تحولت وفاة الطفلة سارة الدرديرى التلميذة بمدرسة 24 أكتوبر التجريبية للغات بمحافظة الإسماعيلية الى مصدر لوقود الإشاعات بمدينة الاسماعيلية ، وذلك على مدار الايام الماضية بصورة دفعت عددا من أولياء الامور الى عدم ارسال اولادهم والى المدارس خوفا عليهم من الموت بمرض الألتهاب السحائى بالرغم من تأكيدات كبار المسئولين فى المحافظة وفى قطاع الصحة بصفة خاصة عدم وفاة التلميذة بهذا المرض وعدم وجود انتشار وبائى له بين طلاب المدارس. وتحولت قصة الطفلة الى حديث الصباح والمساء بين أولياء الأمور وسط مخاوف بينهم على أولادهم ، فى الوقت الذى أكد فيه اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» انه لا انتشار أو وجود للمرض بالاسماعيلية ، وقال:«لا يمكن أن أضحى بالآلاف من ابنائى من الطلاب والتلاميذ لمجرد التكتم على الامر لأنه لا يوجد من الاساس .. كما أننى ذقت من قبل مرارة فقد الابناء وهم فى سن صغيرة». وأضاف ان الموضوع يأتى فى إطار الحملة الممنهجة لتصعيد الأمور قبل ثورة 25 يناير لافتا الى انه »موضوع تسخين وتعبئة« للبحث عن مفاتيح للثورة من خلال تحريك مشاعر المواطنين فى قضايا معينة وقال : «هم يريدون الايحاء للمواطنين بأن الحكومة تركت التلاميذ يموتون من الفيروسات دون حراك ، وان الشرطة تقوم بقتل المواطنين فى الأقسام» فى اطار تصعيد ممنهج يدفع الى المواجهة مع الدولة وهو الامر الذى لن يحدث بفضل وعى المواطنين . وأوضح طاهر ان بيان الصحة أكد عدم وفاة الطفلة بمرض الالتهاب السحائى أو انتشار المرض، كما أن القوات المسلحة والشرطة والناخبين قد تعايشوا مع مدرسة 24 أكتوبر التجريبية للغات أثناء الانتخابات البرلمانية لمدة 4 أيام ولم يتعرض أى منهم للإصابة بالمرض، كما ان نقيب الاطباء بالاسماعيلية نفى بنفسه انتشار المرض بالمحافظة والخلاصة أنها «مؤامرة فى اتجاه معين». من جانبها أكدت الدكتورة نسرين يوسف مديرة الطب الوقائى بمديرية الصحة بالاسماعيلية انه لا صحة لوفاة 4 حالات بمرض الالتهاب السحائى بين تلاميذ المدارس بالإسماعيلية مؤكدة انه تم إجراء تقص وأثبتت نتائجه عدم صحة هذه الشائعات لأن وجود وفيات بهذا العدد معناه وجود وباء بين التلاميذ . وقالت: « لقد تواصلت مع ولى أمر التلميذة المتوفاة وأكد انها تعرضت لارتفاع فى درجة الحرارة وتم نقلها الى مستشفى جامعة قناة السويس ونظرا لعدم وجود غرفة عناية مركزة تم نقلها الى احد المستشفيات الخاصة بالقاهرة . وأشارت إلى أنها حصلت على التقرير المبدئى الخاص بالطالبة من المستشفى الجامعى والذى أكد أن الطفلة وصلت إليهم من مركز طبى خاص بعد تلقيها العلاج هناك لمدة ثلاث ساعات وهى فى حالة »شبه غيبوبة«، حيث تم منحها محلولا كما تم سحب عينة من السائل النخاعى وأثبتت نتائج التحاليل والمزرعة التى تم عملها سلامة الطفلة وعدم وجود فيروس، كما اكتشف الاطباء تضخم فى الكبد وتم إجراء تحاليل أثبتت ان انزيمات الكبد عالية والصفراء طبيعية . وأضافت انه تم إجراء تحليل لوظائف الكلى أثبتت وجود فشل كلوى وسيولة فى الدم ودخلت فى مرحلة حموضة الدم وهو ما يعنى خللا فى أملاح الجسم ويستلزم عناية مركزة ، ونظرا لعدم وجود سرير عناية مركزة قام والدها بنقلها الى أحد المستشفيات الخاصة بالقاهرة ، وهناك توفاها الله حيث كانت حالتها سيئة والنزيف الذى تعرضت له الطفلة من عدة اماكن كان بسبب السيولة فى الدم .