الموسيقى الشعبية صانعة المزاج والمعبرة عنه .. تلك اللغة التى تتغير لهجاتها ولكناتها كما الشعوب، والتى أشار الفلاسفة إلى قدرتها على ادهاش الروح والتعبيرعن البشر، ببدائيتها الموغلة فى الفطرة الملهمة والصدق الذى تعبر عنه الأوتار فى العود والربابة والقانون والبوزوكى ويكون الايقاع فيها بطلا بالطبلة البلدى والدف والدرامز فى النسخة الغربية .. ذلك الايقاع الذى عبر به الإنسان عن أفراحه وأحزانه وفزعه منذ ما يزيد على ستة آلاف عام.
أما كيفية الاهتمام بها وطرق الحفاظ عليها كعنصر هام يعبرعن الهوية الانسانية فهذه هى القضية التى تشغل عم زكريا ابراهيم رئيس مهرجان «ونس» الدولى للموسيقى الفلكلورية الذى أقيم بالحرم اليونانى للجامعة الأمريكية والذى يعد أول مهرجان موسيقى مستقل نظمه مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية.
احتفالية للاهتمام بموسيقى التراث الشعبى وإذكاء روحها لتكون فى متناول شغف محبيه .. يقول عنها عم زكريا : فى « ونس» تجد الجنون الافريقى وأصالة العرب وسحر الشرق وأناقة الغرب .. حيث موسيقى قبائل اريتريا بفرقة «سنيت» ومعناها «الترابط»، وفرقة «بينونة» العمانية، وفرقة «بانجرا» من الهند وفاكهة المهرجان على حد تعبيره، موسيقانا الشعبية المصرية الغنية والمتفردة بتنوعها متمثلة فى فرقة «الطنبورة» البورسعيدية وأغانى البحر ورقصات المراكبية والسمسمية وفرقة «الجركن البدوية» التى اتخذت الجركن - رمز الاحتلال الاسرائيلى - رمزا لها .. ومن أعالى مصر يأتى الفن النوبى المذهل وفرقة «نوبانور» .. ثم الطبول والجنون بفرقة «الرانجو» السودانى صاحبة أشهى الإيقاعات والأغانى الراقصة على أقدم آلة شعبية موسيقية سودانية « الرانجو».