لم أستطع فهم مواقف لندن الأخيرة من تطورات تحطم الطائرة الروسية .. فحكومة بريطانيا بزعامة ديفيد كاميرون هى أول من أعلنت توافر معلومات لديها ترجح وجود قنبلة وراء تحطم الطائرة بعد أيام قليلة من الحادث ,وهى أول من قامت بتعليق رحلاتها إلى مطار شرم الشيخ وإجلاء جميع مواطنيها منها .. بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يزور عاصمتها ويلتقى كبار مسئوليها بدعوة رسمية من حكومتها .. فى سابقة فريدة ومريبة وبعيدة عن حدود اللياقة واللباقة والأعراف الدبلوماسية!! ولم تكتف بذلك ,فبدلا من إرسال معلوماتها حول تفجير الطائرة إلى سلطات التحقيق المصرية التى وقع الحادث فوق أراضيها ,تجاهلتنا وأرسلت المعلومات إلى المسئولين الروس, فى خطوة مقصودة ومتعمدة ,اضطرت على أثرها موسكو إلى اتخاذ إجراءات أشد قسوة ,فعلقت كل رحلاتها إلى مصر وأوقفت جميع رحلات شركة «مصر للطيران» القادمة إليها . وضربت لندن بهذه الخطوات المحسوبة أكثر من عصفور بحجر واحد ,حيث أضرت أضراراً جسيمة باقتصادنا ,وأصابت حركة السياحة عندنا فى مقتل ,ودقت «إسفين متين» فى علاقاتنا مع الصديق الروسى ,وتسببت فى تشويه صورتنا أمام المجتمع الدولى ,وساعدت على تحويل السياح الذين يقصدون بلادنا إلى دول منافسة بل ومعادية لنا من حولنا !! أسترجع تلك المواقف البريطانية المريبة وأنا أتابع بدهشة ملابسات زيارة وفد كبار خبراء الطيران ومكافحة الإرهاب ألبريطانيين إلى القاهرة يومى الأربعاء والخميس الماضيين لبحث عودة رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ ,والتصريحات الإيجابية التى أدلى بها سفير بريطانيابالقاهرة مؤكدا أن رئيس وزرائه كاميرون يريد «عودة رحلات الطيران العادية من وإلى شرم الشيخ فى أسرع وقت ممكن»,وأن بلاده «كانت أول من بدأ التحرك حول قضايا الأمن بمطار شرم الشيخ ،ونريد أن نكون أول من يجد الحلول لعودة رحلات الطيران العادية فى أسرع وقت»!! هل هى حالة «تأنيب ضمير» انتابت حكومة السيد كاميرون فجأة .. أم أنها استمرار لحالة الألغاز ومسلسل التآمر ومواقف لندن غير المفهومة تجاهنا ؟!! لمزيد من مقالات مسعود الحناوي