أعجبنى فى مؤتمر الرياض للمعارضة السورية أنه أنتج هيئة عليا للمفاوضات مع النظام السورى تضم شخصيات معارضة أومستقلة كنت أعرفها منذ ماقبل تولى بشار الأسد الرئاسة منذ 15عاماً. ومن هؤلاء المعارض رياض سيف الذى كنت عندما ألتقيه تعجبنى جرأته وعلانيته فى انتقاد الفساد داخل النظام. أما الدكتور رياض نعسان أغا، الذى تم اختياره من بين المستقلين أعضاء الهيئة، فقد كان يقول رأيه باستقلالية مقبولة فى أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد. وإذا تم ضم ممثلى هيئة التنسيق الوطنية وممثلى معظم الفصائل العسكرية، فإن هذا يدل على أن الوفد يضم معارضين حقيقيين. ولفت انتباهى أيضاً تأكيد المجتمعين الالتزام بنظام سياسى يمثل كل مكونات الشعب السورى دون تمييز على اساس دينى أوطائفى، وهو ماجرى تفسيره بأنه تلميح للسوريين من «العلويين» الذين ينتمى إليهم الرئيس السورى والأكراد الذين لم يحضر أحد أقوى ممثليهم والمسيحيين الذين يتم حساب معظمهم على نظام يقال إنه يتحدث عن دفاعه عن الأقليات. أما مصير الرئيس بشار الأسد، المختلف حوله حاليا، فإن لدى تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة عن «مجموعة العمل من أجل سوريا» عام 2012 حول «بيان جنيف»؛ الذى يعد أساسا للحل. ويتحدث التقرير عن إقامة هيئة حكم انتقالية «باستطاعتها» أن تهيئ بيئة «محايدة» تتحرك فى ظلها العملية الانتقالية. وبالنظر إلى كلمتى «باستطاعتها» و«بمحايدة» فإن الاستطاعة تتطلب وجود الأسد وحلفائه وأن البيئة المحايدة تحتاج إلى إرادة منه ومن حلفائه خصوصاً روسيا ورقته الأخيرة فى النزاع وإيران وحزب الله اللذين أثبتا فاعليتهما فى الاتفاقيات المحدود بين المعارضة والنظام فى الداخل، فضلاً عن حاجتها البيئة إلى ضمانات من القوى الإقليمية والدولية المساندة للمعارضة. لهذا ربما يكون الحل بقاء الأسد حتى منتصف المرحلة الانتقالية. لمزيد من مقالات عاطف صقر