فى كلمة مصر أمام قمة الفوكاك الثانية

شريف إسماعيل: العالم يواجه تحديات غير مسبوقة تفرض تعزيز التنسيق الإقليمى والدولى..البيان الختامى يطالب بخطط لتحقيق التنمية المشتركة وتعزيز السلم والاستقرار للصين وإفريقيا

أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أن «المجتمع الدولى يواجه تحديات غير مسبوقة، لم يعد أى منا فى مأمن من تداعياتها، وهو ما يتعين معه تعزيز التنسيق الإقليمى والدولى للتصدى لهذه التهديدات».
وأعرب إسماعيل، خلال إلقائه بيان مصر أمام قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى الثانية (الفوكاك) بجوهانسبرج أمس، عن إدانة مصر لجميع أعمال الإرهاب وترويع الآمنين، ورفضها أى دعاوى قد تساق لتبرير هذه الأفعال الإجرامية التى تتستر وراء ستار الدين لتحقيق مصالح ضيقة وأطماع سياسية».
وشكر إسماعيل رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، وشعب وحكومة الدولة «الشقيقة» على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، كما نقل ونقل للقادة المشاركين فى القمة تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه كان يتطلع لتلبية الدعوة التى تلقاها من كل من الرئيس جاكوب زوما والرئيس الصينى شى جينبينج للمشاركة فى هذه القمة المهمة، إلا أن ارتباطات داخلية مسبقة حالت دون ذلك، ونقل لهم تمنياته بنجاح أعمال القمة.
وقال رئيس مجلس الوزراء فى كلمته أمام قمة الفوكاك: «إنه لمن دواعى سرورى أن أشارك فى أول قمة لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقى تعقد بقارتنا احتفاء بالذكرى الخامسة عشر لانطلاق هذا المحفل، الذى يجسد روح الصداقة التاريخية بين الجانبين، ويؤسس لعلاقات شراكة استراتيجية بينهما.
وأضاف: "أود أن أؤكد على ما لمسناه عن قرب خلال رئاستنا المشتركة للمنتدى على مدى ست سنوات متصلة ما بين عامى 2006 و2012 من إمكانات واعدة للتعاون بين إفريقيا والصين، حيث ارتفع حجم التجارة البينية من 10 مليارات دولار عام 2000 إلى 220 مليار دولار عام 2014، وتزايد حجم الاستثمارات الصينية فى الدول الإفريقية من 500 مليون دولار عام 2000 إلي30 مليار دولار، وهو ما ساهم فى إيجاد الآلاف من فرص العمل فى الصين والدول الإفريقية.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلع مصر إلى تعزيز التنسيق بين الجانبين الإفريقى والصينى بهدف تحقيق أهدافنا المشتركة فيما يتعلق بتمكين الدول النامية من الاضطلاع بمكانتها المستحقة على مستوى آليات صنع القرار الدولية، وتعزيز تمثيل هذه الدول، خصوصا الإفريقية منها فى مجلس الأمن، وفقا للموقف الإفريقى الموحد، بالإضافة إلى تمثيل إفريقيا على نحو منصف ولائق فى المنظومة الاقتصادية العالمية، ونتطلع فى هذا الشأن إلى الرئاسة الصينية المقبلة لمجموعة العشرين خلال عام 2016، ونثق فى قدرة شركائنا الصينيين على الاضطلاع بهذه المسئولية باقتدار، وبتمسكهم بمواقفهم المعهودة بالدفاع عن مصالح الدول النامية فى هذا الشأن.
وقال رئيس الوزراء فى كلمته: "إننا ما زلنا فى إفريقيا نواجه التهديدات المرتبطة بعدم الاستقرار السياسى والأمنى جراء النزاعات المسلحة، وهو ما يستلزم تكثيف جهودنا لإرساء أسس السلم والأمن فى قارتنا، وأود التأكيد فى هذا الصدد على عزم مصر من خلال عضويتها فى مجلس الأمن التى تبدأ فى مطلع عام 2016 إيلاء أولوية متقدمة للتعامل مع التحديات التى تجابهها قارتنا، وذلك بالتنسيق الوثيق مع أشقائنا الأفارقة، وكذا مع شركائنا فى الصين الذين كانوا دائما سندا ودعما لقضايانا الأفريقية العادلة."
وأكد إسماعيل أهمية الدفع قدما بالتعاون الإفريقي- الصينى فى مجالات التجارة والاستثمار والبنية التحتية، مشيدا بالمبادرتين الصينيتين "الحزام الاقتصادى لطريق الحرير"، و"طريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين"، حيث ذكر البيان أن المبادرتين "ستجعلان ما يفصل بيننا من محيطات وبحار وعوائق طبيعية، جسورا تسهم فى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وإفريقيا، ودعم التواصل بين شعوبنا".
ودعا رئيس الوزراء إلى "تعظيم الاستفادة من هاتين المبادرتين الرائدتين من خلال ربطهما بمشروعات الاندماج الإقليمى فى إفريقيا، وفى مقدمتها تلك الخاصة بالمبادرة الرئاسية للبنية التحتية، التى تتضمن عددا من المشروعات العملاقة التى ستسهم فى تعزيز الاندماج الإقليمى بين دولنا، وفى مقدمتها مشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، الذى تشرف مصر بريادته والترويج له، فضلا عن الأعمال الجارية فى مشروع قناة السويس الجديدة، هذا المشروع الذى سيجعل من مصر مركزا إقليميا ودوليا للتجارة والاستثمار والخدمات، وحلقة وصل مهمة بين قارتنا وقارتى آسيا وأوروبا".
واختتم رئيس الوزراء بيان مصر أمام قمة "الفوكاك" قائلا: "أود فى الختام التأكيد على التزام مصر بالمساهمة بفعالية فى جهود الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية القائمة بين إفريقيا والصين، وبدعم تنفيذ خطة عمل جوهانسبرج لتحقيق ما نصبو إليه جميعا من إرساء أسس الأمن والاستقرار، ورفع مستوى معيشة شعوبنا، وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة فى الدول الإفريقية والصين".
كما التقى إسماعيل مع الفريق أول ركن بكرى حسن صالح النائب الأول للرئيس السودانى عمر البشير، حيث بحثا العلاقات الأخوية المصرية- السودانية والتنسيق بين البلدين فى مختلف القضايا وعلى كافة الأصعدة.
والتقى رئيس الوزراء أيضا مع إيسوفو محمدى رئيس جمهورية النيجر، حيث بحثا سبل التعاون الأفريقى - الأفريقى وسبل التعاون مع التكتلات الاقتصادية الكبرى فى إطار متكامل.
وأكد البيان الختامى المشترك لقمة (الفوكاك)، أهمية التكامل بين استراتيجيات تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة من جهة، وتعزيز التكامل والاندماج الإقليمى من جهة أخرى لكلا الطرفين، وذلك من خلال مبادرات «طريق واحد حزام واحد»، وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين، ولإفريقيا من خلال أجندة التنمية 2063 وخطة العمل العشرية الأولى لتنفيذها.
كما دعا البيان، الذى يحدد مستقبل التعاون بين الجانبين خلال السنوات الثلاث المقبلة، إلى الالتزام ببلورة خطط لتحقيق التنمية المشتركة وتعزيز السلم والاستقرار والتنمية لكل من الصين وإفريقيا.
وأكد الرئيس الصينى شى جين بينج، خلال الكلمة الختامية، أن هناك اتفاقا على الالتزام بتحقيق السلم والأمن الدوليين، من منطلق مسئوليتنا المشتركة للقيام بهذا الدور، والجانبان الصينى والإفريقى لديهما عزم أكيد على تعزيز الشراكة بينهما. وشدد الرئيس الصينى على أن بلاده ملتزمة بدعم التنمية فى إفريقيا والعمل المشترك معها مهما حدث من تقلبات فى الأوضاع الاقتصادية، حيث ستربط الصين تنميتها بالتنمية فى إفريقيا، وستساعد القارة على التنمية.
من جانبه قال جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا، إن التعهدات التى أعلنها الرئيس الصينى خلال القمة، والتى تتضمن 10 محاور للتعاون مع إفريقيا تصب جميعها فى مصلحة أولويات التنمية فى القارة، وعلى رأسها البنية التحتية والزراعة، والاستثمار، فضلا عن التمويل. وأكد زوما أن أهمية التعاون بين الصين وإفريقيا تكمن فى عدة نقاط أهمها المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. استياء صحفى

أعرب الصحفيون عن استيائهم من سوء معاملة المنظمين لهم أثناء تغطية قمة «إفريقيا - الصين» التى اختتمت أعمالها أمس بمدينة سانتون الجنوب إفريقية. مشهد القمامة المتجمعة أمام المدخل المخصص للصحفيين، والروائح الكريهة المنبعثة منه أثارت استياء الجميع.