تصاعدت أمس حدة الانتقادات العراقية علي إعلان تركيا نشر حوالي 150جنديا معززين بأكثر من 20دبابة في منطقة بعشيقة شمال مدينة الموصل، فيما نفت الولاياتالمتحدة مزاعم أنقرة أن الخطوة جاءت ضمن جهود التحالف الدولي للقضاء علي تنظيم داعش الإرهابي. ففي بغداد، وصف الرئيس العراقي فؤاد معصوم نشر مئات من القوات التركية قرب الموصل بأنه»انتهاكا للأعراف والقوانين الدولية» وقال إن»هذا الأمر سيزيد التوترات الإقليمية». وطلب معصوم من وزارة الخارجية العراقية إتخاذ الخطوات اللازمة لحماية سيادة واستقلال البلاد. ومن جانبها، دعت الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي في بيان رسمي تركيا إلي سحب قواتها «فورا» من علي أراضيها. ونقل البيان عن العبادي قوله إن «دخول القوات التركية إلي الأراضي العراقية يعتبر خرقا خطيرا للسيادة العراقية ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراقوتركيا». ومنذ عامين ونصف يتمركز جنود أتراك في شمال العراق في إطار اتفاق بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق من أجل تدريب قوات البيشمركة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي. وفي واشنطن، أكد مسئولان بوزارة الدفاع الأمريكية»البنتاجون» علي أن الولاياتالمتحدة علي علم بإرسال تركيا جنودها لشمال العراق، ولكن الخطوة ليست جزءا من أنشطة التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في إطار محاربة داعش، مشيرة إلي عدم وجود تنسيق مع الجيش التركي لنشر هذه القوات أو طبيعة مهامها. وفي أنقرة، أكدت صحيفة «ميلليت» أن إرسال قوات تركية إلي الموصل جاء وفقا للاتفاق الذي تم التوصل له بين فريدون سينرلي أوغلو وزير الخارجية السابق الذي عاد لمنصبه السابق كوكيل للخارجية مع مسعود البرزاني أثناء زيارته مدينة أربيل في 4نوفمبر الماضي، فضلا عن أن عملية استبدال القوات التركية في شمالي الموصل تمت بعلم قوات التحالف الدولية لمكافحة تنظيم داعش. وعلي صعيد آخر، ذكرت شبكة «إن. تي. في» الإخبارية أن شركة بوطاش التركية للمنتجات البترولية الحكومية تستعد لطرح مناقصة بالأيام القادمة لتدشين مشروع مد خط أنبوب الغاز الطبيعي من شمال العراق إلي تركيا ومن ثم ربطه بشبكة توزيع الغاز داخل البلاد كتدبيرا إضافي لاحتمال قطع روسيا امدادات الغاز انتقاما لاسقاط مقاتلتها في 24نوفمبر الماضي.