بعد عقود وربما قرون من خروج أميرات العرب من قصور الغرب، استطاعت لبنانية مسلمة أن تعيد إلى الأذهان ذكرى عصور ولت واندثر أثرها، فالسيدة الأولى الحالية لواحدة من أكبر وأهم دول أمريكا اللاتينية ليست على دين حاكمها، ولا تنتمى لدولته، ولا حتى للقارة بأكملها .. إنها اللبنانية المسلمة جوليانا عواضة, 41 عام، سيدة الأعمال ومصممة الأزياء التى أصبحت سيدة الأرجنتين الأولى, وتربعت على عرشها عقب فوز زوجها ماوريسيو ماكرى مؤخرا بمقعد الرئاسة. وقد وصفتها الصحف الأرجنتينية بعد ساعات من إعلان خبر فوز زوجها بأنها سيدة الأناقة وأيقونة الموضة, إبنة المهاجر اللبناني ابراهيم عواضة وزوجته السورية إلسا استير باكر, والتى إستطاعت الفوز بقلب ماكرى بعد أن عاش زيجتين سابقتين إنتهتا بالطلاق, كانت الأولي بين عامى 1981 و 1991, والثانية بين 1994 و2005 , و بعد مرور 4 سنوات علي انفصاله إلتقى بجوليانا في إحدى صالات الألعاب الرياضية، لتبدأ علاقتهما وتتوج بالزواج عام 2010, وتثمر عن طفلتهما أنطونيا، التى قاربت ال 4 سنوات. وبالرغم من فارق السن بينهما, والذى يصل ل 15 عام إلا أنه وجد السعادة الحقيقية معها والتى اكتملت بفوزه فى الانتخابات . وبالرغم من حبها للعمل وتحقيق طموحها وإثبات ذاتها إلا أنها لم تتخل عن زوجها بل كانت بمثابة الذراع الأيمن له في تطبيق سياساته الليبرالية فى البلاد, كما تميزت جوليانا بالذكاء الحاد في الرد علي أسئلة اللقاءات والمقابلات الصحفية التي كانت تجري معها، والتى تخص زوجها وحملته الإنتخابية، كما ساعدته بشكل غير مباشر، فكونها من أصول لبنانية ومن عائلة لها نفوذها فقد إستطاعت جذب أصوات الجالية العربية لزوجها. ولدت جوليانا عام 1974 في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس ولها أربع أشقاء, اثنان يعملان فى مجال المقاولات بالأرجنتين، وهما زريدة ودانيال، إضافة إلى الفنانة التشكيلية ليلى والممثل السينمائى والمسرحى أليخاندرو عواضة، وقد كان من أشهر نجوم الأرجنتين. وتتحدث جوليانا عدة لغات منها, الإسبانية والإنجليزية والفرنسية، وبعض العربية التى تعلمتها في منزل عائلتها. وقد تخرجت جوليانا من جامعة أكسفورد فى بريطانيا، ومنذ تخرجها إتجهت للعمل فى عدة مجالات. فقد شاركت والدها إبراهيم عواضة في صناعة المنسوجات بالأرجنتين، إلى جانب عشقها لمجال تصميم الأزياء، والذى تفوقت وتألقت فيه بمساعدة والدتها, التى إصطحبتها معها منذ فترة دراستها الثانوية لعدة دول أوروبية لتعلمها ما يميز أزياء كل دولة. وكانت جوليانا تتخذ والدها قدوة لها، ففى إحدى مقابلاتها الصحفية، قالت بالرغم من حثه لها ولأشقائها على التمسك بقيم دينهم إلا أنه كان متحرر الفكر، فإحدى شقيقتيها تزوجت فى الكنيسة من دون معارضة والدها, أما شقيقتها الثانية فمتزوجة من يهودى. ويذكر أن والدها بالفعل كان واحدا من الشخصيات المحبوبة على مستوى البلاد, فحينما توفى، شيعته الأرجنتين فى جنازة ضخمة شارك فيها مشاهيرها، وفى مقدمتهم رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر، وكبار رجال الدولة من وزراء ورجال أعمال، إضافة إلى صديقه الشخصى، السورى الأصل كارلوس منعم, رئيس الأرجنتين الأسبق لولايتين متتاليتين طوال آخر عقد من القرن الماضى. لا شك أن للبنانيات سحر خاص فقد استطعن خطف الأضواء فى شتى المجالات, ومنهن سيدة أفغانستان الأولى رولا سعادة, اللبنانية الأصل التى وقفت وراء زوجها حتى إعتلى عرش الرئاسة. كما إستطاعت المحامية الدولية أمل كلونى, الاستيلاء على قلب النجم الهوليودى الشهير جورج كلونى, بعدما تغلبت على النساء اللواتى حاولن الفوز به, كما هناك عدد من النجمات اللبنانيات اللواتي حققن نجاح مبهر في مجال الفن والغناء مثل سلمى حايك وشاكيرا. أما دونا ادنا شلالا الأمريكية من والدين لبنانيين, فقد إستمرت على مدى سنوات تشغل منصب وزيرة الصحة الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون.