«الداخلية بلطجية» .. «التعذيب فى الأقسام» .. «الشرطة عادت لممارساتها القديمة». هذه هى شعارات المرحلة التى تتم صناعتها والإعداد لها بعناية ودهاء فى أكشاك اللجان الإليكترونية داخل مصر وخارجها، ويسير وراءها شعب الفيسبوك بسذاجته المعتادة فى محاولة لاستنساخ مناضلين وضحايا وأيقونات لثورتهم الجديدة التى لن تحدث، ولن يشموا ريحتها! جميل جدا محاسبة الشرطة على أخطائها، والأجمل التعاطف مع كل ضحاياها، سواء كانوا سوابق أم شمامين أم من بتوع «مسخرة» الاختفاء القسرى، لكن بالمرة أيضا، حاسبوا كل مخطيء فى أى مجال وفى أى مهنة : حاسبوا المواطن الذى يلقى قمامة فى الطريق. حاسبوا موظف الحكومة الذى «يقبض» ولا يعمل وإذا عمل ارتشى. حاسبوا المدرس الذى يتقاضى راتبه من لحم مصر الحي، ويتفرغ للدروس الخصوصية. حاسبوا الطبيب الذى يفضل عيادته على مستشفاه الحكومي، والذى يكتب «روشتته» مندوبو شركات الأدوية. حاسبوا عامل النظافة الذى يتسول من طوب الأرض، ولا يكنس إلا بمقابل. حاسبوا سائقى الميكروباص والتوك توك واللورى والأجرة على السير الجنونى والعكسى. حاسبوا أعضاء مجالس إدارات الأندية الرياضية على إهدار ملايين الدولارات على صفقات مدربين أجانب ولاعبين أفارقة «كسر». حاسبوا من يمارس التحريض والبذاءة والتسخيف الممنهج على النت و«هاتوهم من بيوتهم»، كما يحدث فى العالم. حاسبوا الشاب الذى «يزوغ» من مدرسته أو جامعته «المجانية» للجلوس على القهوة لتدخين الشيشة والبانجو والرقص بالمطاوى على أنغام «مافيش صاحب يتصاحب». حاسبوا كل إعلامى «اغتنى» فى أربع سنوات على حساب أرزاقنا وأعصابنا وصحتنا، بالفبركة والتحريض، فطبل للجميع : مبارك و«ثوار» وإخوان، والآن يطبل لخراب مصر باسم الحرية والشفافية. حاسبوا من قاطع الانتخابات و«عمل فيها بطل»، ثم سخر من النواب الفائزين، ولو غرموه 500 جنيه لشارك صاغرا! «اتشطروا» على هؤلاء أولا، وصوروا «بلاويهم» بالموبايلات، وبعدها، «تلككوا» كما تريدون وتصيدوا الأخطاء لمن يستشهد من أجلنا، وبعضنا لا يستحق تضحيتهم! لمزيد من مقالات هانى عسل