسية بمسيرات وصواريخ    اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    أحمد داش: الجيل الجديد بياخد فرص حقيقية.. وده تطور طبيعي في الفن    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دوار الصراحة يواصل فتح صندوق رسائل البحر الأحمر(3-3)
فى الغردقة أجانب ولاد بلد !!

منذ أن بدأنا فى كتابة ونشر هذا الملف الذى اخترنا له عنوانا «رسائل البحر الاحمر» ، ونحن نكتشف ومع كل رسالة ننشرها إكتشافات مهمة «او هكذا تبدو لنا» وإن كنا نشعر ببعض الذنب لأننا لم نكتشفها من قبل .
كانت بداية هذا الاكتشاف هو أن أزمة السياحة الحالية ومغادرة السياح الروس وجنسيات اخرى سواء كانت فى شرم الشيخ او الغردقة ، لم تات بسبب حادث سقوط الطائرة الروسية فقط، إنما لسيطرة الوكلاء الاتراك وشركائهم من الروس على سوق السياحة الروسى تماما وعدم وجود شركة سياحية مصرية وطنية واحدة قادرة على ان تقوم بهذه المهمة ومقاومة ذلك الاحتكار التركى وفتح أسواق سياحية جديدة وجلب سائحين من بلادهم ، ليكتفى رجال الاعمال والمال المصريين ببناء الفنادق والقرى السياحية وتاجيرها شبة مفروشة دون النظر والانتباه الى خطورة وسيطرة ذلك الاحتكار التركى وتربصة بالاقتصاد المصرى ، وللاسف الشديد لم يهتم الاعلام بذلك الامر ورحنا نلطم الخدود ونندب حظوظنا المتعثرة .
وأما الاكتشاف التانى فكان فى ميناء سفاجا الذى لاحظنا انه استثماره السياحى محدود للغاية ، اذا ماقورن بالنقل الجوى ، رغم ان الميناء بدأ يشهد تجديدات وطفرة تكنولوجية متطورة تؤهله الى مستوى الموانى الجوية الحديثة ، ومع انه معروف رخص اسعار النقل البحرى التى يمكن ان يجلب سياحا من دول اجنبية وعربية شتى إلا اننا لم نكتشف ذلك بعد
واليوم وفى الرسالة الثالثة والأخيرة لم نستغرب من اكتشافنا المتأخر والذي لم يسلط الضوء الاعلامى عليه كما ينبغي وهو وجود الآلاف من الاجانب تقول التقديرات ان عددهم يتجاوز ال40 الف اجنبى ومن جنسيات مختلفة ، يعيشون ويقيمون ويعملون منذ عشرات السنين بالغردقة وفى مختلف احيائها السكنية شعبية كانت أوراقية ، وهناك من يعيش فى مدن اخرى مثل « سفاجا، والقصير، ومرسى علم »، ومنهم من حصل على الجنسية المصرية واخرون اعتنقوا الاسلام وباعداد تجاوزت العشرة آلاف ربما اكثر حسب التقديرات التى سمعناها
حكايات متنوعة .. وورقة انتحار
فأنت وبكل سهولة يمكن ان تلتقى بهؤلاء الاجانب ولاسيما الروس والالمان الذين يشكلون اغلبية من هؤلاء السكان داخل اى حى بالمدينة «الدهار، شمال الاحياء، السقالة، الكوثر»، فلقد أصبحت مصر وطناً ثانيا لهم ، أو شبه وطن للبعض الآخر، إذن ما الذى جذبهم للاقامة والاعاشة فى هذا البلد ، هل هى حكايات الحب وقصص الزواج من المصريين كما يتردد وشائع عن غالبية المقيمين والذى لاحظنا ان نسبة كبيرة منهن سيدات وفتيات ، ام لديهم مشروعات سياحية مثل الغوص وشركات السياحة ووجد وفى مصر الامن والامان والسوق السياحى المناسب ، وهناك من يرى انه عشق مصر واهلها وبساطتها فقرر ان يستكمل بقية عمره وحياته فيها ، وتلك الحكايات تستطيع ان تسمعها من ارباب المعاش والذين قرروا الاقامة فى الغردقة واشترو وحدات سكنية ويعتمدون على مايصرف لهم من معاش ..
لكن الاغرب من ذلك كله هو هذا الاقبال المتزايد وكل يوم جمعه تقريبا على مسجد الميناء ومساجد اخرى بالمدينة من هؤلاء الاجانب وعائلات بأكملها تذهب اليها لتشهر اسلامها، وقد ذكر هؤلاء المعتنقون فى حيثيات اعتناقهم أن اجمل شئ احبوه وشعروا به وطمأنهم فى بدخولهم الإسلام من هذا البلد ، بعد ان ايقنوا أن مصر بحق بلد الامان والطمأنينة وسماحة الاسلام لدرجة انك لاتجد شخصا او عائلة اجنبية اشهرت اسلامها هنا، الا وتحدثك عن عن سماحة اهل مصر وخلوها الواضح من الفتن والطائفية وكيف انها البلد الوحيد ربما فى العالم الذى تفرد بتلك الظاهرة، فيكفى انهم اثناء ثورة يناير شاهدوا هذا البلد يعيش بلا شرطة او قوات امنية ومع ذلك كان الامان بها متوفرا جدا وبطريقة مذهلة وهو مالايتوافر فى اى بلد اوروبى او امريكى يمكن أن يعيش ولو لمدة 24 ساعة فقط بدون حماية امنية ، مما يدعوك أن تكتشف سر العبقرية المصرية فى احتضان مصر للغرباء مهما كانت ديانتهم وعقائدهم البساطة، تكمن فى التسامح والتراحم السائد بين المصريين مهما بلغت بهم الازمات..

قلنا لانفسنا .. لقد استجاب الله لدعوة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام لما دخل مصر واقام بها حين قال : اللهم انى غريب فحببها الى وغلى كل غريب ، فمضت دعوته، فصار كل غريب يأتى اليها ويدخلها إلا واحب المقام والعيش بها، الامر الذى يجعلنا نلوم الاعلام و انفسنا من تجاهله لجوانب الحياة الاخرى وعدم اكتشافها فى هذه المدن السياحية رغم أن اسقاط الضوء عليها يمنحها الاهمية فى دعم السياحة وانعاشها .
واخر الاسبوع الماضى وفى احد الفنادق استيقظ رجال الامن بالغردقة على بلاغ حادثة انتحار سائحة سويسرية ، وعثرت اجهزة التحقيق عند معاينة الحادثة على ورقة تركتها المنتحرة مكتوبة بخط يدها تقول فيها: اعتذر اولا عن ازعاج السلطات المصرية لكن تمنيت ان اموت فى مصر ويكون اخر ماتقع عليه عينى هو شمسها الذهبية وطبيعتها الساحرة وهذا سبب انتحارى .
صحيح ان القصة مأساوية لكنها تلقى بدلالات كثيرة على مدى اهمية بلادنا وتاثيرها على نفسية الاجانب وعشقهم لها ، وهناك سيدة روسية تعيش فى حي الدهار مع اسرتها منذ عشر سنوات تحكى انها غادرتُ روسيا عندما كانت في السادسة عشرة من العمر، وفي البداية درستُ في أحد البلدان العربية، بعد ذلك وجدت نفسها في مصر، وفي القاهرة ارادت أن تمارس اللغة العربية عملياً، وأن تقضي بعض الوقت قبل موعد التقدم لإحدى الجامعات الروسية، ولكن القدر قادها إلى طريق آخر، لتعيش هنا فى الغردقة ، مع زوجها المصري وطفلاها، وتقول عن عشقها للمكان : هنا يجذبني الطقس قبل أي شيء آخر ، فهنا صيف دائم وبحران، ولا داعي للتفكير بالثياب الشتوية، أو الخوف على تسريحة الشعر تحت المطر، أو اللقاحات الموسمية، حتى أنني أسافر إلى روسيا في الصيف، لأنني صرت غير معتادة على الطقس البارد، فلم أر الشتاء منذ اثني عشر عاماً، وفي الحقيقة فإنني لا أفتقد الشتاء كثيراً، لأنه يوحي لي دائماً بالكآبة، كما أنني على ثقة من أن المناخ الذي نعيش فيه يترك بصماته على طباعنا، وعلى أحاسيسنا تجاه العالم المحيط، أليس لهذا السبب تجد الناس في الشرق مبتسمين، مسترخين، ومضيافين؟
وأما السبب الآخر الذي يجعل الروس والأجانب الآخرين يحبون مصر فهو الأسعار الرخيصة نسبياً: الغاز، البنزين، الفاكهة، الخضار، المطاعم، ممارسة الرياضة، إيجارات السكن، كل ذلك أرخص مما هو عليه في روسيا.
بينما تؤكد احدى العائلات النمساوية بأن" مصر بيتهم الريفي"، وفي الواقع، فإنه لا يفصل مدينتهم عن مصر سوى بضع ساعات من الطيران، وساعتين من الفرق في التوقيت، وبالمقابل: باقة من الشمس والبحر وابتسامات الترحيب على وجوه السكان المحليين.
وكما قلنا تُشكّل النساء المتزوجات من مصريين القسمَ الأكبر من الجالية الروسية في مصر ، وتتراوح أعمار الأطفال المولودين من زيجات مختلطة ما بين حديثي الولادة والخامسة والعشرين، كما يوجد أولئك الذين ولدوا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، وفي الغالب لا تُظهر أسماؤهم انتماءهم القومي، فعادة ما يحمل الأطفال في الأسر الروسية العربية أسماء عربية يمكن أن نصادفها في روسيا، مثل: تيمور، كريم، أدم، ياسمين، ناديا، صوفيا، وبالمناسبة فإن والدة الفنانة العربية الشهيرة نيللي كريم هي روسية، ولكن ليس الجميع يعرفون ذلك. ومن هنا نشأت فصول التعليم الروسى التى تعد اشبه بالمدرسة .. ينضم اليها غالبية الاطفال من امهات روسيات وهى عبارة فيلا مؤجرة لكن وضعها القانونى غير مكتمل وتنتظر مع اكتمال افتتاح القنصلية الروسية ان تصبح مدرسة كاملة الاركان
وتبتسم ناتاشا التي تعيش منذ فترة طويلة في الغردقة قائلة: " توجد عندنا في الطابق شقةٌ للإيجار، وغالباً ما يستأجرها روس، لأن منطقتنا تقع في وسط المدينة، ويمكن التعرف بسهولة على أولئك الأشخاص الذين جأوا من فترة قصيرة، فنظرتهم غير مهتمة، وتراهم مستعجلين وجديين، ذلك أنهم لم يغيروا إيقاع حياتهم بعد، لم يشتاقوا للغتهم، لا يبحثون عن أصدقاء بين وجوه مواطنيهم الجدد.
إحساس غريب ومطمئن !
غريب جدا هذا الاحساس ، فلم نكن نشأ ان نتطرق كثيرا الى هذه النقطة التى تتعلق باعتناق الاجانب المقيمين فى الغردقة للاسلام والذى يقولون ان عددهم يتجاوز الآلاف ، ولكن ماذا تفعل عندما تفاجأ وكلما مررت بمكان يحدثك الناس عن مساجد الغردقة ومسجد الميناء بصفة خاصة وكيف اصبح قبلة للراغبين من الاجانب فى دخول واعتناق الاسلام وعقب كل صلاة جمعة على أيدى شيوخه على الرغم من حداثة بنائه وكما يؤكد امام المسجد الشيخ طارق السعيد إنه إلى الآن دخل الإسلام في المسجد اكثر من 50 أجنبيا من مختلف الجنسيات والثقافات. ويعد أكبر مسجد يقع على شاطئ البحر ، تحفة معمارية ويتسع لأكثر من 10 آلاف مصلّ وهو يحتوى على مكتبة متنقلة، تزخر بالكتب الدينية بمختلف اللغات، وكتيبات توزع مجانا على السائحين الأجانب، فماذا اذن عن بعض من حكايات اعتناق هؤلاء الاسلام.
العمدة سلمى والحائرة امينة
« لم تنجب أطفال حتى الان »، ولانها تعرف جيدا أصول الدين الإسلامى سمحت لزوجها بالزواج من آخرى مصرية حتى لا تحرمه من نعمة الاطفال، فقد رأت فى سعادتها فى تربية اطفال زوجها وسعيدة بتربية اولاد ، هكذا بدأت تحكى «سلمى» الانجليزية الاصل بطريقة مصرية خالصة فخورة جداً بأنها تحمل بطاقة الرقم القومى المصرى والجنسية المصرية بجانب الجنسية الانجليزية ، اما مونيكاالايطالية التى تتمنى الانجاب فتسعى هى الاخرى فى تسجيل وإعداد أوراق الرقم القومى ايضا لكى تحمل لقب "مصرية مسلمة"
قالت العمدة سلمى والتى حصلت على هذا اللقب لقدرتها على ادارة شئون السيدات المسلمات الاجانب وحل مشاكلهن والكلام مازال للعمدة سلمى.. نعم أحب مصر واعيش فيها منذ 24 عاما، بدايتها كانت فى الأقصر عندما ألتقيت مع حسن زوجى ثم انتقلنا للعيش هنا بالغردقة، بينما راحت امينة (30سنة ) بولندية الأصل تحكى لنا حيرتها التى سبقت اشهارها لاسلامها عندمااستغرقت فترة من البحث عن الاديان السماوية وكيف سافرت الى الهند للتعرف على ديانات اخرى مثل السيخ والهندوس وظللت معهم لفترة ليست طويلة ولكن وجدت ان هذه الديانات لا علاقة لها بالتوحيد والله سبحانه وتعالى، لدرجة انها ومن شدة البحث واهتمامها بالعثور على ديانة تستريح اليها وتهدأ اعصابها وعقلها، اعتنقت ديانة هى اقرب الى البوذية " الدومنيك " فجربتها فلم تجد مايقنعها او يقربها الى الله، مما اصابها بأرق شديد وحيرة بداخلها حتى عرفت الاسلام وجدت انه من ابسط الأديان، قالت امينة : وجئت الى هنا وتزوجت من مصرى مسلم وطلبت منه الذهاب الى أحد المساجد ليحدثها الدعاة او الشيوخ هناك عن الدين الإسلامى والإسلام ويعلمها القرآن ، فالتقيت بالشيخ رجب وجارة بلجيكية تدعى "بسكال" مسلمة كانت تتحدث العربية بطلاقة عرفتى انه لا فرق بين الرسل وهذه هى اصل عقيدة الاسلام وبان الله واحد لا شريك له ،.وكانت هذه هى نقطة الانطلاق الى الاسلام .
يقاطعها بهدوئه الشديد وابتسامته الطفوليه الشيخ طارق سعيد متباهيا بان هناك 62 سيدة تم اشهار إسلامهن على يده بالمسجد قائلا .. ولكى تصل الرسائل صحيحة الى الغرب فلابد من تغيير الخطاب الدينى ومواكبة التكنولوجيا فى التواصل ولذلك فالأزهر يرسل البعثات من الأئمة والوعاظ الى الدول الأوروبية لتوصيل الصورة الصحيحة للإسلام وتوضيح الأمور الملتبسة .
وتأتى اخلاق بنت نيجيرية مسلمة وحديثها عن الله سبحانه وتعالى تدخل جنى الاوكرانية فى حالة روحانية تجعلها تفكر جيدا فى اعتناق الاسلام التى قالت لنا وبصوت رقيق من وراء النقاب : جئت الى مصر فى زيارة طويلة وتعرفت على زوجى فى الاسكندرية ، ولاحساسي الشديد بان علاقتنا المحترمة المليئة بالحب والتى لايشوبها اى انتهاك اخلاقى وأنها ستستمر .. بدأت أهتم بالدِّين الاسلامى واقرأ فى القرآن وابحث فى كتب التعاليم الاسلامية وبعد شهر واحد تزوجنا، رجعت الى أوكرانيا وذهب زوجى لعمله بإنجلترا وبقيت انا هنا فى الغردقة وتحجبت ونطقت الشهادة وهنا قاطعتنا «العمدة سلمى» وقالت جنى اشطر طالبة علم رأيتها حتى اليوم فقد أعطيتها كتاب «عبقرية عمر» فقرأته من الجلدة للجلدة مرتين وتكاد تكون حفظته .
تتدخل فتاةا ايطالية قائلة : «انا مونيكا» ومن إيطاليا وعندى 34 عاما جئت الى مصر للعمل ، قابلت زوجى وأعجبت به وتزوجنا سريعا فى الحلال منذ عام 2003 ، وكنت لا اهتم بدينه على الإطلاق الا اننا حينما فكرنا فى إنجاب اطفال وكان عام 2005 بدأت أفكر فى الاسلام وأدرسه وابحث فى تعاليمه الفقهية ، لان الاطفال سيتبعون ديانة أبيهم فكان على ان افهم ماهو الاسلام الذى سأعلمه لاولادى. لكن وعندما تطرقنا الى مشهد التامر الذى ينسجه اعداء مصر من المتطرفين وكيف يحاولون تشويه سمعتها الامنية ولا يلتفت احد الى هذه الحقائق ، راحت العمدة سلمى تحكى وباعجاب مدهش قائلة : يكفى مصر انه اثناء الثورة ظللنا 17شهرا بدون شرطة او بوليس «لو ظللنا ساعة واحدة بلندن بدون بوليس تنهار المدينة كلها» والحقيقة ان البلد آمنه مائة فى المائة ولو قارنت بين مصر وأوروبا ستجد ان أوروبا هى غير الآمنة، بل يوجد هنا تكافل اجتماعى وحميمية شديدة بين الناس وبعضها وان لم يظهر ولكن هذا هو احساسنا ..
وبصوت فيه حسم شديد .. راحت تنتقد " الميديا العالمية " وتتهمها بالكذب لانها وبساطة تعطى صورة مزيفة عن سماحة الاسلام وبساطة مصر وقالت : ولكن للاسف الشديد الميديا فى مصر لاترد على ذلك ولاتفعل شيئا هى مهتمة فقط بعملية الربح اكثر من التوضيح ونقل الرسائل الحقيقية .. لذلك لابد على كل مسلم مصرى يوجد فى درس موعظة او خطبة الجمعة ان ينقل هذه المعلومات للآخرين حتى نجد للإسلام الصحيح صدى وان يؤدى كل مسلم دوره ، ونحن نقوم بالتواصل مع اصدقائنا واقاربنا بالخارج لتوضيح الصورة بقدر الإمكان ..
واتفقت معها ايضا أمينة وقالت نحن نعتمد على تصدير لغة الخوف والرعب والدراما ، بالاضافة الى عدم وجود كتب تتحدث عن المفاهيم الاسلامية والتفسيرات باللغة البولندية ولا يوجد غير القرآن فقط وبالتالي يأخذ جزءا من الاية بمفهومه هو ويطرحها ويترك الآيات الاخرى المكملة للمعنى ، فلابد من ترجمه بعض الكتب الى البولندية لتصحيح هذه الأخطاء وفهم الاسلام بطريقه صحيحة .
وجاء صوت "جنى" ليطمئننا على حال الاسلام بأوكرانيا وقالت هناك مجهود كبير يبذله المسلمين الاوكران بتبصير الناس بان الاسلام برئ من الاٍرهاب .
واعربت مونيكا عن تفاؤلها عندما قالت نعم .. الميديا بإيطاليا مثل الميديا العالمية تهاجم الاسلام وتربط بينه وبين الاٍرهاب ، ولكن .. ظهرت مؤخرا منظمة من الشباب يسمون أنفسهم «الشباب المسلم فى إيطاليا» من جنسيات مختلفة ولهم مكاتب فرعية فى إيطاليا يقومون بمقابلة الصحفيين والاعلاميين بالتليفزيون ليعرفوا معنى الاسلام بطريق بسيطة وصحيحة من خلال اللقاءات الصحفية والحوارية معهم وطالبت بضرورة فتح مكاتب فرعية للأزهر للمساندة والإشهار والحصول على الأوراق الرسمية واستخراجها والتوثيق الرسمي بدلا من الذهاب الى القاهرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.