يوجد فى الأطباق والاكواب المصنعة من الفوم «Faom» مادة تسمى سيترين «Styrene»، وهى من المواد الخطرة المسببة للسرطان، ويرجع ذلك لقدرتها على تدمير الحامض النووى، أو تعطيل عملية التمثيل الغذائى. فقد ثبت أن السيترين يهاجر بسهولة من علب التعبئة والتغليف إلى الأطعمة والمشروبات. والحقيقة الغائبة أن أدوات كثيرة نستخدمها بإفراط دون إدراك حقيقة حجم الأمراض الناجمة عنها . فنحن نستعمل الفوم فى الاستخدامات المنزلية الغذائية مثل الأكواب والأطباق وأيضا فى تغليف وتعبئة الأغذية فى المطاعم والسوبر ماركت والباعة الجائلين ، وحتى الفلاحات يبعن الجبن القريش فى عبوات الفوم « ولهن عذرهن» وأيضاً نستخدمه فى الأغراض التخزينية وتغليف وتخزين الأجهزة كمانع للصدمات . وكل ما يهمنا فى المقام الأول هو استخدامات الفوم فى صنع الأكواب والأطباق وهو مادة يمكن ان تدخل إلى معدتنا مباشرة نتيجة لهوس الاستخدام المفرط فى سلسلة غذائنا، ومن هنا يجب التنويه بأننا نجلب بأيدينا قاتلنا لقد تناولت وسائل الاعلام أن فريقا من العلماء الأمريكيين قد توصل إلى أن الأكواب والأطباق المصنوعة من مادة الفوم تحتوى على مركب كيميائى يعرف باسم «سيترين» وهو يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان والبيئة ، وأنها من المواد المسرطنة . كما قام المسئولون بوزارة الصحة الأمريكية بإدراج مادة سيترين ضمن قائمة المواد السامة المسببة للسرطان لتنضم إلى القائمة المكونة من 240 مادة مسرطنة . وجدير بالذكر أن خطورة الفوم تمتد لتحدث مشاكل بيئية، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن هناك صلة بين المعدلات المرتفعة من سرطان الغدد الليمفاوية والعمال الذين يعملون فى مصانع إنتاج الفوم من خلال الاستنشاق . فقد حذرت بعض الدراسات من استنشاق غباره الذى يوصف بأنه عالى الخطورة خصوصا عند القيام بعملية سنفرته وتسويته، فعند استنشاقه يلتصق بالشعيرات الدموية الدقيقة فى الرئة بطريقة يصعب جدا خروجه منها، وإذا أهمل الشخص وسائل السلامة كارتداء كمامات فقد يدفع الثمن حياته. وأيضا، وفقا لوكالة حماية البيئة فإن «المواد المصنعة من الفوم» تسببت فى مشاكل بيئية، حيث ذكرت أن الفوم من أكثر المواد شيوعا فى سلال المهملات على الشواطئ الأمريكية، كما هو معروف عن هذه المواد بأنها تتكسر إلى كريات صغيرة وبالتالى تأكلها الطيور والحيوانات البحرية كغذاء، مما نتج عنه وفاة الطيور والحيوانات البحرية ، وقد حذرت 46 محافظة ومدينة فى ولاية كاليفورنيا من استخدام «الفوم» فى تغليف المواد الغذائية، وحقيقة الأمر ، أن حياتنا كلها باتت تعتمد على منتجات البوليسيترين وأيضا المنتجات البلاستيكية . لقد كانت الجدات يقمن بالطهى فى أوانى الفخار التى تدخل الفرن وقد أثبت العلماء وأساتذة التغذية أن هذه الأوانى صحية 100% وكانت تعطى مذاقا رائعا للمأكولات ، فما رأيكم لو عدنا للطبيعة؟! إننى أرجو من المسئولين عن جودة الغذاء إصدار التشريعات الملزمة لإنتاج مواد آمنة وبدائل مناسبة تستعمل فى حفظ وتعبئة وتغليف ونقل الغذاء والدواء. د. عوض حنا سعد الإسكندرية