أعلنت هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع أنقرة على خلفية إسقاط طائرة "سو-24" الروسية في سوريا من قبل سلاح الطيران التركي. وقد تم الإشارة الي أن وسائل المراقبة الميدانية لم تسجل أي محاولات لطاقم الطائرة التركية للاتصال مع طاقم الطائرة الروسية, و أن إصابة الطائرة حصلت فوق أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا. هذا ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط تركيا القاذفة الروسية بأنه ضربة في الظهر من أعوان الإرهابيين سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين. ولعل من أهم الأمور التي يجب رصدها بعد تلك الحادثة التالي: تصريح بوتين بأن القيادة التركية تمارس سياسة متعمدة لنشر التطرف الإسلامي في بلادها, برلماني روسي يشير الي ان إسقاط "سو-24" يؤكد عدم رغبة أنقرة في محاربة داعش, البنتاجون ينفي أي علاقة للولايات المتحدة بإسقاط القاذفة الروسية ولكنة يؤيد رواية أنقرة بأن القاذفة الروسية أسقطت في المجال الجوي التركي. يمكننا ان نحلل مما سبق ان كل المحاولات الأمريكية-البريطانية- التركية- السعودية- القطرية لإيقاف مساندة كل من روسيا وإيران لسوريا وأيضا مصر قد بأت بالفشل الذريع. ولتأتي زيارة الرئيس بوتين لطهران ليوْكد حجم التنسيق المتصاعد ما بين البلدين فيما يخص ملفات المنطقة ولتوْكد الثبات علي موقف محاربة الإرهاب في سوريا. ورجح المراقبون أن حرص الجانبان على التوصل لاتفاق حول مسار المرحلة الانتقالية في سوريا وسبل توسيع مناطق نفوذ نظام الأسد خلال الفترة القادمة بهدف تقوية وضعة في المفاوضات التي تسعى موسكو لتنظيمها بين المعارضة والنظام. الكرملين كان حريصا على التذكير بأن تصريحات بوتين لم تتضمن تهديدا بالرد العسكري، وهي ربما إشارة الي امتناعه عن الاصطدام العسكري المباشر مع أنقرة، إلا ان التقديرات تشير الي ان القوات المسلحة الروسية ستعمد الي الرد من خلال حسم الجيش السوري الوضع على جبهات شمال اللاذقية، خصوصا في جبال التركمان، احد مناطق النفوذ التركي المباشر، فيما تقدم الجيش السوري خلال الساعات الماضية وسيطر على كتف الغدر والملوحة والمركشلية، والخارجة عن سيطرة دمشق منذ نحو ثلاثة أعوام، على بعد ما بين 8 الي 10 كيلومترات من حدود تركيا. وماعلينا سوي ان ننتظر ونراقب ردود أفعال الدب الروسي خلال الأيام المقبلة. فالمرحلة المقبلة ستكون بمثابة لعبة الشطرنج الأخيرة ما بين روسياوتركيا. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى