أكدت البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية، في ختام أعمالها أن الانتخابات البرلمانية لاختيار مجلس النواب 2015 حازت ثقة المجتمع الدولي، وإن المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية، شهدت عددا من المخالفات لكنها لم تؤثر علي شفافية ونزاهة العملية الانتخابية ولم تستطع النيل من حيادية الانتخابات ،وأن قوات الجيش وقوات الأمن ورجال القضاء، أدوا دورهم علي أكمل وجه ووقفوا موقف الحياد من الجميع. وقدمت عددا من التوصيات الي اللجنة العليا للانتخابات في تقريرها عن المرحلة الثانية والانتخابات تتضمن العمل علي تأسيس مفوضية دائمة للانتخابات، وتأكيد ضمانات الإطار القانوني والدستوري الذي تجري خلاله العملية الانتخابية، وضرورة السعي لزيادة الوعي والتثقيف الانتخابي وتوفير المعلومات اللازمة للناخبين،والعمل علي تعزيز العلاقة بين المجتمع المدني والأحزاب السياسية لوضع استراتيجيات جديدة للعملية الانتخابية وسرعة تشكيل مفوضية دائمة تكون مسئولة عن الإشراف علي الاستحقاقات الديمقراطية،و التعاون بين الأطراف الانتخابية وأجهزة الدولة المنظمة للعملية والجهات المشرفة عليها. وقال أبوذر المنا رئيس البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات خلال المؤتمر الصحفي للبعثة أمس، ان البعثة تابعت نحو 164 دائرة انتخابية مثلت 80% من دوائر الجمهورية، تابعت خلالها 7801 مركز اقتراع ،كما أن متابعي البعثة كانوا قريبين من المشهد الانتخابي، ما منحهم القدرة علي تقييم العملية الانتخابية برمتها، التي جاءت وفقا للمعايير والمعاهدات الدولية. وأضاف أن مصر واجهت تحديات جسيمة منذ عام 2013، إلا أنها ظلت قادرة علي تخطي كل الصعاب، لذلك فإن البعثة الدولية تعاونت مع المصريين في متابعة استحقاقات خارطة الطريق، وفقا للدستور والقانون المصري، ومواثيق المعاهدات الدولية. وقال فيليكس موتاتي رئيس بعثة الكوميسا أن الشعب المصري ضرب مثالا جيدا يحتذي به رغم الارهاب بالنزول في الانتخابات وإصراره علي إنهاء خارطة الطريق وأن أهالي سيناء شاركوا في الانتخابات وتحدوا الظروف وأصروا علي التصويت وهذا يحسب لهم ، وأن الانتخابات جرت في جو يتسم بالسلمية الكبيرة وسط حضور قوي من قبل الجيش والشرطة ، وأنه يجب حل المشكلات السياسية التي أدت إلي عدم نزول الشباب للتصويت، ووجه التحية للنساء اللاتي تم انتخابهن، وأنه علي نواب البرلمان عندما يدخلون البرلمان أن يتذكروا أنهم قطعوا وعودا وعهودا للناخب وعليهم تنفيذها. ولفت جان فرنسوا فاشينو رئيس وفد المعهد الدولي للسلام وحقوق الإنسان بجنيف الي أن المصريين أجابوا علي السؤال الذي يطرحه الفرنسيون،كيف يتصدي المصريون للإرهاب ويحاربونه في ظل الظروف التي تمر بهم ، والإجابة بالنزول إلي الصناديق وتحدي الإرهاب، فهذا أفضل في دحر الإرهاب ،وأنه علي النواب الجدد في البرلمان أن يفهموا رسالة الشباب بعزوفهم عن التصويت ولكن عليهم أن يتوصلوا إلي آليات تجعلهم ينزلون. وأوضح أيمن عقيل المنسق الوطني للبعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات، أن الشعب المصري تجاوز عدة صعاب خلال ثلاث سنوات راح ضحاياها العشرات بسبب الإرهاب الغادر، وأن البعثة الدولية كانت حريصة علي متابعة استحقاقات الشعب المصري بدءًا من الاستفتاء علي دستور 2014 مروراً بالانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية. وأضاف أن العملية الانتخابية شابها العديد من التجاوزات والانتهاكات، التي تتعلق باستغلال دور العبادة، واستغلال حالة الفقر لدي عدد من المصريين من خلال تقديم الرشاوي الانتخابية سواء كانت نقدية وسلعا تموينية، وتجاوز في الانفاق وتأخر فتح اللجان ،وتوجيه إرادة الناخبين أمام مراكز الاقتراع، لكن هذه المخالفات لم تؤثر علي نزاهة وشفافية العملية الانتخابية ،وإن نسبة المشاركة التي قدرتها اللجنة العليا بنحو 28% مرضية نظرًا للظرف الاستثنائي الذي تعيشه مصر. وقال الدكتور حسن موسي رئيس بعثة مركز الحقوق والتنمية أن مصر أنهت الانتقال وتعيش في ديمقراطية الآن ، وأنه للمرة الأولي تحصل المرأة المصرية والأقباط علي هذه النسبة من المقاعد في تاريخ البرلمانات المصرية وهذه سابقة تحسب لهذه الانتخابات ، كما أن الانتخابات عكست قلة تأثير القوي السياسية في مصر وضعفها في حشد جماهيرها للتصويت . وقالت السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس بعثة متابعة الانتخابات للجامعة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعثة الجامعة أن البعثة ستصدر كتيبا يحتوي علي تجربة الجامعة العربية في متابعة كل مراحل خارطة المستقبل سواء الاستفتاء علي الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأوضحت أن فرق البعثة زارت خلال يومي الاقتراع بجولة الإعادة بالمرحلة الثانية 876 لجنة اقتراع و16 لجنة فرز ووجدت في 317 مركز اقتراع ، وأشادت بالدور المهم والمميز الذي لعبته قوات الجيش والشرطة، مثل الجولات السابقة، والتي قامت بتأمين جميع مراكز الاقتراع دون التدخل في مسار العملية الانتخابية ،وأن متابعي بعثة الجامعة رصدوا في بعض اللجان التي تمت زيارتها وجود مراقبين قضائيين دورهم ضبط المخالفات الانتخابية التي قد تحدث داخل مراكز الاقتراع، وتوصي بتعميمه في الانتخابات المقبلة. وأضافت أن نحو 51.4 % من لجان الاقتراع التي زارتها فرق بعثة جامعة الدول العربية، افتتحت في الوقت المحدد طبقاً للقانون، وكان سبب التأخر في معظم الحالات هو عدم وصول رؤساء اللجان الانتخابية أو مواد الاقتراع في الوقت المحدد، مما أدي إلي التأخر في تجهيز اللجان ، وقد سجل المتابعون وجود العنصر النسائي ضمن موظفي اللجان في 91.2% من اجمالي لجان الاقتراع التي تمت زيارتها، إلا أنه في بعض اللجان التي زارتها فرق البعثة، أدي عدم استخدام أعضاء اللجان سترات أو شارات التعريف إلي بعض الصعوبات لدي الناخبين في التعرف عليهم والتمييز بين موظفي اللجان ومندوبي المرشحين.